لا تلعبوا به.. ولا تلعبوا معه!

سليمان جودة الخميس 02-07-2015 21:21

لو أن المجرمين الذين هاجموا كمائن جيشنا العظيم فى شمال سيناء، أمس الأول، قد عادوا إلى يوم 11 مايو 2013، لكانوا قد وفروا على أنفسهم إرهابهم، ولكان الذين يقفون وراءهم بالدعم، فى منطقتنا وفى خارجها، قد وفروا على أنفسهم أموالهم أيضاً!

يومها، كان الجيش المصرى العظيم قد قرر إجراء ما يسمى «تفتيش حرب»، فى صحراء منطقة دهشور بالجيزة، وكان قد دعا جمعاً من أهل الإعلام، والثقافة، والأدب، والعمل العام، إلى حضور تفتيش الحرب، وكان أن ألقى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع فى ذلك الوقت، كلمة فى المدعوين.

عبارة واحدة، قالها الرجل، فى ذلك النهار، ثم كررها، لعلها تصل الآذان التى لا تريد أن تسمع، ولا تريد أن تنصت، ولا تريد أن تتعلم!

عبارة واحدة، كان على الجميع، بمن فيهم إرهابيو أمس الأول، أن يعلقوها حلقة فى آذانهم، وألا تغيب عن بالهم لحظة!

عبارة واحدة، كان فيها الجواب الشافى على إرهاب أمس الأول، فى حقنا، وفى حق الجيش العظيم.

عبارة واحدة قيلت آنذاك، على لسان وزير الدفاع، وكان الأمل أن يعيها الذين سمعوها فى كل مكان، ثم كان الأمل أن يتدبر معناها الذين وقفوا وراء هجمات أمس الأول، بالدعم المادى خصوصاً، ثم بالدعم الإعلامى عموماً!

عبارة واحدة قالها الفريق أول السيسى، وكان يعنيها، ثم كان يقصد أن تقال فى مناسبة كتلك المناسبة، لعلها تصل إلى الذين عناهم بكلامه!

عبارة واحدة لاتزال ترن فى أذنى، ولابد أنها كذلك لاتزال ترن فى أذن كل واحد كان حاضراً، ثم أذن كل واحد كان سامعاً.

عبارة واحدة أطلقها صاحبها الفريق أول السيسى، ثم لم يشأ أن يطلقها عابراً ويمضى إلى غيرها من العبارات، ولكنه راح يكررها مرتين، لعل الذى لم يسمعها فى الأولى يسمعها فى الثانية، ثم يتوقف عندها!

عبارة واحدة من سبع كلمات، كانت كل كلمة منها مستقرة فى مكانها تماماً، وكانت كل كلمة منها تنطق وتقول، ولاتزال تنطق وتقول!

عبارة واحدة توجه بها صاحبها إلى الإخوان الذين كانوا لايزالون فى الحكم، وإلى الذين وراء الإخوان.. وهؤلاء معروفون لكل مصرى وطنى.. إنهم معروفون بالاسم، وبالموقع، وبالعنوان!.. عبارة واحدة لو وعاها الإخوان فى وقتها، لأنصفوا أنفسهم، قبل أن ينصفوا غيرهم، ولكانوا قد وفروا على أنفسهم فى الوقت ذاته، كل هذا العبث الذى هو فى حق المصريين فرداً فرداً، قبل أن يكون عبثاً فى حق الجيش، أو الشرطة، أو الدولة!

عبارة واحدة لو تأملها مجرمو أمس الأول، ومجرمو قبل أمس الأول، ومجنونو الإخوان، وغير الإخوان، لأدركوا عن يقين أن ما فعلوه، وما يفعلونه، وما سوف يفعلونه معنا، لا جدوى من ورائه، ولا عائد، ولا فائدة، لسبب بسيط جداً هو أن الشعب المصرى قد حزم أمره، وقال رأيه منذ يوم 30 يونيو 2013.. وانتهت القصة.

العبارة تقول: الجيش المصرى نار.. فلا تلعبوا به.. ولا تلعبوا معه!