قال الشيخ حسن خلف، شيخ مشايخ سيناء، أحد كبار المجاهدين: «إن إسرائيل لديها كل المعلومات عن منفذى العمليات الإرهابية التى شهدتها شمال سيناء، أمس الأول، لأنها مَن تدعمهم».
وأوضح «خلف»، فى شهادته على بعض هذه الأحداث، خلال حواره مع «المصرى اليوم»، أن إسرائيل ليست بعيدة عن عمليات «الأربعاء الدامى»، مؤكدا أن بصماتها موجودة، وهى المستفيد الأول من نشر الفوضى فى سيناء، لتتخذها ذريعة لاحتلال سيناء بدعوى حماية حدودها من الإرهاب. وأضاف أن قوات الجيش نفذت عملية بطولية فى صد هجمات المسلحين بشمال سيناء، وتميزت عن المواجهات السابقة بسرعة رد الفعل، فخلال دقائق كانت الطائرات تشارك فى عملية صد الهجوم، و«نسور الجو» كانت لهم الكلمة العليا فى السيطرة على الموقف وقتل المسلحين وحسم المعركة، وإلى نص الحوار..
■ أنت من سكان قرية الجورة جنوب الشيخ زويد، وهى منطقة الأحداث التى شهدتها سيناء أمس الأول، فما الذى حدث؟
- بعد السادسة صباح أمس الأول، هاجمت مجموعة مسلحة كمين «أبورفاعى» على طريق «الشيخ زويد - الجورة»، يبعد عن المدينة نحو 3 كيلومترات تقريباً، وذلك باستخدام سيارة مفخخة، ما أودى بحياة عدد من الشهداء من ضباط وجنود القوات المسلحة، وهذا الكمين كان فى عمارة هجرها سكانها، وعارضنا منذ فترة فكرة تمركزه فى هذه المنطقة، لأنها مأهولة بالسكان، ومن الصعب التعامل مع أى مهاجمين، ما يؤدى بالتأكيد إلى سقوط ضحايا من المدنيين، وقوات الجيش تكون مقيدة أثناء الاشتباكات والتعامل مع المسلحين خوفاً من سقوط أبرياء، وبه 3 دبابات مع عدد من الجنود والضباط، وفشل المسلحون فى قيادة دبابتين منها ففجروا إحداها، وغالبية الشهداء الذين أعلن عنهم المتحدث العسكرى للقوات المسلحة سقطوا فى هذا الكمين.
■ وماذا عن كمين «السدرة» أو كما تسمونه «سدرة أبوالحجاج»؟
- يقع جنوب «أبورفاعى» ويبعد عنه بنحو 700 متر، وأفراد قواته قاموا ببطولة عظيمة سيسجلها التاريخ، حيث حاولت سيارة مفخخة اقتحامه بالتزامن مع اقتحام سيارة أخرى لـ «أبورفاعى»، لكن الجنود والضباط تصدوا ببسالة فائقة وتم تفجير السيارة المفخخة قبل اقتحامها الكمين بمسافة مناسبة، وتسببت الموجة الانفجارية فى إصابة ضابط، لكنه تماسك واستمر فى مواجهة المسلحين وقاتلهم بضراوة وهو مصاب وسط جنوده، واستمرت الاشتباكات لساعات، ولم يتمكن المسلحون من الاستيلاء عليه، ووصلت مروحية أباتشى تابعة للقوات المسلحة وتعاملت مع المهاجمين وقضت عليهم تماماً وتمت السيطرة على الموقف.
■ هل الكمائن التى نصبها الجيش ساهمت فى شل تحركات الإرهابيين جنوب الشيخ زويد خلال الفترة الماضية؟
- بالتأكيد، والدليل أن المسلحين هاجموها للتخلص منها، حيث تم نصبها على مسافات متقاربة على طريق «الشيخ زويد - الجورة»، حيث تبدأ من «أبورفاعى».
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
- بعد تفجير «أبورفاعى» توجه المسلحون شمالاً فى اتجاه الشيخ زويد، وقبل دخول المدينة حاولوا اقتحام حى الترابين بقرية التومة، لكن كمائن القوات المسلحة الموجودة هناك تعاملت معهم بمساندة الأهالى وأوقعوا عدداً كبيراً منهم، ولم يتمكنوا إطلاقاً من دخول الحى، فاتجهوا إلى قلب الشيخ زويد، واعتلوا أسطح عدد من المبانى وبدأوا فى إطلاق الرصاص والقذائف على المقار الأمنية، خصوصاً قسم الشرطة ومعسكر القوات المسلحة بحى الزهور، بالتزامن مع قيام مجموعات منهم بزرع ألغام وعبوات ناسفة فى عدد من الشوارع والطرقات المؤدية إلى هذه المقار الأمنية لمنع وصول الإمدادات العسكرية والطبية إليها، لكن ضباط وجنود قسم الشرطة تصدوا بكل بسالة لمحاولتهم اقتحام القسم، وأطلقت القوات وابلاً من الرصاص والقذائف على سيارتين من طراز «فيرنا» كانتا مفخختين للتفجير فى القسم وتدميره، لكنهما انفجرتا قبل الوصول إليه، ولم يصب أى من أفراد الكمين أو معسكر الجيش بأذى.
■ وكيف دار الهجوم الذى شهدته أطراف مدينة الشيخ زويد؟
- حاول المسلحون الهجوم على كمين «أبوطويلة» على طريق «العريش - رفح»، شرق الشيخ زويد، لكن القوات تصدت لهم ولم يصب الكمين بأذى، وغالبية الاشتباكات وقعت داخل المدينة، وبعض الأهالى صعدوا إلى أسطح منازلهم التى اعتلاها المسلحون، محاولين إنزالهم أو القضاء عليهم، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين الشرفاء دفاعاً عن منازلهم وقواتهم المسلحة والشرطة.
■ لماذا شن المسلحون عملياتهم الإرهابية فى وقت واحد بمناطق متعددة؟
- كان هدفهم استفزاز قوات الجيش، وبالتالى تبدأ القوات المتمركزة فى مواقعها فى مطاردتهم خارج التمركزات، وتقع فريسة للألغام والعبوات الناسفة التى زرعوها، وهنا تحدث كارثة بتدمير أكبر عدد ممكن من رجال القوات المسلحة، لكن الجيش تنبه لخطة الإرهابيين، خصوصاً أنهم حاولوا تنفيذ مثل هذه الخدعة من قبل، وظلت القوات تدافع عن نفسها دون التحرك من مواقعها، حتى وصلت قوات الإمداد والمقاتلات الجوية وهى التى قضت على العناصر التى كانت بعيدة عن التمركزات الأمنية.
■ ما تقييمك لتعامل القوات المسلحة وأجهزة الدولة المختلفة مع هذه الهجمات؟
- قوات الجيش كانت رائعة، ونفذت عملية بطولية تميزت عن المواجهات السابقة بسرعة رد الفعل، فخلال دقائق كانت الطائرات والمروحيات تشارك فى عملية صد الهجوم، و«نسور الجو» سلاح الجو كانت له الكلمة العليا فى السيطرة على الموقف وقتل المسلحين وحسم المعركة.
■ لماذا هذه العملية فى الوقت الحالى، ومن يقف وراءها؟
- أرى أن التوقيت استهدف احتفال الشعب بالذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، وقرب افتتاح قناة السويس الجديدة، ولمحاولة إبراز صوتهم بأنهم موجودون على الأرض، أما عن المتورطين فى هذه العملية تحديداً فيجب أن نفتش بدقة عن الدور الإسرائيلى فى تنفيذها.. أنا عاصرت جميع الحروب التى مرت بها مصر، وخدمت فى سيناء، وأعرف طريقة الإسرائيليين وتفكيرهم ورد فعلهم، وجميع هذه البصمات موجودة على هذه العملية، وإسرائيل تستفيد من هذه العمليات وترغب فى نشر الفوضى فى سيناء لكى يعطيها المجتمع الدولى غطاءً لاحتلال سيناء مرة أخرى بدعوى الدفاع عن أمنها القومى ومحاربة الإرهاب الذى يهددها فى سيناء.
■ لكن إسرائيل تعلن دائماً أنها تؤيد العمليات العسكرية للجيش المصرى فى سيناء.
- إنها أغلقت جميع المعابر مع قطاع غزة فور وقوع الاشتباكات، وكانت حركة الطيران الإسرائيلى كثيفة جداً على المناطق الحدودية، ولديها كل المعلومات عن منفذى هذه العمليات لأنها من تدعمهم، وأغلقوا المعابر المصرية - الإسرائيلية من جانبهم، بحجة حماية حدودهم.