الكابتن فاروق جعفر قال إن «السادات» تدخل زمان فى تحديد نتيجة قمة الأهلى والزمالك.. وقال إنه طلب أن تكون النتيجة التعادل (صفر/ صفر)، حتى تعود الجماهير سعيدة إلى المنازل.. وبغض النظر عن صحة هذا الكلام من عدمها، فهل صحيح أن الرؤساء يتدخلون فى حسم مصير القمة الكروية؟.. هل فعلها عبدالناصر والسادات ومبارك؟.. وأخيراً هل تدخل «السيسى» لحسم مصير ملعب القمة وإنهاء الأزمة؟!
أعتقد أن الرئيس السيسى لم يتدخل، ولم يتدخل مكتبه أيضاً، وأن المبادرة كانت من رئيس الوزراء شخصياً.. وقد حسم «محلب» أزمة الملعب، ثم سافر إلى غينيا ومنها إلى فرنسا.. وكنت أتمنى لو أن الرئيس تدخل عبر مكتبه ليقول للفريقين عيب.. وكنت أتمنى أن يفعلها ويظهر العين الحمراء.. فربما كانت الشتائم والبذاءات تتوقف.. لكنه لم يفعل.. خاصة أن عنده ما هو أهم.. أعنى افتتاح قناة السويس الجديدة!
الرئيس السيسى ليست عنده هذه الرفاهية.. كان مبارك يتدخل.. وكان يلتقى باللاعبين ويرسل برقيات التهنئة فوراً.. وكان مكتبه يتابع وزكريا عزمى يتصل، وكان جمال وعلاء يحضران مع اتحاد الكرة وإدارات الأندية.. فمن الجائز أن يكون للرئيس ذراع داخل الأندية.. لكن الوقت مبكر لإنجاز هذه المهمة.. غير معقول أن تكون الدولة فى حالة حرب بينما كل جهودها السياسية والأمنية مُسَخّرة لإنجاز مباراة كرة!
المدهش أن هذه المباراة فى النهاية قد تكون من الدرجة الثانية أو الثالثة، مقارنة بمباريات الكرة فى أوروبا مثلاً.. ومن غير المعقول أن تنحدر مصر إلى القاع، فى مباراة قمة، فى ظل تبادل بيانات رسمية تسىء للرياضة ولمصر أولاً.. فالبيانات الرسمية التى صدرت من الناديين كانت مدعاة لحرب كروية تطيح باستقرار البلاد.. هذا يسبّ، وهذا يلعن.. هذا يذكر غريمه بالاسم ليهينه، وهذا يتجاهله تماماً لتحقيره!
ربما كانت الدنيا «فراغاً» حين تدخل أحد الرؤساء، أو حين كان يحضر المباريات رئيس آخر.. الآن لا توجد هذه الرفاهية.. عندنا ما هو أهم.. عندنا معركة أخرى.. كان المفترض أن يكون هناك دم.. كان المفترض أن تطفئ البرامج نار التصريحات.. كان المفترض أن تمتنع عن الحرائق.. فلا يصح أن تكون منصة للشتائم والبذاءات والتهديد بضرب «الجزمة».. على الأقل تمتنع لما بعد المباراة لنزع الفتيل!
لا يوجد أهلاوى حقيقى يُريد أن يُشعل الحرب، ولا يوجد زملكاوى حقيقى سعيد بما يجرى من ملاسنات.. أين الروح الرياضية؟.. أين الإحساس بأننا فى حالة حرب؟.. من يقول لمرتضى منصور عيب؟.. من يقول لمجلس الأهلى أخطأت حين أصدرت بياناً رسمياً قبل المباراة بساعات؟.. ليست هذه هى الرياضة بالمرة.. ما حدث يعنى أننا فى «حالة فراغ».. يعنى أننا لا ندرى أننا فى حالة حرب ومعركة حقيقية!
«السيسى» التقى قبل ذلك بالرياضيين، وعقد مصالحة بين شوبير ومرتضى منصور.. الآن المعركة بين مرتضى منصور ومحمود طاهر.. معناه أن مرتضى طرف أصيل فى كل أزمة.. كيف هذا؟.. ومن يقول له: عيب؟.. هل اتحاد الكرة؟.. هل رئيس الوزراء؟.. هل الرئيس شخصياً؟.. لا أعرف بالضبط!.