أهلنا وأحباءنا وأصدقاءنا ودرع أمتنا، يا من اخترتم الشقاء من أجل راحتنا، والبذل والعطاء حفاظا على أمننا وسلامتنا واستقرارنا، بل ارتضيتم الاستشهاد خوفا على حياتنا، يا فرساننا وأبطالنا الشجعان البواسل الصامدين فى كل مكان من أرض المحروسة، سواء كنتم رجال شرطة أو جيش من أصغر رتبة إلى أكبر رتبة، نبعث إليكم بكل التحية وعميق التقدير والاحترام مهنئين لكم بحلول عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم وعلينا باليمن والبركات، أما بعد..
فأولا وثانيا وثالثا وعاشرا نحن بكم فخورون، ولجهودكم مقدرون وشاكرون، ونقر ونعترف بأنكم صمام أمن هذا الوطن ومفتاح نجاته، لأنكم تتحملون عبئا كبيرا فى مواجهة هذه الحرب الشرسة المفروضة عليكم وعلينا فرضا، لإحباطكم ثم إضعافكم ثم إسقاطكم من أجل أن تسقط مصر فى يد الإرهابيين، من أولئك الذين لا يجيدون إلا التجارة بالدين والنخوة والعرض والشرف وسفك الدماء وترهيب وتخويف الآمنين، والاستقواء بأعداء العرب والمسلمين والأكل على موائدهم وتنفيذ أجنداتهم الاستعمارية، نقر ونعترف بأنكم آخر صخرة فى سبيل الحفاظ على مصر فتية عفية قوية عصية على الكسر والتفكيك والغرق فى بحور الفتن والفوضى، نقر ونعترف بأنكم تبذلون ما بوسعكم كى لا يفلت المجرمون من العقاب، وأنكم مصرون على الثأر لشهدائنا والانتقام ممن قتلوهم غدرا وظلما، بل نرجوكم أن تتذكروا فى كل خطوة تتقدمونها فى مواجهتكم للقتلة وفى كل عبوة تفككونها إنقاذا للأبرياء والآمنين، وفى كل دعوة تتضرعون بها إلى الله كى يلهمكم الصبر ويكلل مساعيكم بالنجاح، أن هناك 16 جنديا مصريا سقطوا فى رفح فى أغسطس 2012 وهم يتناولون إفطارهم فى شهر رمضان المبارك، تذكروا 25 جنديا مصريا من جنود الأمن المركزى روت دماؤهم أرض سيناء الحبيبة عندما كانوا عائدين من إجازتهم فتلقفهم أبالسة الشر بنيرانهم فأردوهم جميعا قتلى فى 19 أغسطس عام 2013، تذكروا شهداء الطائرة العسكرية الستة الذين رصد المجرمون طائرتهم ثم أسقطوها فوق مدينة الخروبة بالشيخ زويد وكانت عبارة «أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله» هى آخر ما نطقت به ألسنتهم، تذكروا شهداء الريسة وكرم القواديس ومبنى المخابرات العسكرية بالإسماعيلية وغيرها من الأكمنة الشرطية والعسكرية التى استهدفتها التنظيمات الإرهابية، تذكروا شهداء مديرية أمن الزقازيق والقاهرة وأقسام شرطة كرداسة وأسيوط، ثم محاولة اعتداء على وزير الداخلية السابق «اللواء محمد إبراهيم» ومؤخرا اغتيال النائب العام «صوت الشعب»، نقر ونعترف بأنكم رجال أشداء لا تخشون فى الحق لومة لائم أقوياء أوفياء أنقياء إلى غير ذلك من مفردات الجدعنة والشهامة والرجولة.
لكل هذا نستحلفكم بالله أن تبقوا خلف قياداتكم صفا واحدا حتى تفوتوا الفرصة على الصيادين فى المياه العكرة، من العابثين فى نقاء العلاقة بينكم وبين هذه القيادات، أستحلفكم بالله أن تتزينوا بثوب العدالة وتحرصوا على تنفيذ القانون على الجميع دون تمييز بين كبير أو صغير، وأن تعملوا على إعادة الانضباط إلى الشارع وإخلائه من الذين لا يراعون للطريق حرمة ولا يكترثون براحة الناس، نستحلفكم بالله ألا تخافوا إلا من الله ولا تخشوا فى الحق لومة لائم ولا تجزعوا من الإرهابيين مهما زادت حربهم عليكم، ولا تأخذكم بهم شفقة ولا رحمة ولا تنتظروهم إلى أن يأتوا إليكم بل اخرجوا إليهم وطهروا مصر منهم أو ادفنوهم تحت ترابها، لا تتركوهم آمنين على أنفسهم منكم، نحن فى ظهركم نقويكم ونشد أزركم ونقول لكم سيروا على بركة الله وسيكون النصر لنا ولكم لأنكم الأقوى بالحق والأقدر على الدفاع عن الحق، أنتم ضمير هذه الأمة وبدونكم ستموت الأمة، أنتم من كتب عليكم أن تكونوا فى المقدمة لكونكم خير أجناد الأرض ومن واجبنا دعمكم ماديا ومعنويا، أنتم مَن قبل تحمّل المسؤولية برغم صعوبتها وكنتم أهلا لها بمنتهى الأمانة والشرف، وها أنتم تدفعون الثمن غاليا من أنفسكم ومن أبنائكم وعند الله العوض.
يا أبطال مصر من رجال الشرطة وجيشها الطريق صعب لكنكم أقوى من كل الصعاب، والوصول للهدف ممكن ونحن واثقون بأنكم تعرفون هدفكم جيدا وستصلون إليه فى نهاية المطاف ومهما كان الثمن.
وختاما ومهما قدمنا لكم من شكر واعتراف بجهدكم العظيم، فلن نستطيع أن نوفيكم حقكم لأن الكلمات مهما كانت عظيمة ومؤثرة فإنها لا يمكن أن تعبر عن الأفعال الأكثر عظمة، والله أسأل أن يعينكم على أعدائنا ويمكنكم منهم فى القريب العاجل.
عن عمر بن العاص، حدثنى عمر أنه سمع رسول الله يقول: (إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض) قال أبوبكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: (إنهم فى رباط إلى يوم القيامة).