المجددون فى الإسلام..الشيخ حسن العطار الإمام الأكبر الموسوعى

كتب: ماهر حسن الثلاثاء 14-07-2015 00:46

هو القائل: «إن بلادنا لابد أن تتغير أحوالها، ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها»، إنه الشيخ المجدد حسن العطار، الذى تولى مشيخة الأزهر عام 1830 وظل شيخاً للأزهر حتى وفاته فى 22 مارس 1835وقد وصفه المؤرخ عبدالرحمن الرافعى بقوله: «امتاز بالتضلع فى الأدب وفنونه، والتقدم فى العلوم العصرية، وكان هذا نادراً بين علماء الأزهر»، وقال عنه الشيخ عبدالمتعال الصعيدى: «إن موقف الشيخ العطار من العلوم الرياضية بشكلها الجديد، يدل على ما كان يمتاز به من مرونة عقلية ودينية، وعلى أنه كان فى هذا أحسن حالاً من أهل الأزهر الذين حاربوها بعده باسم الدين» لقد كان الشيخ حسن العطار أول صوتٍ طالَب بإصلاح الأزهر، بل دعا إلى إصلاح التعليم بالبلاد كلها، فالمدارس العالية الفنية التى أنشئت بمصر فى ذلك العهد، كالهندسة والطب والصيدلة هى استجابة لدعوة العطار وتطلعاته ومناداته بحتمية تغيير الأحوال فى البلاد، ومن الوقائع الطريفة والمهمة التى حدثت فى عهده أن أحد الطلاب هم بقتل الطبيب كلوت بك، وهو يقوم بتشريح جثة فى مشرحة مدرسة الطب بأبى زعبل، فهم بأن يطعنه بخنجره، ولكن الطلاب حموه، من أن يصاب بسوء فوقف شيخ الأزهر «حسن العطار» فى امتحان مدرسة الطب يشيد بفائدته فى تقدم الإنسانية، فكانت هذه شجاعة بمثابة الفتوى التى اعتبرت نقطة انطلاق لتعليم الطب، وقد نادى العطار بضرورة تغيير مناهج الأزهر، وفضلا عما تقدم فقد كان أديباً وشاعراً ورحالة.

وتقول سيرته إنه مولود فى 1766م وكان أول شيخ يتولى مشيخة الأزهر من أصل غير مصرى، حيث كان مغربى الأصل، وهو السادس عشر من شيوخ الجامع الأزهر على المذهب الشافعى وعلى عقيدة أهل السنة، وكان أبوه الشيخ «على محمد العطار» فقيرا يعمل عطاراً، من أصل مغربى وكان ملما بالعلم، وكان حسن يساعد والده فى دكانه، ولما رأى منه الوالد حباً للعلم شجعه وجعله يتردد على حلقات العلم بالأزهر ودرس التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصـــــرف والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، على أيدى كبار علماء عصره كما اهتم بالطب والفلك والرياضة، وكان حريصاً على قراءة ودراسة أمهات الكتب العربية، وعلاقته بعلماء الحملة الفرنسية مكنته من الاطلاع على أحدث ما وصلت إليه العلوم المدنية، واشتغل أثناء الحملة بالتدريس فى الأزهر، ومع مجىء محمد على واليا على مصر، عاد سنة 1815 من جولة طويلة فى العالم استغرقت خمس سنوات، وعمل بالتدريس بالأزهر وكان قريبا من محمد على باشا وأبدى حرصه على مساعدته فى تطوير مصر، وساهم فى إنشاء المدارس الفنية العالية مثل الألسن والطب والهندسة والصيدلة، وطلب منه إرسال البعثات إلى أوروبا لتحصيل علمها، وهو الذى أوصى بتعيين تلميذه رفاعة الطهطاوى إماماً لأعضاء البعثة العلمية لباريس.