تقدم «المصري اليوم» إجابات وفتاوى من أرشيف دار الإفتاء المصرية، عن الأسئلة التي تهم الصائمين في رمضان.
واحتوى أرشيف دار الإفتاء على إجابات صادرة من المفتي الجمهورية السابق، على جمعة، ولجنة الإفتاء، إضافة لعدة شيوخ آخرين على أسئلة الصائمين.
السؤال: ما هي زكاة الفطر؟
الجواب: زكاة الفطر: هي الزكاة التي يجب إخراجها على المسلم بمجرد الفطر في رمضان، وتدل الأحاديث الواردة في زكاة الفطر على أنها واجبة على كل فرد من المسلمين ذكراً أو أنثى كبيراً أو صغيراً غنياً أو فقيراً.
وزكاة الفطر ليست زكاة مال؛ بل هي زكاة على الأشخاص أو الرؤوس، ويخرجها الصائم عن نفسه، وعمن تلزمه نفقته؛ كالزوجة والأولاد الذين ينفق عليهم، والخدم إذا كانوا في نفقته ولا يتقاضون أجوراً عن أعمالهم.
ومقدارها: صاع عن كل فرد؛ بمعنى أن الكيلة تكفي ستة أشخاص؛ فعن ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى من المسلمين. وتخرج مما يغلب طعامه من قوت أهل البلد.
ويرى جمهور الفقهاء: أن زكاة الفطر إنما تجب على الفقير إذا توافرت لديه قيمة الزكاة وكانت زائدة وفائضة عن حاجته وحاجة أسرته ليلة العيد.
وتجب زكاة الفطر عقب غروب شمس آخر يوم من رمضان؛ فعن ابن عمر: أن النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أمر بزكاة الفطر قبل خروج الناس إلى الصلاة... ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو بيومين.
وأجاز الشافعيّ ـ رضي الله تعالى عنه وأرضاه ـ إخراجها من أول يوم من رمضان بعد ثبوت هلاله، وإخراج القيمة المالية في أيامنا هذه أفضل للفقير من إخراج الطعام.
والحد الأدنى للزكاة هذا العام سبعة جنيهات, لكن إن كان قادراً أو غنياً؛ فالأفضل أن يدفع زيادة على ذلك بالقدر الذي يحقق للفقير معنى الطعام، فلا يقتصر على قيمة صاع القمح أو الأرز؛ بل يضم إليه قيمة البقية الباقية من ثمن اللحم والخضار والفاكهة مما يكفي الفرد ويصدق عليه في العادة أنه طعمة وطعام.
السؤال: هل يقبل صوم من يخاصم أحدا من أهله؟
الجواب: يجب على المسلم أن تكون سلوكياته متناسقة مع الحكمة من صيام رمضان فيبتعد عن الخصام والشقاق وقطع صلة الأرحام ويلزم نفسه الطريق المستقيم الذي ينتهي به إلى إرضاء الله عز وجل ليكون جزاؤه عند الله تعالى قبول صيامه والحصول على ثوابه وهنا يلزم المسلم أن يوجه سلوكه إلى فعل الخير والبعد عن الشر بمعنى أن تكون أقواله وأعماله كلها تتفق مع ما جاءت به الشريعة الإسلامية من التسامح والتواضع وحب الخير لكل الناس حتى إلى من أساء إليه والعطف على ذوي الحاجات وإمساك اللسان عن البذاءات وعن أعراض الناس وغض البصر عن المحرمات وكف الأذى عن الناس وبذل الجهد والعطاء للمحتاجين والإكثار من ذكر الله والاستغفار وقراءة القرآن وبالجملة فإن سلوكيات المسلم يجب أن تكون تبعا لما جاء به كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اقتداء برسول الله صلوات الله وسلامه عليه لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21]. وبالنسبة لقبول الصوم وعدم قبوله فالصيام لله وهو يجازي به. فاستيفاء أركان الصيام يسقط المطالبة بقضاء الصوم ولكن ثوابه ينقص بقدر ما ارتكب من المعاصي.