جلست الملكة الفرعونية نفرتيتي قبل قرابة 3 آلاف عام، أمام نحات ماهر راح ينحت تفاصيل وجهها العظيم والجميل بخفة يد ودقة عالية، كحل عينايها، شفاها الممتلئتين، حاجبيها المحددين بدقة، حتى تاجها بألوانه بمفتاح الحياة على واجهته، لكنها لم تدرك حينها أن الأيام كما دارت على بلادها وحولتها من دولة رائدة تقود العالم إلى دولة من دول العالم الثالث، ستحول وجهها الجميل إلى مسخ على مدخل محافظة المنيا.
كان رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا صورة لتمثال الملكة نفرتيتي على مدخل محافظة المنيا، مصحوب بتعليقات ساخرة من شكله القبيح، فيما ترصد «المصري اليوم» خمسة اختلافات بين التمثال الأصلي و«مسخ» المنيا.
الاختلاف الأول: كحل العينين
إذا نظرت إلى دقة تكحيل العينين في التمثال الأصلي تستطيع أن ترى وبسهولة حجم الاختلاف بينه وبين تحديد وتكحيل العين في تمثال المنيا، ففي الأخير نرى أن العين اليسرى أكثر تكحيلًا من اليمنى، كما أن التكحيل ليس دقيقًا فيتداخل في العين نفسها، وسميك من فوق ورفيع للغاية من تحت في العين اليسرى، كما لو أن الملكة للتو قد تلقت لكمة على عينها، أما العين اليمنى فتبدو وكأن النحات قد رسمها بقلم «سن رفيع»، كما تداخل الكحل في العين كذلك كما الحال مع العين الأخرى.
الاختلاف الثاني: الحاجبان
هل كانت نفرتيتي تترك حاجبيها شبه ملتصقين؟ ربما علينا أن نسأل هذا السؤال ونحن ننظر إلى تمثال المنيا للملكة الفرعونية، حيث تبدو المسافة بين الحاجبين صغيرة جدًا بعكس التمثال الأصلي الذي يظهر التحديد الدقيق للحاجبين بشكل جميل يليق بملكة، كما أن الملكة بالتأكيد لم يكن حاجبيها عبارة عن خطين بنفس السمك الرفيع للغاية كما يرسمها طلاب الحضانة، فالتمثال الأصلي يظهر أن حاجبي نيفرتيتي كانا يبدآن من الطرف بشكل مثلث يكبر قليلًا وينحدر عند منتصف العين ثم يتجه إلى شكل مستطيلي من الطرف الآخر.
الاختلاف الثالث: الفم
ربما إذا كانت نفرتيتي تعيش حتى اللحظة لكانت من أنسب الشخصيات للإعلان عن الأدوات التجميلية للشفاه، لكن نحات تمثال المنيا لم يرى ذلك حين قرر أن ينحت التمثال على مدخل المدينة، فتحولت شفاها الممتلئة إلى خطين حُمر كخطي قميص نادي الزمالك، بينهما خط أبيض كما لو أنها للتو قد غسلت أسنانها أو تقوم بإعلان لمعجون أسنان جديد، وغير معلوم من أين أتى النحات بهذا الجزء فالتمثال الأصلي لا يحتوي على أي أسنان، أما إذا كان بهذا يحاول أن يقلد الفراغ الأسود البسيط بين الشفتين في التمثال الأصلي، فـ«لا تعليق».
الاختلاف الرابع: حزام التاج
على تاج الملكة نفرتيتي مرسوم حزام من ألوان مختلفة، وهو فقط مرسوم وليس قطعة أخرى ترتديها فوق التاج، ربما يرى كلنا هذه النقطة، إلا أن نحات تمثال نفرتيتي المنيا فرأى أن الحزام سيكون أفضل إذا ما تحول إلى طوق معدني بمستطيلات ملونة، أشبه بأطواق الكلاب التي يرتدونها في رقابهم.
الاختلاف الخامس: مفتاح الحياة
يتوسط التاج الأصلي للملكة نفرتيتي مفتاح الحياة، أما التمثال المنحوت بالمنيا فيتوسطه علامة «اللانهاية» (Infinity)، فالفارق بين الاثنين ربما لا يدركه نحات نفرتيتي المنيا، فمفتاح الحياة عبارة عن خط في المنتصف وعلى جانبيه شكل شبه دائري مفتوح على الخط وليس متداخل فيه أو فوقه، أما ما وضعه نحات نفرتيتي المنيا هو خط مستقيم وفوقه علامة «اللانهاية»، وربما كانت نفرتيتي لتفضل أن تعيش إلا لا نهاية إلا أنه من غير المتوقع أن تضع العلامة على تاجها.