«المصرى اليوم» تشارك- يومياً- أسرة شهيد إفطارهم خلال شهر رمضان الكريم، وتعيش معهم تفاصيل الحياة بعد فراق «الحبيب».
على مائدة الإفطار بمنزلهم فى قرية الصياد بمنطقة شرق النيل فى نجع حمادى بقنا، تجمعت أسرة الشهيد أحمد عبدالمحسن تغيان، الذى استشهد مع 7 آخرين فى الهجوم الإرهابى على كمين الصفا بالعريش فى سيناء، خلال شهر أغسطس عام 2013، عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة.
تزين صور الشهيد جميع أركان المنزل الريفى الذى كان يعيش فيه الشهيد مع 5 من أشقائه، ورغم مرور ما يقرب من عامين، ما زالت ملامح الحزن وألم الفراق تظهر بوضوح على ملامح الأب المسن ووالدته، وقد هزمهما فراق الابن الأول بعد 4 بنات فى الترتيب.
الأب، الذى يبلغ من العمر 73 عاماً، قال إن الشهيد كان محبوباً من كل أبناء عائلات القرية، وكان يشارك فى جميع المناسبات ويقف ويساند الجميع، ولذلك شاركت جميع العائلات فى القرى المجاورة لهم بجنازته، والتى كان المشهد فيها مهيباً، ينقصها المسؤولون الذين غابوا وقتها عن الحضور أو تقديم واجب العزاء، والاكتفاء بإرسال تلغراف للتعزية، مما أصاب الأسرة بالإحباط.
يضيف الأب: «كوننا فقراء، لم ينظر أحد إلينا.. ابنى مات بطلاً مدافعاً عن أرضه وعرضه ودفع ثمن الغدر من الإرهابيين، وكان من الواجب أن يحضر المسؤولون العزاء».
يتذكر الأب المكلوم أن ابنه اعتاد الصوم فى شهر رمضان، منذ بلوغه سن 7 سنوات، وكان قارئاً للقرآن بحكم دراسته الأزهرية، فهو حاصل على الثانوية الأزهرية، وكان يعمل فى زراعة الأرض.
تلتقط والدة الشهيد الحديث، والتى غطى الحزن ملامح وجهها، وطغى على صوتها، وبعد أن تمالكت، قالت: «ابنى فى المرة الأخيرة التى سافر فيها أخذ يقبل رأسى ويدى، وهو يودعنى، وطاف جميع أرجاء المنزل، وكأنه يريد أن يتذكر كل ركن فيه، كما زار خاله وطالبه بألا يتركنا ويقف بجوارنا، وكذلك شقيقته الكبرى، وطالب زوجها بأن يأخذ باله منا».
تواصل الأم: «كل يوم يزادد حزننا ووجعنا، خاصة حينما تزوجت الفتاة التى كان الشهيد عاقداً قرانه عليها، وينتظر خروجه من التجنيد للدخول بها، رغم أنه تم تكريمها معنا، وحصلت على ثلثى المعاش الذى تم تخصيصه لنا».
وتابعت: «المسؤولين نسونا لأننا بسطاء، بل حرروا لنا محضر بسبب المنزل الذى نعيش فيه ورفضوا التصالح، وأصروا على مقاضاتنا فى المحاكم تمهيدا لإصدار أمر بالإزالة، حتى المدرسة التى بجوارنا رفضوا وضع اسم ابنى عليها، وبعد معاناة لأكثر من عامين تم إطلاق اسمه على مدرسة الجبل بالقرية، وتغيير الأختام فى شهر مايو الماضى».
وناشد والد الشهيد محافظ قنا الموافقة على تعيين ابنه الأصغر «خليفة» الحاصل على الثانوية الأزهرية، ومنعته ظروف الأسرة من استكمال دراسته الجامعية، كى يقف إلى جوار الأبوين، وإن كان ذلك لن يعوضه عن وفاة ابنه الشهيد برصاص الغدر.