■ لا يمكن أن يكون مصير نادى الزمالك على هذا الحال من الضنك والبكاء على اللبن المسكوب، كأن النادى العريق الكبير بلا عزوة ولا أبناء ولا أهل، يتحكم فى مصيره حسن صقر لا بصفته أحد أبنائه لكن بصفته مسؤولاً عن الرياضة المصرية، وكم من الجرائم ترتكب باسم الأبناء أو من يزعمون انتماءهم لناديهم وبيتهم الكبير.
■ لا نريد أن نحمل ممدوح عباس مسؤولية الانهيار الذى حدث فى النادى بمفرده، فالانهيار مسؤولية جماعية بالتأكيد نتيجة مخلفات كثيرة من الصراعات والشللية وتبديد ثروات النادى، لم يعط أحد هذا النادى بالقدر الذى يأخذ منه ويتربح، تربح كثيرون منه وكبروا وصاروا نجوماً فى الألعاب أو فى الإدارة أو فى التدريب، رأينا صعاليك صاروا نجوماً، وفقراء صاروا أغنياء.
وعندما تعرض النادى لأزمة أحجم كل هؤلاء الذين تربحوا منه وضنوا عليه بوديعة يتم الصرف منها دون أن يرتبط مصيره للأسف بمصير أفراد، أياً كان انتماؤهم وصدق تشجيعهم لأدائه الكروى فى زمن غابر!
■ أعتقد أن ممدوح عباس نفسه - مثلا - لو أنفق على النادى دون ارتباط ذلك ببقائه على سدة رئاسة النادى لأصبح علامة فارقة فى تاريخه، فالذى لا شك فيه أنه عاشق للزمالك مثلما يعشقه الآخرون من أبنائه ويوصف بأنه مشجع من الدرجة الثالثة.
لكن كارثة عباس فيمن حوله الذين ينفخون فى أذنه ويعصونه على ناديه، حتى كانت الكارثة باستقالته ليس احتراماً لنفسه وانتصاراً لناديه حتى لا يبقى أداة فى يد المجلس القومى ورئيسه ينكل بخصومه وبالنادى أيضاً عبر مجالس معينة تتحول إلى أداة فى يده سواء رغبوا فى هذا وعلموه أو لم يرغبوا ولم يعلموا لكنه استقال احتجاجاً على رغبة المجلس القومى فى تعيين لجنة مؤقتة لإدارة النادى حتى موعد تحديد الانتخابات.
■ أذكر أننى أثناء الحملة الانتخابية الماضية اقترحت فتح اكتتاب من جمهور النادى ومحبيه وأعضائه وأبنائه فى كل مكان على أن توضع هذه الأموال فى وديعة ينفق من ريعها، وغمزت أصحاب الملايين الذين ينفقون أرقاماً كبيرة فى الحملة الانتخابية ووجبات الطعام المجانية للأعضاء وعلى بوابات وبوسترات ألوان وأشكال ولا ينفقون مثلها من أجل دعم الأنشطة، يومها صرخ فى وجهى قليل من المخلصين وكثير من المنتفعين «النادى لا يقبل التبرعات من أحد!!».
بعض المخلصين قليلو الخبرة ساروا خلف هتافات المنتفعين الذين يأكلون على كل الموائد الذين لو وجهت هذه المبالغ لتحقيق ميزانية مناسبة لامتنعت عنهم النذور والبخور.. أولئك السدنة الذين يرتزقون من الأكل على هذه الموائد، ومنهم صنف دخل النادى فقيراً لا يكاد يمتطى سيارة أو يكاد يرتدى «صندلاً» أصبح الآن من الوجهاء يوم دخل مجلس إدارة النادى غيلة وخيانة.
■ النادى الأهلى يا سادة ينفق من ريع وديعة تبرع بها أحد محبيه وابن من أبنائه أو بعض أبنائه ولم نسمع هذه ا لهتافات العنترية، وهل الآن لا يساعد الابن والده بعد تخرجه وقدرته؟ من منا لم يفعل هذا فى بيته مع والده ووالدته، فلم نرفض المبدأ فى نادينا من أجل تحقيق سيولة مناسبة؟ صحيح الزمالك غنى بموارده الدائمة وأزمته الحقيقية أزمة إدارة فى المقام الأول، نحتاج إلى إدارة تجيد توظيف الموارد وإلى أن يحدث هذا فلابد أن يتكاتف الجميع لإخراج النادى من كبوته.
■ فى الزمالك وجوه احترقت، لا ينبغى أن تبقى تلعب دور الحكمة، بعضهم أخذ فرصته كاملة فى إدارة النادى ورئاسته فإذا ما استحال عليه العودة لكرسى الرئاسة لعب دور الحكمة ليبقى دائماً فى الرقم المناور، وبعضهم يناصر رئيساً فى الانتخابات ويناصر منافساً آخر فى التعيين! لابد أن تبرز وجوه جديدة تحمل الراية وتتعاون مع المخلصين من قدامى الأعضاء والشباب الصاعد وتعقد توليفة متناسقة تحمل الأمل فى غد مشرق.
■ وإذا كانت أزمة الزمالك الأولى هى أزمة إدارة والحل يكمن فى انتخابات تفرز واقعاً جديداً ومجلساً متجانساً لديه القدرة على وضع خطة عاجلة للنهوض وتدبير الموارد، فإن أزمته الاستراتيجية هى فى اللاعبين الذين فقدوا الولاء والانتماء وحتى الأمانة لأن الاحتراف يعنى بذل الجهد لقاء أجر محدد سلفاً، والمنافس التقليدى للزمالك وهو الأهلى عندما تعرض لأزمة مشابهة اشترى فريقاً كاملاً حصد به بطولات طيلة الأعوام الخمسة الماضية، لدينا لاعبون لا يليق بهم تمثيل الزمالك فهم أقل من أن يكونوا يمثلون الزمالك بتاريخه واسمه ومكانته.
ولدينا لاعبون لا تنقصهم الموهبة يبددون هذه الموهبة فى اصطناع الأزمات والمشكلات المستمرة فيفنون أجمل سنوات عمرهم دون أن يحصدوا ما يناسب موهبتهم ويتسببون فى عدم استقرار ناديهم، وهؤلاء وأولئك ينبغى التضحية بهم فوراً وبلا مقابل ليكونوا عبرة لكل معتبر، فإما أن نوفر بدلاء بطريق الشراء إن استطعنا وإما أن نعطى الفرصة للناشئين من أولادنا ونتحمل معهم حتى يشبوا عن الطوق.
■ يا أبناء نادى الزمالك وأحباءه تحركوا قبل فوات الأوان، أعلنوا عن مجموعات عمل مناوبة لا تنتظر إشارة البدء من المجلس القومى ولا صقره، أعلنوا عن فتح حساب باسم النادى يقبل المساهمة فى وديعة تخصص لأوجه الصرف على الفرق الرياضية، اطرحوا بدائل للاستثمار بدون حملات انتخابية ولا يحزنون، إن من بيننا أسماء محترمة لها مكانتها فى المجتمع وشرائح اجتماعية مختلفة فى كل المستويات فلنتوكل على الله ونجمع أمرنا.
ولنعقد مؤتمراً عاجلاً مغلقاً لا مكان فيه للإعلام والميديا والصحافة يترأسه أكبر الحكماء سناً وربما يلقى مجدى شرف استحساناً من الجميع فيترأس مثل هذا الاجتماع الذى لا ينبغى أن يغيب عنه أحد من الفرقاء كلهم وبعض الناشطين من أعضاء النادى وشبابه ليتفقوا على كلمة سواء، ففى الشدائد تظهر معادن الناس، ولله الأمر من قبل ومن بعد.