3 سنوات ونصف هي عمر الطفلة بسنت أحمد عبدالفتاح، لم تر النور منذ أن خرجت للدنيا، الطفلة ولدت طبيعية تنظر إلى عينيها فتجدهما مبصرتين، لكنها لا ترى شيئا، توجهت بها أسرتها إلى أطباء العيون فأخبروها أن المياه الزرقاء تغطى الننى تماما، رحلة علاج طويلة قضاها الأب آملا في أن يجعل ابنته ترى نور الدنيا إلا أن الأطباء أخبروه أن علاجها صعبا للغاية ونصحوا والدها بالتحلى بالصبر حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا.
استمعت «المصرى اليوم» إلى شيرين والدة الطفة بسنت، قبل أن تلفظ بكلمة واحدة انهارت في البكاء على حال طفلتها التي لم تر النور منذ ولادتها، قالت: لدى 3 أبناء، بسنت أوسطهم، وباقى إخوتها طبيعيون، وبحالة جيدة والحمد لله. أما بسنت فمنذ اللحظات الأولى لولادتها، وقد لاحظت أن عينيها مقفولتان، فاعتقدت أن هذا وضع طبيعى كباقى الأطفال، وبعد عدة ساعات ستفتح عينيها، لكن الساعات، أصبحت أياما، حتى بلغت 15 يوما.
واصلت قائلة: توجهت بها إلى طبيبة عيون، قامت بفتح عينيها، ولأول وهلة عندما فتحت بسنت عينيها، لاحظنا اللون الأزرق في عينيها، ففرحنا وكان ظننا أن عينها زرقاء، لجدتها من أبيها، لكن الطبيبة نصحتنى بالذهاب بها إلى مستشفى أبوالريش. وبمتابعتها وجدت اللون الأزرق يزداد، وبسنت لا تتمكن من رؤية أي شىء، فذهبنا بها إلى أبوالريش، وهناك أخبرونى أنها مياه زرقاء، وأن الننى قصير، ولابد من إجراء جراحة عاجلة لإزالتها. كان عمرها ستة شهور، فأجرينا لها الجراحة في عينيها، لكن لم يحدث أي تحسن، بل زاد اللون الأزرق واكتست به العينان تماما.
وقامت الثورة، ولم نستطع التحرك والانتقال بها، لمسافات أبعد من القرية. فعرضناها على أكثر من طبيب، وفى عمر السنة ونصف العام، أخبرنا أحد الأطباء بضرورة إجراء جراحة أخرى لإزالة المياه وزرع صمام، بتكلفة 8 آلاف جنيه. لكننا رفضنا خوفا عليها.
أضافت الأم: توجهنا بها لطبيب آخر، وقال نفس التشخيص، وحولنا إلى مستشفى متخصص للعيون بالقاهرة، وكان دورنا بعد شهرين، وبعد الانتظار، لم تأت الطبيبة من الخارج. فعدنا ببسنت إلى طبيب آخر، وما بين طبيب وآخر تأخذ علاجا وأنواعا مختلفة من القطرات، لكن دون أي تأثير. حتى أخبرنا الأطباء أنه ليس لها علاج، أو عمليات أخرى، وأنها فقط تحتاج لمتابعة حالتها، حتى يتم اكتشاف علاج لمثل هذه الحالات. وقالت الأم: كل أملى أن يتبنى حالتها طبيب متخصص، يستطيع تشخيص حالتها وعلاجها، لتتمكن من رؤية النور وإخوتها التي لم ترهم منذ ولادتها وحتى الآن.