الطابور الخامس الذى يحكم مصر!

عاصم حنفي الثلاثاء 21-07-2015 21:03

أقطع ذراعى أن أول قرار للسيسى بعد تمام القضاء على الإرهاب هو العفو الرئاسى عن نشطاء يناير المحبوسين فى السجون.. كبداية للمصالحة الوطنية الحقيقية.. ومن غير المعقول أن تنتصر الدولة على الإرهاب.. دون أن تنتصر على الطابور الخامس الذى نجح فى الإيقاع بين الثوار والسيسى.. ثم نجح فى تقسيم الثورة إلى معسكرين متضادين يناير ويونيو.

وبشاير الانتصار على الإرهاب واضحة.. وخليك مع المتحدث العسكرى هذه الأيام.. وأنا شخصياً أصدقه.. ونحن الآن نسيطر على سيناء بحق وحقيقى.. وليس أمامك حل آخر.. فإما الحرب رغم فداحة الخسائر.. وإما أن نلبس الطرح وندق الزبيبة ونرتدى الجلباب فوق الركبة مع الشبشب المعتبر.

مصر ليست سهلة أو لقمة طرية.. وأوافق وأبصم بالعشرة على ما تقوم به الدولة حتى نستعيد السيطرة.. بل أوافق على ما تقوم به من عنف مضاد.. وقد كشفت الأحداث والوقائع عن مخططات رهيبة لفرض سطوة التنظيمات الإرهابية التى تحركها أصابع الخواجة..!

أوافق وأغض الطرف عن تجاوزات بعض الشرطة.. لكنى أشهد لها أنها حاصرت فلول الإرهاب.. وعرفت من يحرك العناصر المشبوهة فى الداخل.. وهى العناصر التى استوردت الإرهابيين إلى سيناء وسلّحتهم بالأسلحة المتطورة لشن الحرب على جيش بلادى.. وهى ذاتها العناصر التى تروع الآمنين بمظاهرات العنف تطلق الخرطوش الحى على المواطنين تحت شعار سلمية سلمية..!

الإرهاب يترنح إذن.. ونحن أحوج ما نكون إلى لم الشمل وإعادة ترتيب الأوضاع.. واستبعاد إخوان العنف من صدارة المشهد.. وإعادة شباب يناير من جديد.. وقد حاول الطابور الخامس استبعادهم.. ونجحت جماعة الإخوان فى تشويه صورتهم.. لتحتل صدارة الثورة بدلاً منهم..!

أكبر دليل على طيبة ونبل وسذاجة شباب الثورة.. أنهم قاموا بها فى الخامس والعشرين، فلما نجحت ذهبوا إلى بيوتهم ليستولى عليها الانتهازيون وبتوع الثلاث ورقات!

احتفل الثوار بنجاح الثورة واكتمالها بعد 18 يوماً من بدايتها.. مع أنها كانت جنيناً يحتاج للتريث والتروى.. تاركين المولود لمن يعبث به.. ثم وقفوا يتفرجون على الثورة وهى تتقوض قطعة قطعة.. وقد ركب على أكتافها المحتالون والنصابون والأرزقية.. وفى حين تحدث الكل باسم الثورة.. فإن الثوار الحقيقيين أُبعدوا بفعل فاعل..!

مشكلة ثوار يناير أنهم لم يجيدوا فن الكلام وشغل السياسة.. فارتضوا أن يتحدث الآخرون نيابة عنهم.. والآخرون من الذين رفضوا الثورة فى البداية.. حذّروا من مغبة الخروج على الحاكم.. ولكن بنجاح الثورة وسقوط مبارك وعزوف الثوار عن السياسة، تصدى الانتهازيون والباحثون عن الشهرة وأصحاب اللسان الطويل.. والمتشوقون لأداء أدوار البطولة.. تصدوا للكلام باسم الثورة وركوب الموجة وحصد المكاسب والأرباح وقد سقطت فى حجورهم الثمرة الناضجة فى غيبة الثوار!

الغريب يا أخى أن الذين يستبعدون ثوار يناير ويكيدون لهم.. ليسوا من ثوار يناير أو يونيو.. هم الذين يوافقون على طول الخط مع كل الحكام.. هم الذين يشطبون كلمة المعارضة من قاموس حياتهم اليومية والسياسية.. هم مدّعو الحكمة بأثر رجعى على اعتبار أنهم النخبة.. مع أنهم منفصلون تماماً عن أحلام وأمانى ومشاكل الناس فى الشوارع والبيوت.. هم الجاهزون دوماً لتقديم التصورات النظرية الجاهزة لمن يدفع.. هم مقاولو الأنفار يحشدون من يهتف لهم ولصالحهم.. هم المطبّلون المزمّرون للحاكم مادام يغدق عليهم.. والمصيبة أنهم يتصورون أنهم الذين يحكمون مصر.. وبعضهم من أصحاب نظرية التوريث والخلف الصالح لخير سلف.. هم الصادحون بالأغانى والأناشيد.. هم الجالسون تحت الأضواء باستمرار فى مقاعد الفضائيات.. يحللون ويقعرون ويتحدثون باسم الثوار..!

وزمان زمان.. دافع عن جمال عبدالناصر وعن سياساته العمال والفلاحون.. أصحاب المصلحة فى الحكم.. واليوم كنت أحسب أن الذين يدافعون عن السيسى ويساندونه هم الشباب.. ولكن للأسف..!!

وهناك الآن ثقة مفقودة بين السيسى والشباب وبالعكس.. مع أن السيسى أحوج ما يكون لمستشارين حقيقيين ينقلون إليه نبض الناس.. ويفسرون للناس سياسات السيسى.

إذا كان بعض الشباب قد أخطأ.. فلا بأس.

الثورة لا تأكل أبناءها.. والسيسى سوف يفرج عنهم غداً.. وأقطع ذراعى..!