لو قرأ السيسى كيف قضينا على البلهارسيا سيقضى على الإرهاب!

خالد منتصر الخميس 02-07-2015 21:34

فليقرأ الرئيس السيسى ولتقرأ حكومة مصر كيف قضينا على هذا المرض العضال، وسيعرفون ما هو طريق الشفاء من مرض الإرهاب، العلاج ثقافى وأمنى، وقد تعمدت أن أذكر الثقافى قبل الأمنى، فأقراص علاج الإرهاب الأمنية هى مجرد خطوة رغم أهميتها القصوى، ولكن المنبع سيظل يفيض بتيار الإرهاب ونحن مشغولون بالمصب، سيظل مشتل الفكر التكفيرى تتكاثر بذوره بشكل سرطانى وأنت مسكون بوسواس فحص وفرز الثمار العفنة العطنة، أولاً: إدى ضهرك لترعة الفكر التكفيرى الذى ينفى الآخر، ولا تراهن عليه كما راهن السادات ومبارك من قبل، لابد من منع تلك التيارات من تشكيل أحزاب دينية ولا تنتظر حكماً قضائياً يبحث فى الشكليات، فمعك الدستور ومعك الشعب والناس الذين خرجوا فى 30 يونيو ضد خلط الدين بالسياسة وليس ضد الإخوان فقط، فمن جعلتهم يتصدرون مشهد 30 يونيو خلفك من السلفيين وكأنهم شركاء، كانت قواعدهم فى رابعة، وكانوا من قبل يحاصرون المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج، وكانوا من قبل دعاة ودهاة غزوة الصناديق المشؤومة، لابد من سد منبع فكر الإرهاب ورش الـ«دى دى تى» فى مشتل التكفير، فالمنابر مازال يحتل معظمها نفس الفكر، ومازالت مناهج الأزهر ومدارسه- للأسف- تضم إخوانجية ووهابيين ومكفرين، وتخرّج من بين صفوفها زعماء داعشيين، مازال الأزهر ينشئ ويبنى كليات طب وهندسة وتجارة، وهذا ليس دوره، فضلاً عن أنه غير دستورى ولا إنسانى أن أمنح فرصة التحاق بكليات مدنية وأقصرها على أتباع دين معين، ففى الجامعات المدنية الأخرى الكفاية، أما العائل الوسيط الذى يعيش فى القوقعة الحاضنة للإرهاب فلابد من محاربته هو الآخر، العائل الوسيط وسركاريا الإرهاب هو الكتاب التكفيرى والفضائية التكفيرية والمدرسة التكفيرية ومنهج التعليم التكفيرى والمدرس التكفيرى... إلخ، أما البديل الآمن لترعة التفكير التكفيرى المتخلف فهو العلم ومنهجه فى التفكير وحل الأمور.

أخيراً، همسة فى أذن الرئيس السيسى: لابد أن تمنح المفكرين منديل الأمان لكى يجددوا الفكر الدينى إلى جانب المستنيرين من داخل الأزهر كما طلبت منهم، ترزية القوانين قد أرهبوهم بقانون ازدراء الأديان الفضفاض الذى يسمح لأى عابر سبيل أن يقدم بلاغاً، يجعل المفكر لقمة سائغة لأى بلطجى أو مأفون، المفكرون ليست مهمتهم ازدراء دين ولكنها إنقاذ دين، فمن يزدرى الدين هو من يقتل ويذبح ويفجر باسمه ويهتف الله أكبر وهو يجز الرقاب!، المفكرون يا سيادة الرئيس سلاحهم الفكر والقلم وليس الكلاشينكوف أو الـ«تى إن تى»، وعلى المختلفين والمعترضين أن يواجهوهم بالكلمة والقلم ولا يحصنوا أنفسهم بترسانة قوانين وغابة بلاغات تدل على أن اعتراضاتهم واعتقاداتهم هشة تحتاج إلى دعم من صديق قانونى مرعب يذبح القطة لكل من يتجرأ ويفكر خارج النص أو يغرد خارج السرب أو يشذ عن القطيع.

Info@khaledmontaser.com