شرعت تركيا في إقامة جدار باستخدام القوالب سابقة التجهيز على امتداد جزء من حدودها مع سوريا وتعزيز سياج من الأسلاك وحفر خنادق إضافية بعد أن فجر انتحاري يعتقد أنه ينتمي لتنظيم «داعش» نفسه فقتل 32 شخصا أغلبهم طلبة في بلدة حدودية هذا الأسبوع.
ومنذ فترة طويلة يبدي حلفاء تركيا في حلف «الناتو» مخاوف بشأن السيطرة على الحدود مع سوريا والتي تتحول في بعض المناطق إلى حدود موازية مباشرة مع الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وأدى التفجير الانتحاري، الذي وقع، الاثنين، في بلدة سروج في الجنوب الشرقي إلى تسليط الضوء على المخاوف من امتداد الصراع السوري إلى الأراضي التركية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث هاتفيا مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، واتفق الاثنان على العمل معا لوقف تدفق المقاتلين الأجانب على سوريا وتأمين الحدود التي تمتد لمسافة 900 كيلومتر.
وذكر مسؤولون أتراك أنهم يعتقدون أن المفجر الانتحاري في هجوم سروج تركي عمره 20 عاما سافر إلى سوريا، في 2014، بمساعدة جماعة تربطها صلات بتنظيم «داعش».
وقال بولنت أرينج، نائب رئيس الوزراء، المتحدث باسم الحكومة، للصحفيين، خلال استراحة في اجتماع مجلس الوزراء مساء أمس الأربعاء «تم تحديد قطاعات حيوية (في الحدود). وستعطى الأولوية لهذه المناطق وستتخذ التدابير بكل الإمكانيات التكنولوجية».
وقال مسؤول حكومي رفيع المستوى إن جدارا بالقوالب الجاهزة طوله 150 كيلومترا سيقام على امتداد جزء من الحدود وسيتم تعزيز سياج من الأسلاك في مناطق أخرى، وأضاف أنه سيتم تركيب أنوار كاشفة على امتداد 118 كيلومترا وسيجري إصلاح طرق الدوريات الحدودية كل ذلك بتكاليف تبلغ نحو 230
مليون ليرة (86 مليون دولار).
كذلك، قال الجيش إنه يعمل على حفر خندق بطول 365 كيلومترا على امتداد الحدود وإنه نشر حوالي 90 في المئة من الطائرات دون طيار وطائرات الاستطلاع على الحدود مع سوريا.
وكان الجيش التركي شدد إجراءات الأمن في مناطق حدودية في الأسابيع الأخيرة مع اشتداد الصراع في سوريا الذي يشارك فيه مقاتلو ميلشيا كردية ومتشددون إسلاميون وقوات الأمن السورية.
وأضاف المسؤول أن حوالي نصف العربات المدرعة التي تقوم بدوريات حدودية موزعة على امتداد الحدود السورية، كذلك فإن نصف قوة حرس الحدود المؤلفة من 40 ألف جندي موزعين على الحدود السورية.
ولتركيا حدود مشتركة أيضا مع العراق وإيران وأرمينيا وجورجيا واليونان.