«مرسى راجع.. هنكسرك»، «قالوا علينا خلايا إرهاب.. وإحنا جيران الباب فى الباب»..«لا تراجع ولا استسلام.. السيسى ياخد إعدام».. «الإخوان جيرانى وصحابى.. السيسى هو الإرهابى». تتناثر تلك العبارات على جدران المنازل فى شارع فضل السيسى بمنطقة ترسا بمحافظة الجيزة، والجميع يعرف الإرهابى محمد سامى حسام الدين، خريج كلية التجارة، الذى قاد سيارة مفخخة واثنين آخرين من زملائه، فى طريقهم إلى ديوان عام قسم شرطة أكتوبر ثانٍ، فانفجرت بهم، وتحولت جثثهم إلى أشلاء.
السكان أكدوا أن «محمد» تربى بينهم، بعضهم اندهش من تحول مسار حياته، وآخرون لم يفاجئهم خبر قتله فى تفجير السيارة، الثلاثاء الماضى، قبل الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، وقالوا: «إنه من عائلة إخوانية حتى النخاع»، لكنهم أشاروا إلى أن أسرة طالب كلية التجارة تركوا شقتهم بالعقار رقم 53 منذ عامين، واستأجروا شقة أخرى بالحى الثانى عشر بمدينة 6 أكتوبر، لكن بين الحين والآخر كانوا يقضون بضعة أيام معهم بشقة منطقة ترسا.
عبارات الحزن والأسى يتبناها أتباع جماعة الإخوان: «الداخلية قتلته وأصحابه فى التفجير»، من جهة أخرى تظهر الشماتة بين الجيران، قائلين: «ماتوا فى ستين داهية»، وأشاروا إلى أن قوات الأمن داهمت شقة «محمد» وفتشتها، بعد واقعة التفجير، ولم يعثروا على أحد، واستجوبوا عددا منهم.
«المصرى اليوم» ذهبت إلى بيت الإرهابى الذى قاد عملية محاولة تفجير قسم شرطة أكتوبر ثانٍ، واستمعت إلى روايات أصدقائه الذين نشأوا معه، وآخرين من الموالين لجماعة الإخوان، وحاولنا الوصول إلى منزله بمدينة 6 أكتوبر، وتبين عدم تواجد الأسرة، ونفى الجيران وجود أحد بينهم بهذا الاسم.
العمارة رقم 53 بشارع فضل السيسى، كانت الأشهر بين سكان المنطقة، بعد حادث تفجير فى مدينة 6 أكتوبر، والعقار مكون من 6 طوابق، يقطن «محمد» الدور الخامس، وتبين أن الشقة عليها اسم صاحبها، ويعمل مهندساً إنشائياً، وتوجد آثار كسر للباب. أمام المنزل كان يقف الشاب «بلال»، صديق الطفولة الذى تربى مع «محمد»، قال إنه «مستغرب جدًا، للتغيير الذى أصاب صديقه، فكان شابًا عاديًا، ولم نعهده متطرفًا قط، والجميع يعرفونه بحسن الخلق».
لكن شابًا آخر من سكان المنطقة، رفض ذكر اسمه، قال إن سلوك محمد سامى، لم يتغير على الإطلاق، فمنذ نشأته معنا، ووفاة والده قبل عدة سنوات، وهو يتردد على المساجد المعروفة عنها الميول المتطرفة، وصفحاته على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، تشهد على انتمائه السياسى.