في أيام مبارك (التي لانزال نعيش فيها طبعا) كتبت مقالا بعنوان: «سيادة الرئيس الله يخليه» امتدحت فيه «جنة العبيط» و«نعيم الفساد» الذي يغري الجميع بالمكسب السريع، والقفزات الممكنة، والصعود الصاروخي على طريقة «علي مظهر»، وذلك بمجرد أن تتيسر لك الفرصة وتقابل محسن بيه، ساعتها هوباااا تطلع فوق.
حاجة بسيطة خالص، محسن بيه يطلع الكارت، ويبعت العربية، تلاقي الشغالة فنانة، والنصاب رجل أعمال، و«اللامؤاخذة» إعلامي كبيييييييييييير!
هل تعرف من يحكم الإعلام في مصر الآن؟
مش هقول لك
حاول تعرف بنفسك، ألست مواطنا من واجبه ومن حقه أن يعرف كيف تمضي الأحوال في وطنه؟.. إسأل وإبحث، وحاول أن تعرف أسماء وتاريخ الأسماء المتحكمة في الصحف الكبرى والقنوات الفضائية، ولا تندهش إذا عرفت أن بعضهم لم يمكن يمتلك قبل سنوات قليلة حتى ثمن الكرافتة التي لايعرف كيف يربطها حتى الآن.
وحتى لا أتركك في حيرة كاملة، يمكن أن أسهل لك التعرف على هذه الأسماء، سأكتب لك الحرف الأول من اسم أحدهم ( وهو هيدلك على باقي الشلة):
..........
.............
انتطروني قليلا لأتصل بصديق من القانونيين لأطمئن على عدم وقوعي تحت طائلة قانون الإرهاب، فأنا كاتب بلا ظهر، ليست لدي «وطنية» عملاء الأجهزة، ولا حصانة أولاد الدولة، فأنا ابن الشعب الغلبان، وكما تعلمون المتغطي بالشعب في هذا الزمان عريان وكحيان.
......
..............
........................
للأسف، اتصلت بأكثر من صديق، ولا أحد يعرف إجابة على أي سؤال، لأن كل شئ ملون وضبابي وبـ«وشين»، ويتم استخدامه بطريقة «خاء الحاخام» التي يطلقها وهو مطمئن باعتبارها نبوءة مضمونة ذات مخرجين، فإذا تحسنت الأحوال فإن «الخاء» كانت تشير إلى أن الأيام القادمة «خير»، وإذا ساءت فإنها تعني أن الأيام (كما تعيشونها منذ سنوات) «خاء أخرى»!.
.................
......................
على كل حال، القانون مشغول بالعمليات الإرهابية، ولن يعطل نفسه بملاحقة كاتب يراجع القانونيين قبل كتابة رأيه، فهذا الرقيب الداخلي الذي غرسه النظام في عقول الكتاب والقراء وصناع الإعلام، دليل واضح على أن العقل المصري صار محكوما بخطوط حمراء «مكهربة» تصعق من يقترب منها، فما بالك لو حاول كسرها أو تجاوزها، لهذا سأجازف وأكتب الحرف الأول من اسم واحد من أباطرة الإعلام الكبار في حقبة مابعد الثوريتن، وعصر الاتصالات العظيم، وزمن التحديات الكبرى.
إنه: محمد فودة.
الكاتب العظيم، والإعلامي الكبير، وعراب الصفقات الخاصة جدا، ورجل كل العصور.
أيوه.. هوه.
يا سيدي، هذا الفاسد المحكوم عليه بالسجن من قبل في قضية رشوة وفساد، هذا الـ«..........» واحد من جنودك يا سيدي
توضيح- 1
* على فكرة، الرقيب الداخلي هو الذي حذف الكلام مكان النقط، ليس خوفا من قانون، ولكن لأنكم تعرفون أكثر منه، فالفاسد في بلادنا لم يعد يخاف ولا يختشي، ويتباهى بفساده على الملأ.
وعايزينها تكبر وتبقى قد الدنيا؟، ربنا يهديكم!
توضيح -2
إذا حذف رقيب آخر هذا المقال، سأكتبه على سحابة كبيرة في واجهة السماء، وإذا لم يحذفه، فانتبهوا لشعاع الأمل، وتلك الثغرة في الجدار، واعلموا أن المستقبل ينتظركم هناك خلف ذلك الجدار الأصم المبني بهذا النوع من الحجارة الغبية.
جمال الجمل
tamahi@hotmail.com