قالت الفنانة كندة علوش إنها ترددت في قبول مسلسل العهد بسبب تخوفها منه، لكن إصرار المؤلف محمد أمين راضى ومخرجه خالد مرعى على تقديمها لدورها فيه كان من أهم أسباب تبدد خوفها وحماسها للعمل، وأشارت في حوارها لـ«المصرى اليوم» إلى أن العمل صعب لأنه لا ينتمى إلى زمن محدد، وأنها لا تهتم بفكرة الإسقاط السياسى للعمل لأنها تبحث عن المتعة الفنية.. وإلى نص الحوار:
■ لماذا قبلت دورك في العهد؟
- شخصية سوسن التي أقدمها في العمل هي دور جديد بالنسبة لي، ومختلفة عن أي دور قدمته سواء في الدراما المصرية أو الدراما العربية، بعيدًا عن الشخصيات الطيبة والرومانسية والناعمة، فسبب موافقتى أيضًا هو أن محمد أمين راضى كتبها بحرفية عالية، وهى شخصية تنتمى لعالم الشخصيات السلبية في المسلسل، فهى متسلطة تعشق السلطة وتعمل كل شىء كي تصل للسلطة والكرسى وهو ما نلاحظه خلال الحلقات، وأيضًا هي شخصية تميل للذكورة أكثر من اعتمادها على أنوثتها.
■ لماذا محور الشر هو العنصر الرئيسى في المسلسل فكل الشخصيات تقدم أدوار شر؟
- غير صحيح، هناك شخصيات طوال الوقت صراعها موجه للخير وستنتصر له، وهناك شخصيات أخرى تبحث عن الصراع على السلطة ومن الممكن أن تقدم أي شىء للفوز بالكرسى، ولكن ليست كل الشخصيات تبحث عن الشر، لأنه سنجد في المسلسل شخصيات تبحث عن الخير.
■ هل الصراع على السلطة في المسلسل إسقاط على ما يحدث في بعض الدول العربية؟
- حتما أي عمل فنى يقدم كل شىء، لكن بالنسبة لى لا أحب أن يكون هذا الهدف الأساسى في كل عمل، لأن هناك بعض الناس عندما تشاهد عملا وتعتقد أنه يحمل إسقاطا سياسيًا تفقد المتعة في العمل الفنى، من كثرة قصدك للشخصيات والأحداث وربطها بما يحدث في الواقع، فهذا يجعل المشاهد يشغل نفسه بتأويل العمل وينسى متعته الأساسية وهى تقديم النموذج ككل وليس الانشغال بكل شخصية على حدة، فعلى المشاهد أن يقبل العمل بكل مافيه وبكل شخصياته وبعد ذلك اجعل فكرة الإسقاط تحصيل حاصل وكفكرة أخيرة، وليست هي إقحام الفن ووضعها في عنق الدراما وتحميل مضامين وتحميل مسؤوليات على الكاتب لم يقصدها في بعض الأحيان فلا يوجد دور في المسلسل يسقط على أي شخصية موجودة حاليًا، فكل الشخصيات الموجودة في المسلسل هي بشر مثل أي بشر في أي زمن، لكن سنجدهم تغلب عليهم الصفات السلبية والتى تغلب عليهم نسبة من الشر، ولو تعاملت مع الشخصية بغض النظر عن الزمان والمكان فستجدها مفصولة عن الإطار العام فأنا أقدم شخصية في العمل مختلفة تماما عن أي شخصية قدمتها في حياتى من قبل، مثلا في الصفات التي توجد بها وعلاقتها بمحيطها والشخصيات الأخرى داخل الإطار الفنى للعمل.
■ ما هي الصعوبات التي واجهتك في المسلسل؟
- مجرد فكرة أن الشخصية بعيدة عن شخصيتى الحقيقية وبعيدة عن أي شخصية قدمتها من قبل فكان هذا هو الصعب والتحدى، ففى البداية كان هناك خوف وتردد، وقبل موافقتى على الدور كنت أخشى أن أفشل في تقديمه، لأن الناس تعودت أن ترانى في جانب معين من الأدوار بعيدًا عن أدوار الشر ففكرة أنك تراهن على البعد عن الشكل الذي تظهر عليه هذا هو التحدى والصعوبة والمخاطرة، لدرجة أننى كان لدى تردد في قبول الدور، ولكن كان هناك إصرار من محمد أمين راضى وخالد مرعى على تمثيلى للدور وأنا لم أر نفسى فيه، وهذا التحدى انقلب لمتعة وأثبت في دورى أننى استطعت أن أخرج عن قالب معين في الأدوار والشكل المعين الذي تحكم عليه الناس، فالعمل هو عمل جديد وأشخاصه غير واقعية وعالم لم نعشه فهذا هو الصعب والتحدى في العمل، بالإضافة إلى أننا لم نعرف إلى أي مكان أو زمان ننتمى، فهذا هو الغريب ففكرة تبنى هذه الأحداث هي الأمر الصعب في غرابته وتصديقه وكيف نحولها إلى شخصيات من لحم ودم.
■ هل توقعت ردود أفعال الناس على دورك؟
- أنا شخصيًا أتوقع الأسوأ في كل عمل أقدمه، فأنا قاسية جدًا في الحكم على نفسى، ودائما «أشوف نفسى أوحش حاجة»، فتوقعاتى ليست لطيفة دائما، لذلك ربنا يفاجئنى دائما فيما بعد بردود أفعال أحسن وأفضل مما أراه.
■ في العمل نجد لك شخصيتين الأولى تشبه كثيرًا الرجولة، والثانية تستخدم أنوثتها وجمالها في فرض سيطرتها على الحكم؟
- بالفعل، فالشخصية تمتلك مرحلتين في الدراما بالإضافة إلى حدوث نقطة تحول كبيرة ستطرأ عليها، وستحدث لها انقلابا، لكن رغبتها لن تتغير لكن سلوكها أو شكلها العام هو من سيتغير.
■ هل مسلسل «العهد الكلام المباح» كان سبب اعتذارك عن مسلسل «ذهاب وعودة»؟
- لا أحب أن أتحدث عن عمل لم أدخل فيه، لأن هناك زملاء يعملون فيه وقدموه بشكل رائع، ولا أحب الحديث عنه أو سبب اعتذارى.
■ هل عرض عليكي أي أعمال في الدراما السورية هذه الأيام؟
- بالفعل، عرض على أعمال كثيرة لكنى رفضتها، بسبب مسلسل العهد لأنه كان يحتاج لتركيز كبير منى وجهد ضخم للشخصية، وسعيدة بذلك القرار وحاولت أن أكون مخلصة للعمل، لكن فكرة تواجدى في أعمال سورية دائما أكون متحمسة للمشاركة فيها، لكن دائما ظروفى ووقتى لا يسمحان لى بتواجدى بها، فالأعمال داخل سوريا يصعب المشاركة فيها للأسف، لأنها تتطلب منى السفر خارج القاهرة، فعمل مثل «العهد» كان يتطلب منى التواجد والتحضير دائمًا، لكن هناك مشروع قريبًا سأشارك فيه بعد رمضان في سوريا، والتصوير سأصوره في بيروت بلبنان.