الأسبوع الماضي، كان أسبوع الأحزان بالنسبة لمصر وناسها من شمالها لجنوبها، من شرقها لغربها، اغتيال النائب العام ثم اغتيال حراس الوطن، الخوف على البلد من يد تفجر العباد بنفس سهولة إجراء مكالمة موبايل أورث القلوب هما وغمًا، سرحت مع كلمات سيد حجاب وصوت على الحجار وشعرت وكأنها تخفف عني الأسى والألم ووجدتني اُردد كلماتها:
«هنا القاهرة القاهرة القاهرة
هنا القاهرة الساحرة الآسِرة الهادرة الساهرة الساترة السافرة
هنا القاهرة الزاهرة العاطرة الشاعرة النيّرة الخيّرة الطاهرة
هنا القاهرة الصابرة الساخرة القادرة المنذرة الثائرة الظافرة»
فعلا، هي القاهرة الظافرة بإذن الله، التي دحرت هجمات التتار البربرية، وانتصرت على الحملات الصلبيبة، واستعادت كرامتها في 73، لقادرة بإذن الله على القضاء على هذه الجماعات الإرهابية التي تسير على نهج التتار.
«هنا القاهرة القاهرة القاهرة
وأنا ف قلب دوامتك الدايرة بينا
بصرّخ بحبّك يا أجمل مدينة
يا ضحكة حزينة.. يا طايشة ورزينة
بحبّك وأعفّر جبيني في ترابك
وأعيش في رحابك وأقف جنب بابك
جنايني أروي بالدم وردة شبابك
يا زينة جنينة حياتنا اللعينة
بحبّك بحبك بحبك يا بنت اللذين»
القاهرة العامرة بناسها من كل لون وطين، الأشرار والطيبين، الأغنيا والفقرا الجعانين، اللي عايشين في قصور وكمان اللي تحت الجسور عايشين، ورغم كل الحنين لبكرة غير اللي إحنا فيه، هنفضل نحبك يابنت اللذينا، فيكى إيه بيقرب منك العاشقين المغرمين اللي بيفضلوا بسحرك غرقانين في حبك ودفاينين تحت عبايتك اللى تساع بدل المحب ملايين.
«هنا القاهرة القاهرة
هنا النيل يسيل وبحنانه النبيل يروي جيل بعد جيل يقهر المستحيل
هنا الأهرامات واقفه تحكي بثبات ذكريات اللي فات لابن مصر الأصيل
هنا مارجرجس بسيفه يبرجس ويهرس في إبليس ويشفي العليل»
مهما يقولوا ده مسلم وده مسيحي، ده بحراوي وده صعيدي هيفضل الكل فرع من شجرة واحدة مغروسة على ضفة النيل، بتتروى بميته وتحت شمس الأصيل.
«هنا القاهرة القاهرة القاهرة
تدور طواحين السنين قلابات ...
نعيش دوارين من الميلاد للممات ...
نقيم سقلات.. انشاءات.. معجزات ...
وندّى الوجود انبياه ورسالات ...
و من عشقنا للبنا والغنا والمنا واجهنا رياح الفنا بنبضة الأغنيات»
لا دواعش ولا غيرهم هيقدروا في يوم ينسونا الأغنيات، والقعدة على النيل والذوبان في الآهات ومعجزة الحب اللي عمره ماهاجر قلوبنا ولامات، يمكن يكون خايف مننا، لكن لابد عن يوم يعود لكل حارة وكل بيت.
«هنا القاهرة القاهرة القاهرة
هنا الضد بالضد داب واستبد
متعرف مرارنا هزار ولا جد
و ده نهار عمل ولا جمعة وحد
و لا حد خد باله من أي حد
حياتنا هنا حاره سد وسؤال ما له رد
لكن وردة الغد فرده على كل خد»
هنا كل حاجة وعكسها، هنا على أرضها تلاقي العبقرية وتلاقي الغباء، وتقرى في عيون الناس التشفي وبعد شوية تلاقي العيون مليانة دموع على الدم اللي سال من هنا وهناك، واللى كان إمبارح فوق الأكتاف متشال بكره تلاقيه تحت النعال ولاتعرف ليه ده كان ولا ليه حصل.. أنت في مصر أم العجايب والعبر لمن اتعظ.
«هنا القاهره القاهره القاهرة
وأنا ف قلب دوامتك الدايرة بينا
بصرّخ بحبّك يا أجمل مدينة»
مهما كان ومهما يكون هنفضل نحبك بابنت اللذينا.. وعلشان خاطرك هنصبر على المستبد ونطلب الهدى للعاصي أعمى البصر والبصيرة والأمل في بكرة هيفضل معانا مش هنتنازل عنه لأي حد.
ektebly@hotmail.com