«مستنى دورى».. هذه العبارة من آخر ما كتبه الشهيد محمد عصام، الضابط بمباحث بنى سويف، وأكيد أن «عصام» ليس وحده الذى ينتظر الدور فى الشهادة، فكثيرون من رجال الشرطة والجيش صادقون حينما وهبوا حياتهم من أجل مصر، صامدون حتى النصر أو الشهادة.
والشهيد عصام إن كان رصاص الغدر غيَّب جسده عن الدنيا فروحه باقية بين زملائه وأهله، ورسالته- مستنى دورى- التى تتزين بها صفحته على «فيسبوك» فيها هزيمة حقيقية للإرهاب، لأن كل الجرائم الخسيسة من اغتيالات وتفجيرات تهدف فى المقام الأول إلى بث الخوف والرعب فى نفوس «حراس الوطن» الذين لا يخيفهم وعيد ولا يرهبهم تهديد.
والمعركة مستمرة لم تنته بعد، ستواصل كل تكتلات الشر- من خونة وأعداء وحاقدين ومتآمرين ومنتفعين- استهداف الشعب المصرى فى قوت يومه، وأمنه، ووحدته.. ولن يتوقف «رجال مصر» عن ضرباتهم الاستباقية وعملياتهم النوعية إلى أن يتم اقتلاع كل أشجار الأشواك الإرهابية، هذه الأشجار التى ألقت بها رياح خبيثة فى أوديتنا الطيبة، فنبتت وترعرعت فى غفلة.
وما حدث الأربعاء قبل الماضى فى سيناء لن تتركه «قوى الشر» يمر مرور الكرام، لأن الدرس الذى لقنه لهم الأبطال فى «الأكمنة»، وما تلاه من عمليات ومطاردات قضى على قياداتهم فى سيناء وكبدهم خسائر، أشدها فى هدم جبل الأكاذيب الذى بنوه عبر الفضائيات المأجورة.
هذه القوى تخطط لتنفيذ عمليات خلال الفترة القادمة، بعضها اغتيالات فردية لضباط شرطة وقوات مسلحة وبعض الشخصيات المهمة، والبعض الآخر ما يتم التخطيط له من تفجيرات وهجوم على أكمنة ومعسكرات أمنية فى محاولة يائسة للثأر.
وأجهزة الأمن تعلم ما تخطط له قوى الشر، وتستعد له بكل يقظة وحيطة، وتبادر بضربات استباقية فى سيناء، أجهزة الاستخبارات تنجح فى كشف عدد من الخلايا وتحديد مخازن الأسلحة ومخابئ عناصر الإرهاب، وفور وصول المعلومات إلى القوات يتم الهجوم والضرب فوراً، ولا يختلف الحال فيما يحدث على باقى ربوع مصر، من جمع معلومات وتحريات عن أوكار اختباء عناصر الجماعة وقياداتها الوسطى.
ويبقى دائماً ضرورة الحيطة واليقظة والحذر، لأن التراخى والتكاسل هما الثقوب التى تنفذ منها كل المصائب، يجب توعية أفراد الأكمنة الشرطية، وبصفة خاصة تلك التى تقع فى أماكن على الأطراف، وبصفة أشد خصوصية تلك التى تقع فى نطاق محافظات المنيا وبنى سويف والفيوم، ومحافظات الصعيد على العموم، لا نريد أن تتحول فرحة العيد إلى كارثة وأحزان، ليس ذلك تشكيكاً فى قدرة جهاز الأمن، لكنه مجرد قراءة فى أحداث سابقة.
■ رسالة:
لم يتبق من رمضان سوى أيام قليلة، لكن الفرصة لا تزال بين يدى من يريد التوبة، فرصة كى نتدرب كيف نسيطر على أنفسنا ونتحكم فيها، ندربها على الطاعة والإخلاص فى كل شىء.
■ أما الفقراء وأصحاب الحاجات فلابد ألا تنساهم، قبل أن يرتدى أولادك الملابس الجديدة ويخرجوا بها إلى الشوارع، انظر إلى أبناء الفقراء والأيتام، اصنع فى قلوبهم فرحة، تبقى لك فى الدنيا والآخرة.