السيسى ليس أقل من بوتين

ياسر أيوب الأحد 12-07-2015 21:43

أحترم كثيرا وجدا جمهور الأهلى ومسؤوليه.. وأملك نفس القدر من الاحترام لجمهور الزمالك ومسؤوليه أيضا.. وأعرف أن جماهير الأهلى تعيش حاليا لحظات خاصة من الانتشاء والبهجة بعد إتمام صفقة انتقال النجم الجابونى الكبير مالك إيفونا.. خاصة بعد أن كثرت وكبرت الشكوك فى قدرة مسؤولى الأهلى على النجاح فى شراء هذا اللاعب من نادى الوداد المغربى.. وأعرف أيضا أن مسؤولى الزمالك لن يسكتوا وسيبحثون بأى شكل عن المال اللازم لشراء أى نجم آخر ربما أكبر أو أشهر من إيفونا، فى إطار السباق الإعلامى على شراء اللاعبين، أو تبادل اختطافهم وتوقيعهم.. ولكننى أتابع هذا السباق المحموم والمجنون ليس كمشجع كرة وعاشق للأهلى أو الزمالك.. إنما أتابعه كإعلامى مصرى يدرك ويحس بعمق الأزمة الاقتصادية التى تعيشها وتواجهها مصر.. إعلامى قرأ الكثير جدا عن الأزمة اليونانية منذ بوادرها الأولى قبل ثلاث سنوات وحتى نهايتها الحالية الموجعة والمهينة.. أتابعه أيضا كإعلامى تابع قرار الرئيس الروسى بوتين، يوم الأربعاء الماضى، بإصدار قانون يحد من تعاقد أندية الكرة الروسية مع لاعبين أجانب من خارج روسيا.. وقد أعلنت، أمس الأول، ناتاليا بارشيكوفا، نائبة وزير الرياضة الروسية، أن حكومتها لم تقرر بعد إن كان هذا القانون الجديد سيمنع اللاعبين الأجانب تماما أم سيكتفى بتحديد عددهم فى كل فريق وسيتحدد أول الأسبوع المقبل.. أى قبل قرابة أسبوع واحد فقط من بدء الموسم الكروى الجديد فى روسيا، لتبقى الأندية الروسية مضطرة للانتظار لتعرف إن كانت ستحتفظ بلاعبيها الأجانب أم ستضطر لبيعهم نهائيا..

والذى يعنينى من ذلك كله هو ما قاله بوتين مخاطبا الشعب الروسى.. كلام كثير قاله الرئيس أهم ما فيه هو أن تسابق الأندية الروسية على التعاقد مع هؤلاء اللاعبين الأجانب والمضاربة على أسعارهم يمثل استنزافا دائما لا مبرر له أو ضرورة للمال الروسى، كما أنه يؤدى أيضا إلى إضعاف المنتخب الروسى بعدما باتت الأندية الكبرى تعتمد بشكل أساسى على هؤلاء اللاعبين الأجانب.. وكنت أتمنى أن تكفى هذه المساحة لنقل كل ما قاله الرئيس بوتين كمجرد دعوة لنا هنا فى مصر، حيث اقتصادنا أكثر اضطرابا واختناقا من روسيا.. ومخاطرنا وتهديداتنا أكبر وأكثر إزعاجا وشراسة.. ورغم ذلك لاتزال أنديتنا تتسابق للتعاقد مع هؤلاء اللاعبين الأجانب بالملايين الكثيرة لمجرد إرضاء الجمهور والشارع والزهو والتباهى الإعلامى.. فلماذا لا تملك مصر مثل هذا القانون الروسى وتمنع التعاقد مع اللاعبين الأجانب.. وقد يواجهنى أحدهم أو بعضهم أو معظمهم برد يسخر من دعوتى تحت زعم أن ثمن هؤلاء اللاعبين مجتمعين ليس هو الحل لأزمتنا الاقتصادية أو حبل النجاة لبلادنا المخنوقة ماليا.. وأن هذا هو الاحتراف وتلك هى قواعده.. وربما يهاجمنى أيضا وكلاء لاعبين وأصحاب مصالح ومنتفعون من تلك الصفقات.. لكننى لا أحفل بذلك وسأكتب ما أقتنع بأنه فى مصلحة بلادى.. وكفانا تظاهراً بأننا دولة غنية ومستقرة ونحن حاليا أبعد ما يكون عن ذلك، سواء فى الاقتصاد أو حتى كرة القدم.

yayoub@7-ayam.com