الروبوت يحل مشكلة نقص الأيدي العاملة اليابانية «تقرير»

كتب: رويترز الإثنين 06-07-2015 14:45

أصبح لعاملة المصنع «ساتومي إيواتا» زملاء عمل جدد هم فرقة من الآليين تساعد في التصدي لاثنين من أشد بواعث القلق إلحاحا في اليابان وهما نقص الأيدي العاملة والحاجة إلى النمو.

وكل من التسعة عشر روبوت الذين كلف الواحد منهم شركة جلوري حوالي 7.4 مليون ين «نحو 470 ألف جنيه مصري» مزود بمجسات بصرية وذراعين ويقومون بتجميع أجهزة قطع النقد الصغيرة التي يجري تصنيعها بالطلب جنبا إلى جنب مع زملائهم البشريين في المصنع الذي يوظف 370 شخصا.

وقالت «إيواتا» التي تعمل بالمصنع منذ أربع سنوات «ليسوا بشريين لكن الأمر كما لو أنني أعمل مع زملاء بالغي الإتقان لعملهم.»، وجلوري في صدارة الشركات اليابانية التي ترفع الإنفاق على الروبوت والتشغيل الآلي استجابة لأحدث جهود رئيس الوزراء شينزو آبي من أجل تحفيز الاقتصاد وانهاء عقدين من الجمود وانكماش الأسعار.

وفي ضوء تخوفها من الطلب الضعيف في بلد ترتفع فيه أعمار المستهلكين تعزف الشركات غير الراغبة في المخاطرة عن أخذ قروض رغم تكلفتها المتدنية بفعل سنوات من سياسات التيسير النقدي التي ينتهجها بنك اليابان المركزي. لكن الزمن بدأ يتغير على ما يبدو.

فقد زاد الإنفاق الرأسمالي 11 بالمئة في ربع السنة بين يناير كانون الثاني ومارس آذار مقارنة مع الربع السابق. وإذا استمر ذلك المعدل فإنه سيتجاوز هدف آبي البالغ 70 تريليون ين هذا العام للمرة الأولى منذ انهيار ليمان براذرز في 2008.

وأظهر مسح أجره بنك اليابان يوم الأربعاء أن الشركات الكبيرة تنوي تعزيز الإنفاق الرأسمالي في السنة المالية الحالية بأسرع وتيرة في عشر سنوات، وقال «كو ناكاياما» مدير قسم الإحصاءات الاقتصادية في البنك «نلحظ قيام الشركات بإنفاق المزيد لتحسين إنتاجية مصانعها أو تجديد المعدات.»

وفي غضون ذلك تتأهب بالفعل الشركات التي تنتج معدات التشغيل الآلي لمزيد من المشاريع، فشركة الروبوت الصناعي فانوك كورب ستنفق حوالي 130 مليار ين لتشييد مصنع جديد لمعدات أنظمة التحكم المحوسبة وتعتزم سوني إنفاق نحو 210 مليارات ين في السنة المالية الحالية لزيادة الطاقة الإنتاجية من مجسات التصوير.

يقول يوكيتوشي فونو العضو الجديد بمجلس بنك اليابان والذي ترأس لأربعة عقود شركة صناعة السيارات العملاقة تويوتا موتور إن الشركات اليابانية تستغرق وقتا أطول من منافساتها الأمريكية للبت في الاستثمارات الجديدة لكن الإنفاق الحالي قد ينم عن تحول.

وأبلغ الصحفيين يوم الأربعاء «عندما ترون تلك الشركات المتحفظة تزيد الاستثمار فلكم أن تتوقعوا قيام مسؤولين تنفيذيين يابانيين (آخرين) بزيادة الإنفاق.»

وسيكون ذلك محل ترحيب آبي الذي بدأ تشجيع الشركات على زيادة الأجور العام الماضي والآن يريد منها تعزيز الإنفاق الرأسمالي وكلا الأمرين ضروري لنجاح مزيج سياساته الاقتصادية المرتكزة على تيسير السياسة النقدية والتحفيز المالي وإصلاحات هيكلية لدفع النمو.

وبحسب نتائج مسح أجرته وزارة التجارة شكلت استثمارات تبسيط العمليات 14.4 بالمئة من إجمالي الإنفاق الرأسمالي المحلي في السنة المالية المنتهية مارس آذار ارتفاعا من عشرة بالمئة في السنة السابقة.

ويأتي ذلك التغيير أيضا استجابة لأزمة نقص الأيدي العاملة في السوق اليابانية.

فالبطالة عند أدنى مستوى لها في 18 عاما إذ تبلغ 3.3 بالمئة وهو ما يرى بنك اليابان أنه يكاد يكون توظيفا كاملا في حين أن الوظائف الشاغرة عند أعلى مستوياتها في 20 عاما وسط تعافي الاقتصاد، وبلغ نقص الأيدي العاملة حدا دفع أجينوموتو للصناعات الغذائية إلى تطوير خطوط إنتاجها التي يبلغ عمرها 40 عاما لتبسيط عملية تعبئة مرق الحساء والمشروبات الرياضية.

وقال أكيهيكو إيبيساوا المدير في قسم المنتجات الغذائية بالشركة «واجهنا صعوبات حقيقية في توظيف عمال مؤقتين في العامين أو الثلاثة أعوام الأخيرة وبخاصة من يستطيعون العمل لنوبات مسائية أو القيام بأعمال شاقة.. لم نستطع المواصلة بدون استثمار.»

وتأمل أجينوموتو أن تتيح الاستثمارات تشغيل خطوط إنتاجها في مدينة كاوساكي التي تبعد 20 كيلومترا عن طوكيو بثلاثة أرباع الأعداد الحالية من العاملين. وتنوي الشركة أيضا استخدام الروبوت على غرار ما تقوم به جلوري بمصنعها في سايتاما بشرق اليابان.

ولا تقتصر اسراتيجية آبي للنمو على الترويج لمزايا الذكاء الصناعي والروبوت في تعزيز الإنتاجية بل تقدم الدعم أيضا حيث ترصد 2.2 مليار ين للشركات الصغيرة والمتوسط من أجل إدخال الروبوت لتبسيط أعمالها.

وحتى الآن تمت الموافقة على 85 حالة منها خطة جلوري لاستخدام مزيد من الروبوت وخطة مطعم سلسلة متاجر لتصنيع الزلابية الصينية تصنيعا آليا.

وقال كويوتشيرو سانو مدير القسم المسؤول عن التكنولوجيا الحديثة مثل الروبوت والذكاء الصناعي وغيرها من تقنيات التشغيل الآلي في وزارة التجارة «نقص الأيدي العاملة مشكلة هيكلية تواجهها اليابان في المدى الطويل نظرا لارتفاع أعمار السكان.. ولعل هذا هو الحل.»