حقوق الإنسان وحقوق الوطن

رجب جلال الخميس 23-07-2015 21:22

فلتذهب أمريكا بحقوق إنسانها ونشطائها اللاهثين خلف تمويلها إلى الجحيم، فلتحفظ الدولة هيبتها وتتجاهل أى اعتبارات للغرب فهو لن يرضى عنا حتى نتبع ملته، فلتوقف مواكب الجنازات التى غطت جميع ربوعها، لتجفف جزءاً من أنهار دموع انسابت فى عيون كل المصريين على اغتيال النائب العام وعشرات الجنود فى سيناء، باستثناء أعضاء وأتباع وأنصار جماعة الإخوان، والمتخلفين المصدقين أن مثل محمد مرسى، كان مدعوماً من السماء.

لا يجب أن نتوقف أمام مجموعة عملاء يسمون أنفسهم أنصار أو مجالس أو منظمات حقوق الإنسان، فهؤلاء لا يعنيهم الإنسان ولا حقوقه، إنما ما يأتى من ورائه من دولارات، وقد أثبت التاريخ- ارجع لكتاب سناء المصرى عن دكاكين هذه المنظمات- أنهم يتاجرون به وبآلامه ويأكلون لحمه ميتاً فى الندوات والمؤتمرات، ولم تحمر وجوههم الباردة عند مقتل مئات الجنود فى كل نواحى مصر، وحتى عندما أصدروا بيانات إدانة أو تضامن أو عزاء، دسوا فيها بضاعتهم الفاسدة، ورأى بعضهم أن اغتيال المستشار هشام بركات، وعشرات الجنود فى سيناء، إنما حدث لينبه السلطات إلى ضرورة ترسيخ الحريات واحترام القوانين ووقف سياسة ما قبل يناير (يقصدون العربة التى دهست مصر فأدخلتها عنبر العظام منذ 4 سنوات)، وضرورة احترام الدستور والقوانين.

لم يمت هؤلاء ولن يموت غيرهم، لأن مصر لا تحترم الدستور أو القوانين، لكن لأن هناك جماعة وصلت إلى الحكم بتزوير مقصود (التاريخ سيثبت يوماً ما أن الفريق أحمد شفيق كان فائزاً) ووضعت قبضتها على مصر فى مكتب الإرشاد، وأرسلت أضعف أبنائها إلى القصر الرئاسى ليكون فى متناول أيديها، وقبل أن تنعم بهذا الحكم، اكتشف الشعب كذبها واعتداءها على حقوق الله والناس ودهسها لكتب الشريعة تحت أقدامها، فقتلت وحرقت وكذبت وزورت وخانت عهوداً وتبرأت من تحالفات، ورغم كل ذلك تسمى نفسها «إخوان مسلمين»، ولا أعرف إذا كان هذا هو الإسلام فكيف يكون الكفر والجاهلية، وهل هذه التنظيمات جاهلة لدرجة أنها لا تعلم أن هدم الكعبة حجراً حجراً، أفضل عند الله من إراقة دم امرئ مسلم، أم تعلم ومع ذلك تعتدى متعمدة على شريعة الله؟.

هل كانت الدولة فى حاجة إلى «زلة لسان» من الرئيس الأمريكى لتعرف أن داعش، وأنصار بيت المقدس، وولاية سيناء، وغيرها، صنيعة واشنطن أو مدعومة منها لإكمال مخططها لتفتيت المنطقة، بعد فشل «العيال اللى منزلة بنطلوناتها» عبر الثورات فى يناير؟.

فى هذه الظروف المؤلمة، والأحزان الجارفة، والدماء التى لا تتوقف إلا لتسيل، لا يجب أن نلتفت إلى الغرب فنحن لا نأكل منه، ولا يجب أن نشرح له كيف أن لدينا قوانين ومحاكمات طبيعية، فقط نذكره بما يفعل هو بعد أول رصاصة توجه إلى صدره، وبما نفعل نحن فى «عنابر العلف والتسمين» فى السجون.

هوامش:

عشر القوات التى تولت تأمين عزاء النائب العام، كان يكفى لمنع وفاته.

Ragab26@yahoo.com