لم تكن عقارب الساعة جاوزت الثانية ظهراً عندما انتهى محمد أبو العزم، المزارع الأربعينى من تشغيل ماكينة الرى على إحدى ضفتى مجرى مائى يتجاوز عرضه أربعة أمتار وتفوح منه رائحة كريهة،
فى قرية أبيس الثانية شرقى الإسكندرية. ويعتمد ملاك 3300 فدان تمثل بحسب إحصاءات مديرية الإصلاح الزراعى إجمالى الرقعة المزروعة بالقرية وضواحيها على مصرف «زُهرة» الذى أنشئ فى الأساس لتصريف مياه الرى الزائدة، كمصدر رئيسى للرى، عقب توقف ضخ مياه النيل فى ترعة «الإنجليزية» منذ أكثر من 15 سنة، وقيام محطة صرف القرية بإلقاء مياه الصرف الصحى غير المعالجة فيه.
و«المصرى اليوم» رصدت الكارثة وحققتها فى السطور التالية:
«دى مجارى وإحنا عارفين كده كويس بس هنعمل إيه مافيش مياه رى بتوصل لنا من زمان.. هنزرع إزاى؟ وهناكل منين؟!»، هكذا قال «محمد»، ويتابع بعينيه السوداوين اندفاع المياه عبر فوهة ماسورة الماكينة باتجاه حقله الذى أعده لزراعة محصول الأرز..للمزيد..
عبر ماسورة ضخمة تمتد أسفل الأرض لمسافة لا تتجاوز الـ 100 متر، تلقى محطة رفع الصرف الصحى، بقرية أبيس الثانية، مياه المجارى غير المعالجة فى مصرف «زُهرة» الذى يخترق القرية ويروى منه المزارعون، هكذا يبدو الوضع خارج المحطة التى يعود تاريخ افتتاحها إلى عام 2000، فى عهد المحافظ الأسبق اللواء عبدالسلام المحجوب..للمزيد.