كشفت دراسة حول التعليم فى مصر بعنوان «التخطيط التربوى لدعم اللامركزية والمشاركة المجتمعية لمجلس الأمناء والآباء والمعلمين» عن أن نظام التعليم يعيد إنتاج «ثقافة سياسية ذات طابع استبدادى»، وهو ما تعكسه بشكل واضح بنيته المركزية، وفقاً لما جاء فى الدراسة التى أعدها الدكتور عماد صيام، استشارى برامج تربية مدنية.
وجاء بالدراسة أن البنية الهرمية شديدة المركزية التى تقوم على مبدأ الاحتكار الفعال لمصادر القوة والسلطة بداية من المدرسة، ولمصلحة القوى البيروقراطية الأعلى، تظهر أن سلطات مدير المدرسة وقراراته ونمط إدارته تتحدد فى ضوء تعليمات القوى الإدارية الأعلى.
ووصف الدكتور صيام هذا الواقع بأنه استبداد بالوكالة، حيث إن هذه الممارسة تشيع ثقافة الاستبداد فى المدرسة وداخل الفصل، وما ينطوى عليه من قهر وقمع وتعيد إنتاج مفهوم وواقع الرعاية من خلال آليات واضحة ومحددة.
وتابع: «تلك الآليات هى المقررات والكتب المدرسية وما تحمله من تناول سطحى مشوه، سواء كان هذا التناول مباشراً أو غير مباشر لقضيتى المواطنة والمشاركة، وما يرتبط بهما من حقوق وواجبات تستند إلى قيم الحرية والمساواة والعدالة».
وأكد أن الآلية الثانية هى غياب الأنشطة المدرسية التى تسمح للتلميذ بالممارسة العملية للسلوكيات التى تتماشى مع القيم الديمقراطية، وتدرب الطلاب على آلياتها وأدواتها وأنه حتى وإن تمت ممارسة جزء منها فى بعض المدارس تنفذ بأساليب تركز على الشكل دون المضمون التربوى.
أما الآلية الثالثة فيقول صيام إنها فلسفة النظام التعليمى نفسه بداية من أساليب إعداد المناهج، مروراً بأساليب التعلم ونهاية بنظم التقييم والامتحانات، التى تقوم على تكريس مهارات الحفظ والتكرار على حساب مهارات التفكير النقدى والتحليلى.