أكد أسامة ربيع، قائد القوات البحرية، أن ثورات الربيع العربي التي شهدتها المنطقة أدت إلى انهيار بعض جيوش تلك الدول مما أدى لاختفاء قوى عسكرية كبيرة مؤثرة وظهور قوى أخرى بأفكار متطرفة وتوجهات مختلفة تتسم بعضها بالطابع القبلي أو الطابع الطائفي.
وأضاف «ربيع» في حواره مع «المصري اليوم» بمناسبة تخريج دفعة جديدة من الكلية أن ذلك يتطلب من القيادة السياسية التوجه لبناء قوة عربية مشتركة لمواجهة التهديدات والتحديات التي تقابلها للمحافظة على تماسكها ووحدتها واستقرار المنطقة.
وأشار إلى دور القوات البحرية كجزء من القوات المسلحة منوطة بمهمة تأمين المقرات الانتخابية لضمان أمن وسلامة المواطن وتأمين العملية الانتخابية، لافتًا إلى دور القوات البحرية بالتعاون مع اﻷجهزة المختلفة للقوات المسلحة وحرس الحدود والمخابرات العامة في درء المخاطر التي يتعرض لها الكثير من أبناء هذا الوطن الذين يتم التغرير بهم لتهجيرهم إلى دول أخرى وتعرضهم لمخاطر الغرق أثناء محاولات الهجرة غير شرعية.
ما هي الجهود التي بذلتها القوات البحرية لحماية ونقل العالقين على الحدود الليبية؟
- قامت القوات البحرية بتأمين وإجلا آلاف المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية وقامت بإرسال سفن حربية في رحلات متعددة قامت بنقل آلاف المصريين بأسرهم وتأمينهم وتوفير أماكن إعاشة على وحداتها البحرية مع توفير الطعام والشراب لهم فور وصولهم سالمين إلى أرض الوطن، ثم توفير وسائل المواصلات لتقوم بنقلهم إلى أماكن إقامتهم داخل مصر ونظرًا لكبر عدد المصريين العالقين قامت بتوفير سفن تجارية لنقل أعداد أكبر مع توفير الحماية البحرية لتلك السفن أثناء الإبحار.
في ظل ثورات الربيع العربي التي تشهدها المنطقة وهو ما قد يخلق قوى إقليمية جديدة وعقائد وتيارات مختلفة ربما تؤثر على توازن المنطقة بمنطقة الشرق اﻷوسط كيف ترى القوات البحرية هذه المتغيرات السريعة والمتلاحقة وكيفية الحفاظ على توازن القوى البحرية بالمنطقة؟
- لقد أدت ثورات الربيع العربي التي شهدتها المنطقة إلى انهيار لبعض جيوش تلك الدول مما أدى لاختفاء قوى عسكرية كبيرة مؤثرة وظهور قوى أخرى بأفكار متطرفة وتوجهات مختلفة تتسم بعضها بالطابع القبلي أو الطابع الطائفي مع وجود صراعات داخلية واتقسامات داخل تلك الدول أدت إلى اختلال توازن القوى بالمنطقة خاصة في ظل عدم وجود جيش يحمي تلك الدول من اﻷطماع الداخلية أو الخارجية واستحالة القدرة على الدفاع عن وجودها مما تطلب من القيادة السياسية إلى التوجه لبناء قوة عربية مشتركة لتواجه التهديدات والتحديات التي تقابلها للمحافظة على تماسكها ووحدتها واستقرار المنطقة.
هل هناك مجالات تعاون مع بعض الدول اﻷجنبية لتزويدنا بقطع بحرية متقدمة خلال الفترة المقبلة سواء الغواصات أو الفرقاطات أو قطع بحرية وكذلك التعاون في مجال التصنيع البحري والصيانة؟
- في إطار مواكبة التطور العالمي في بحريات العالم وخاصة دول الجوار ومع التقدم التكنولوجي في جميع المجالات فهناك خطط تطوير مستمرة لقواتنا البحرية في إطار خطط تسليح الشاملة للقوات المسلحة وأن قواتنا البحرية في تطور مستمر في السنوات اﻷخيرة خاصة مع الدعم المستمر للقيادة العامة للقوات المسلحة والتي أحدثت طفرة كبيرة في قواتنا البحرية وأن ملامح المرحلة الحالية تعتمد على استراتيجيتن هما الاستراتيجية الرأسية في التطوير وترتكز على تحديث وتطوير الوحدات البحرية ومنظومات القتال المتوفرة لدينا، ثم الاستراتيجية اﻷفقية بالحصول على وحدات بحرية جديدة تم التعاقد عليها وستنضم لقواتنا البحرية لتغطي مطالب القوات البحرية لتنفيذ المهام المكلفة بها وذلك بالتعاون مع بعض الدولة اﻷجنبية المختلفة وكذا التصنيع المحلي وفي هذا الإطار يتم التحديث المستمر في ورش الصيانة والإصلاح على كل ما هو جديد بما يساعد على احتفاظ وحداتنا بكفاءة قتالية ودقة عالية.
وقامت القوات البحرية بإمكانيتها الذاتية ببناء لنش مرور قريب يستخدم في تأمين المسطح المائي للموانئ البحرية الخاصة طراز سهم البحر وانش مرور ساحلي ٢٨ متر بالتعاون مع الولايات المتحدة اﻷمريكية، والقوات البحرية تشهد اﻵن نقلة نوعية جديدة وتعدد لمصادر السلاح مع الدول الشرقية والغربية حيث تم التعاقد على توريد غواصات أمانية متطورة تعتبر من أحدث وأقوى الغواصات التقليدية في العالم وكذا تم التعاقد مع الجانب الفرنسي على شراء فرقاطة شبحية طراز فريم تعتبر من أحدث السفن الحربية وتم الاتفاق على توريد فرقاطة طراز جوويند وتصنيع مشترك لعدد ٣ فرقاطات أخرى أخرى بترسانة بناء السفن المصرية.
كثيرا ما تنقل وسائل الإعلام عن إنقاذ شباب مصر من الغرق في محاولة للهجرة غير الشرعية أو ضبط محاولات تسلل أو تهريب والقبض على عدد من المهربين، ما الدور الذي تقوم به البحرية في حماية المجتمع من هذه اﻷخطار؟
- تعتبر الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة على المجتمع المصري وقد زادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة وحرصت البحرية بالتعاون مع اﻷجهزة المختلفة للقوات المسلحة وحرس الحدود والمخابرات العامة في درء المخاطر التي يتعرض لها الكثير من أبناء هذا الوطن الذين يتم التغرير بهم لتهجيرهم إلى دول أخرى وتعرضهم لمخاطر الغرق وقد قامت القوات البحرية بإحباط العديد من عمليات الهجرة غير الشرعية تمكنت فيها من إنقاذ آلاف الأرواح في ظل الانفلات اﻷمني خلال الفترة السابقة، كما قامت البحرية بتكليف وحدات المرور والنشاط القتالي بتنفيذ حق الزيارة والتفتيش للسفن المشتبه بها والقبض علىها وتسليمهم إلى جهات الاختصاص لاتخاذ الإجراءات القانونية لمحاسبتهم.
مع تطور عملية التحول الديمقراطي في مصر وإجراء انتخابات تشريعية تعبر عن إرادة الشعب، هل سيكون هناك دور للقوات البحرية خلال الانتخابات المقبلة؟
- القوات البحرية كجزء من القوات المسلحة منوطة بمهمة تأمين المقرات الانتخابية لضمان أمن وسلامة المواطن وتأمين العملية الانتخابية وتأمين الإشراف القضائي حتى يقوم بمهمته بأفضل حال كما تقوم القوات المسلحة أيضًا بتأمين مقرات لجان الفرز الرئيسية والثانوية وذلك لضمان شفافية وحياد عملية التحول الديمقراطى في مصر وإجراء انتخابات تشريعية تعبر عن إرادة الشعب.
التوتر الذي تشهده منطقة القرن الإفريقي وما تعانيه الآن من نزاعات ألقت بظلالها على حركة الملاحة العالمية، كيف تواجه القوات البحرية التهديدات والتحديدات للحفاظ على الأمن القومي وحماية مياهنا الإقليمية في البحر الأحمر من ظاهرة القرصنة؟
- تعتبر القرصنة ظاهرة عالمية وموجودة في أماكن متعددة ومتفرقة حول العالم مثل جنوب شرق آسيا والمحيط الهندي وخليج غينيا وجنوب مضيق المندب، ساعد انتشار عمليات القرصنة البحرية على تمويل بعض الأنشطة والجماعات الإرهابية من خلال الأموال التي يحصل عليها القراصنة حيث تربطهم جميعًا شبكة إجرامية إرهابية بل أن هذه الأموال يمكن أن توجه لتمويل الحروب الأهلية والجماعات الطائفية المسلحة المتشددة لذا وجب تجفيف هذا المصدر من منابعه وتقوم القوات الرحبة بدور رئيسي وفعال في حماية المياه الإقليمية والاقتصادية ونظرًا لثقل مصر السياسي عالميًا وإقيليمًا وعربيًا تسعى كثير من الدول والقوات الدولية لمشاركة مصر في عمليات مكافحة القرصنة حيث تتواجد الكثير من التحالفات والقوى الدولية في منطقة القرن الإفريقي كقوات المهام المشتركة العاملة تحت مظلة القيادة المركزية (150)، (151) والقوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي والعديد من الوحدات القائمة بأعمال التأمين وتشترك مصر ممثلة في القوات البحرية في آلية التنسيق العسكري بمكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية ( SHADE) كما يتلاحظ عدم تسجيل حادث قرصنة داخل مياه البحر الأحمر من أجل تحقيق السيطرة التامة على أمن البحر الأحمر بجانب اشتراك القوات البحرية ضمن القوات العربية المشتركة بالعملية (إعادة الأمل) لتحد من عمليات القرصنة بالبحر الأحمر وتوفر الأمن القومي من خلال تأمين منطقة باب المندب والحركة الملاحية بقناة السويس.
تشارك القوات البحرية في العديد من التدريبات المشتركة مع العديد من الدول الصديقة والشقيقة، ما هي أوجه الاستفادة من هذه التدريبات وهل يتم التخطيط للتدريب على التعاون في مواجهة التهديدات البحرية المشتركة؟
- تطلب العديد من الدول الصديقة والشقيقة الاشتراك مع مصر في تنفيذ تدريبات بحرية مشتركة والتي تعود علينا بالعديد من الفوائد منها الإطلاع على أحدث ما وصل إليه العالم والتكنولوجيا والتسليح والمتطور والتعرف على فكر الدول المشاركة في التدريب في إدارة الأعمال القتالية، والاستفادة من مساعدات التدريب الحديثة والمتقدمة التي قد تكون غير متوفره لدينا، وتدريب الضباط على أحدث الوحدات البحرية في العالم والتعرف على أساليب التدريب القتالي في البحر، وإمكانية التعرف خلال التدريبات المشتركة وزيارات السفن الأجنبية لموانيينا على أحدث ما وصل
إليه العالم من تكنولوجيا ونظريات التسليح وتكتيكات استخدام هذه السفن، ومنظومات التسليح الأمر الذي يعود بالفائدة الكبيرة عند تقدير الموقف لاختيار سلاح جديد أو معدات جديدة لإنضامها لقواتنا البحرية، وأخيرًا تشترك قواتنا البحرية مع عديد من الدول العربية الشقيقة والصديقة في التدريبات البحرية المشتركة وهذه الدول هي( السعودية، الإمارات، البحرين، اليونان، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا).