أم شهيد البحيرة في ذكراه السنوية: «كان بيقول لي هادخلك الجنة لأني هاستشهد»

كتب: حمدي قاسم الثلاثاء 14-07-2015 11:42

حلت قبل أيام الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد العريف بالقوات المسلحة عمر محمد عوض، الذى استشهد الأربعاء 9 يوليو العام الماضى، فى انفجار لغم أصاب مدرعة فى كمين برفح، أثناء إحدى العمليات ضد الإرهابيين.

«المصرى اليوم» توجهت إلى المنزل الذى كانت تقطنه الأسرة العام الماضى فى حى أبوالريش بدمنهور، فوجدنا أنهم انتقلوا إلى منزل آخر، ولكن كانت توجد لافتة كبيرة على واجهة المنزل تحمل صورة كبيرة للشهيد.

لم يتمالك الأب نفسه عندما أخبرناه أننا جئنا لإحياء ذكرى ابنه معه، وسقطت دموعه تأثراً، وقال إنه والأسرة والجيران والأحباء أحيوا ذكرى استشهاد نجله مساء يوم 10 رمضان، الذى يوافق ذكرى استشهاده وفق التاريخ الهجرى.

وقال الأب: الحمد لله لا أحد نسى ابنى، وزارة الدفاع أرسلت لنا مستلزمات رمضان، واللواء أركان حرب عبدالله حسن الصغر، مدير المدفعية، أرسل لى «كعك العيد»، والمقدم أحمد قائد ابنى يتصل بنا كل فترة للاطمئنان علينا، وزملاؤه الذين كانوا معه فى الخدمة، الذين أصيب 4 منهم فى انفجار المدرعة مازالوا على اتصال بنا، ووزارة الدفاع أرسلت خطابا تطلب منى الذهاب للوحدة المحلية لتقديم أوراق لإطلاق اسم الشهيد عمر على شارع أو مدرسة، ووجه حديثه لـ«المصرى اليوم»: هل تعلم أن «البانر» الموجود على منزلنا القديم من إهداء زملائه فى وحدته؟، مضيفاً «نفسى أشكر وزارة الدفاع فرداً فرداً بداية من وزير الدفاع والسيد مدير المدفعية، وقائد وحدة ابنى وزملائه وحتى أصغر جندى بالقوات المسلحة، على تقديرهم للشهيد عمر».

استشهد «عمر» العام الماضى وعمره 22 سنة، وهو حاصل على دبلوم ثانوى صناعى، وكان يعمل فنى كمبيوتر ودش، وهو الشقيق الأصغر لثلاثة أشقاء، وكان عريفا بالقوات المسلحة فى رفح، وكان وقت استشهاده بقى له شهران على إنهاء خدمته العسكرية، حسبما أوضح والده المهندس الزراعى، الذى كان يعمل بمديرية الزراعة بدمنهور قبل أن يتركها نتيجة بتر بقدمه نتيجة إصابته بمرض السكر. يقول الأب: «عمر كان بلسم،، كان أطيب إخواته، كان يحل مشاكل الأسرة، بطيبته وحنيته، وكان لما يلاقينى زعلان كان يطبطب عليا ويبوس راسى ويقول اللى انت عايزه هأعملهولك يا بابا، كان قايل لأمه عايز يُخطب أول ما يخلص جيش ولكن الله يرحمه لا خطب ولا خلص جيش راح للأحسن من الخطوبة، راح لربنا وهو صايم». ويتذكر الأب لحظة وصول جثمان ابنه إلى مسجد أبوالريش لحظة أذان الفجر، وكان الآلاف من أهالى الحى فى انتظاره، ويقول: فجأة سمعت الزغاريد تنطلق من شرفات الحى احتفالاً بزفاف الشهيد عمر إلى الجنة، ولم تكن جنازة بقدر ما كانت عرساً.

وبينما كان الأب يحكى عن ابنه، كانت الأم تجلس ودموعها تنساب حزناً على ابنها الشهيد، وتلتقط الحديث لتقول، الله يرحمه كان يقول لى «أنا اللى هأدخلك الجنة يا ماما، وكنت أضحك وأقول انت يا عمر!.. الابن اللى يدخل أمه الجنة ولا الأم اللى تدخل ابنها!، فيقول أنا يا ماما عشان هأموت شهيد.. الله يرحمه كان بيتمنى الشهادة ونالها».