وجع فى القلب!

محمد أمين السبت 11-07-2015 21:37

تمنيت أن أعرف ماذا قال الوزير مجدى عبدالغفار لنفسه، فى موقع حادث القنصلية الإيطالية؟.. تمنيت أن أسأله عن تقديره للحادث؟.. هل سأل نفسه لماذا القنصلية الإيطالية وليس السفارة الإنجليزية أو الأمريكية؟.. هل لأن جاردن سيتى مؤَمَّنة تماماً؟.. أم لأن الإرهابيين لا يقربون السفارتين تحديداً؟.. هل لأن القنصلية سهل اصطيادها؟.. لماذا لم يؤَمِّنها بشكل كاف؟.. ولماذا لم تؤَمَّن من فوق كوبرى 6 أكتوبر؟!

من المؤكد أن زيارة وزير الداخلية لموقع الحادث تختلف عن زيارة أى مسؤول آخر.. ومن المؤكد أن تصريحات وزير الداخلية تختلف عن تصريحات وزير الخارجية، أو المتحدث الرسمى فى الوزارتين.. رؤية وزير الداخلية تختلف عن زميله.. زيارته هدفها تحليل ما جرى.. فلماذا القنصلية الإيطالية؟.. الإجابة لأن إيطاليا من الدول المناهضة للإرهاب.. أما إنجلترا فتحتوى الإرهاب، وتحتضنه، وتوفر له إقامة فاخرة!

أستبعد بالطبع أن تكون سفارات إنجلترا فى الخارج مهددة.. بالمثل سفارات أمريكا أيضاً.. فالدولتان أنشأتا معاً القاعدة، كما أنشأتا داعش.. لذلك ممنوع الاقتراب.. أتمنى ألا يتم الاقتراب من أى سفارة أو قنصلية.. هؤلاء السفراء فى رقبة وذمة الوطن.. لكن إذا كان التفجير هدفه إرسال رسائل فقد وصلت.. وزير الداخلية بنفسه تلقى الرسالة.. بدورى أقول له: ما حدث للقنصلية يختلف عن أى حادث آخر.. ينبغى الانتباه!

أصعب شىء هو سقوط الضحايا.. بعد ذلك أى شىء بلا قيمة.. حادث القنصلية قيمته فى الرسالة فقط.. ليست فى حجم الضحايا.. وإن كانت هناك حالة وفاة.. الشهيد على باب الله.. وربما تكون حركة الشارع دليلاً على أن الحادث محدود الأثر.. فقد سارت الحركة بشكل اعتيادى بعد الحادث مباشرة.. سواء على كوبرى أكتوبر، أو فى شارع الجلاء.. معناه أن الرسالة المحلية فشلت.. لا خوف ولا تراجع عن الحرب أبداً!

هناك خطط ينبغى مراجعتها ودراستها فوراً.. هناك تهديدات ينبغى أن تؤخذ بالجدية اللازمة.. فقد قال الإرهابيون إن السفارات ستكون هدفاً فى الفترة القادمة.. فكيف تعاملت الأجهزة الأمنية مع تهديد من هذا النوع؟.. كيف كانت طبيعة الخطط الموضوعة؟.. لا نريد أن نعرفها بالطبع.. لكن نريد أن نرى لها أثراً فى الواقع.. فمن المؤكد أن استهداف السفارات له تأثير خطير، خاصة قبل افتتاح قناة السويس الجديدة!

حزنت لضرب القنصلية الإيطالية، لأسباب تتعلق بالرسالة ذاتها، وثانياً: لأسباب شخصية أيضاً.. فقد استخرجت تأشيرات سفر من هناك أكثر من مرة.. الإيطاليون يستقبلونك بحرارة تختلف عن برود الإنجليز والأمريكان.. يتعاملون معك بروح شرقية.. يرون أننا أبناء حوض البحر المتوسط.. يحملون مشاعر طيبة تجاه مصر.. الفريق القنصلى يتحدث اللهجة المصرية، كأنه من شبرا.. دعك من استقبالهم فى روما!

تفجير القنصلية وجع جديد فى قلب العاصمة.. الرسالة هذه المرة مختلفة.. لم تستهدف القتل فقط، ولكنها رسالة بعلم الوصول.. ربما كانت القنصلية سهلة الاصطياد، لكنه ليس عذراً.. والحادث رسالة ذات شقين، الأول لمصر.. الثانى لكل من يساند مصر.. لا ينسى الإرهابيون موقف رئيس وزراء إيطاليا مع السيسى!