لن أخاطبك بـ«سيدى الرئيس».. بل سأخاطب فيك ذلك القائد المقاتل العنيد الذى خرج قبل نحو عامين يقود شعبا أحال شوارع وميادين مصر إلى «لحم ودم» فى مواجهة هؤلاء «التتار الجدد» الذين لا يعرفون سوى «إسالة الدماء» لغة لهم، وتوهموا أن بإمكانهم اختطاف شعب ووطن وإخضاعهما لـ«خداعهم» حتى وإن كانوا قد غلفوا هذا الخداع بـ«مسبحة ولحية»..!
سيادة «الجنرال».. مرة واحدة لا تكفى.. فإذا كنت قد تخليت لأول مرة – منذ أن خضعت لإرادة شعبك وتقدمت للانتخابات الرئاسية – عن «الزى المدنى» واستعدت بذتك العسكرية «قائدا أعلى للقوات المسلحة» وخرجت إلى أبنائك وإخوانك فى العريش لتؤدى لهم «التحية العسكرية» على وقوفهم فى مواجهة هؤلاء «التتار الجدد» ومحاولتهم اليائسة لإعلان «إمارتهم المزعومة» على أرض سيناء.. فإن مرة واحدة لا تكفى..!
سيدى «الجنرال».. ملايين من أبناء شعبك عاهدوك على الاصطفاف خلفك فى مواجهة ذلك الإرهاب الأسود واستجابوا لندائك بأن يفوضوك فى ذلك، يطالبونك مرة أخرى الآن بأن تغضب.. أن تثُور.. أن تخرج ذلك المارد الكائن داخلك وتنتفض لتثأر من «أباطرة الدم» وتقتص لشهداء الوطن!
سيدى «الجنرال».. لست جنرالا لهؤلاء فقط الذين ينتظمون أمامك فى طوابير من أبناء «مؤسستك العسكرية» لترد عليهم بالتحية العسكرية ولكنك بالفعل «جنرال» لأكثر من 90 مليون مواطن اختار كل واحد فيهم أن يكون «مشروع شهيد» وينتظر أن يُلف جسده بـ«علم مصر» الذى يتصدره نسر صلاح الدين بعد أن يؤدى واجبه تجاه الوطن ويصعد إلى السماء «حيا» يرزق عند رب السموات والأرض.
سيدى «الجنرال» لن نطالبك نحن شعبك وجنودك بـ«الانتقام» بل نطالبك بـ«القصاص العادل» لكل هؤلاء الشهداء سواء من أبناء مؤسستك العسكرية أو من «المؤسسة الأمنية الوطنية» أو من هؤلاء المدنيين الأبرياء.
سيدى «الجنرال» هى مجرد «اسبيرانزا» مفخخة وضغطة على «زر الموبايل» وبعدها ينزف قلب مصر.. لتبدأ وقتها أجهزة البحث والتحرى فى تعقب القتلة والقبض عليهم وهنا تبدأ المأساة.. شهود نفى وآخرون لـ«الإثبات».. دفاع محامين.. رد القضاة.. حكم يتم استئنافه ثم نقضه وبعدها حكم نهائى لا ينفذ على مدى شهور طوال وأحيانا سنوات..!
سيدى «الجنرال» الإرهاب الأسود طال قلب القاهرة وبدأ فى توجيه رسائل للخارج - من خلال تفجير قنصلية إيطاليا ومحاولة إفزاع ألمانيا – بأن مصر غير آمنة، وقبلها نجح فى إبكاء مصر على أحد رموز القضاء الشامخ «الشهيد هشام بركات» ومن قبله عشرات من أبنائنا الجنود البواسل لتصل الأمور إلى نقطة لا يمكن السكوت عليها..
سيدى «الجنرال» أعد محاكم أمن الدولة مرة أخرى..أو لتكن المحاكم العسكرية هى وحدها المختصة بنظر قضايا الإرهاب.. وانشر أبناء مؤسستك العسكرية الوطنية فى ميادين وشوارع مصر حتى يطمئن عجوز خرج ليتسلم معاشه.. أو طفل يلهو مع أقرانه دون أن يغزوه الفزع.. أو طفلة خرجت مع أمها وهى تحتضن بيدها «عروستها الصغيرة» وقبل كل ذلك لا تهجر بذتك العسكرية فنحن بالفعل فى حالة حرب.. ومرة واحدة لا تكفى فعلا.. فنحن جميعا سيدى الجنرال «90 مليون شهيد» على استعداد لسداد فاتورة الدفاع عن وطن يعيش فينا بالفعل.. و«سلام شهيد»!!