هدد المحامون بالتصعيد، بعد أن قررت النيابة حبس أمين الشرطة الذي اعترف بإطلاقه النار على المحامي محمد الجمل، السبت الماضي، في محكمة مدينة نصر، مؤكدين كذب ادعاء أمين الشرطة، موجهين اتهاما لأمين سر في نيابة مدينة نصر، يدعى أحمد عز، أكدوا أنه استولى على السلاح من أمين الشرطة وأطلق النار صوب المحامي.
وحصلت «المصري اليوم»، على شهادة موثقة من أحمد محمد قطب، زميل المحامي المصاب وشريكه في الواقعة، والذي رفض الإدلاء بأقواله أمام النيابة، بعد تعرضه لضغوط من زملائه، الذين اتهموا النيابة بالتواطؤ وطالبوا بالانسحاب من التحقيقات وانتداب قاضي تحقيقات، مؤكدًا أنه يتعرض لضغوط شديدة لعدم الإدلاء بأقواله أو تغييرها.
وقال قطب وفقا لشهادته لـ«المصري اليوم»، إنه يوم الحادث توجه لنيابة قسم مدينة نصر قادماً من الشرقية، لتولي الدفاع عن متهمين في حادث اختطاف، وأثناء انتظار عرضه المتهمين على النيابة، فوجئ بقيام أمين شرطة يعتدي على متهم يخصه، فاعترض على ذلك قائلا: «إذا كنت تريد الاعتداء عليه فليس من المعقول أن يكون أمامي لأن ذلك يخالف القانون».
وأضاف قطب في شهادته لـ«المصري اليوم»، إنه هدد أمين الشرطة بالتوجه لمدير النيابة لشكوته، فقال له أمين الشرطة: «اعمل اللي انتي عايزه»، وذلك كان أثناء صعود زميله محمد الجمال المحامي المصاب، الذي كان في غرفة المحامين يحضر روب محاماة لحضور التحقيقات.
وأكد قطب أنه في تلك الأثناء، نشبت مشاجرة كلامية بينه وبين أمناء الشرطة وطاقم الحرس، وارتفع الصوت أمام غرفة وكيل النيابة، فخرج أحد الأشخاص اعتقدت أنه ضابط مباحث مع القوة، متسائلاً أيه اللي حصل وبتعلي صوتكم ليه؟، مشيرًا قلت له «أنا محامي»، فقال له «الله يخرب بيت المحامين عايزين أيه منا روحوا في ستين داهية».
وأوضح قطب علمت بعد ذلك، أن هذا الشخص أمين سر النيابة ويدعي أحمد عز، وفي بضع دقائق تحولت ساحة النيابة لحرب، وتم الاعتداء على أنا وزميلي محمد الجمل، فتوجهت لغرفة وكيل النيابة محمد توفيق، الذي خرج من مكتبه وشاهد وقائع الاعتداء، وطلب مني تقديم مذكر بما حدث.
وتابع المحامي في تلك الأثناء، توجه نحوي أمين السر وقام بجذبي من جوار وكيل النيابة وصفعني على وجهي، ولم يكن أمامنا أنا وزميلي محمد الجمل، سوى محاولة الفرار والهرب، خاصة أن أحد أمناء الشرطة أخرج سلاحه الميري في محاولة لتهديدنا للتوقف.
وأكمل قطب في شهادته، «قام أمين السر بخطف السلاح من أمين الشرطة، وكنت أنا ومحمد نهرب على السلم، فقام بضرب رصاصة في الهواء، وأخرى أصابت جندي أمن مركزي كان متواجدا بالنيابة، والثالثة أصابت زميلي محمد الجمل من أعلى لأسفل، دخلت من كتفه وخرجت من ظهره.
وأكد المحامي في شهادته، أنه نزل مهرولاً على السلم، ووجد زميله غارقا في دمائه وحاول إسعافه، وتوجه لرئيس حرس المحكمة، وطلب منه الاتصال بالإسعاف والتصرف بأي طريقة لنقل زميله للمستشفى، فتدخل أحد القضاة وطلب من أحد المحامين المتواجدين بالنيابة، نقله في سيارته على مسؤوليته، وأثناء تحرك السيارة حضرت سيارة الإسعاف.
وتابع قطب أنه انشغل مع زميله في المستشفى، وأردف «أثناء التحقيقات التي جرت أمام نيابة حوادث شرق، منعني زملائي من حضور التحقيقات، بعد مثول أمين الشرطة أمام النيابة واعترافه بارتكاب الواقعة، وهو ما يخالف الحقيقة تماما»، مشيرًا إن الزملاء طالبوا بانتداب قاضي تحقيقات في القضية.
وأشار المحامي المعتدى عليه إلى أن تقديم أمين الشرطة كمتهم، هو إنقاذ لأمين السر، لأنه طبقا لأقوال أمين الشرطة، سيكون في حالة مطاردة لأحد المتهمين المشتبه بهم، وهو ما سيبرئ ساحته وينتهي الأمر، مؤكدا أنه يتعرض لضغوط شديدة لعدم الإدلاء بأقواله، رغم أنه شريك أساسي في الواقعة، وأنه تعرض لأكثر من تهديد بالخطف أو الاعتقال، وأنه لا توجد مصلحة لديه لاتهام أمين الشرطة.