انعكست الحرب الأهلية الدائرة في جنوب السودان منذ 18 شهرا على وضع المرأة، حيث عرضها إلى مستويات هائلة من سوء المعاملة، ترجع جذورها جزئيا إلى الموقف التقليدي منها.
وتتعرض النساء سواء في سن الثامنة من العمر أو من المتقدمات في السن للاغتصاب غالبا من قبل المهاجمين الذين يستهدفون جماعتهن العرقية.
وقالت دورثي درابوجا، من جماعة حقوق المرأة «صوت من أجل التغيير»: «لا نعرف الأرقام، ولكنها قد تكون بالآلاف».
وقد وثقت منظمة العفو الدولية وغيرها من جماعات حقوق الإنسان عمليات الاغتصاب الجماعي للنساء الحوامل والجنود الذين يدخلون العصي في أماكن حساسة بأجساد النساء، والنساء اللائي يتعرضن للاغتصاب أولا ثم يقتلن رميا بالرصاص.
ويعزى ارتفاع مستويات العنف في جنوب السودان لثقافة الإفلات من العقاب التي نشأت بشكل كبير خلال عقدين من الحرب الأهلية التي سبقت الانفصال عن شمال السودان في عام 2011.
وقالت درابوجا إن النساء مستهدفات أيضا لأنه: «ينظر للنساء على أنهن لا تساوين شيئا».
وأضافت: «يرى الرجال أن المرأة ضعيفة ويمكن استغلالها».
وتستطرد درابوجا قائلة: إن كثيرا من الأسر تقيم الفتيات على أساس مادي، حيث يمكنهن الزواج في مقابل مهر العروس. وتوضح درابوجا أنه يمكن: «للرجل الغني أن يدفع مهرا يتراوح بين 250 و300 بقرة».
ورغم أن بعض النساء السودانيات الجنوبيات تمتلكن شركات كبيرة، ورغم ان المرأة تشكل 5ر26 في المائة من نواب البرلمان، وفقا للاتحاد البرلماني الدولي، إلا أن درابوجا تقول إن «المرأة غير المتزوجة والتي لا أطفال لديها لا تحظى بالاحترام».