وصلتنى ردود أفعال كثيرة على مقالى أمس «السيد الرئيس.. هل تسمعنى؟!» شجعتنى مع الكارثة التى جرت فى سيناء للاستكمال، خاصة أن خوف المصريين يزداد رغم كل المشروعات الكبيرة التى يتم إنجازها لأن الواقع يكشف عن عدم تناغم وترهل فى مواجهة أهم وأخطر قضية وهى حرب الإرهاب، فحادث استشهاد النائب العام وبعده أحداث سيناء الأكبر فى التاريخ بعد حرب 1973 يعكسان تطوراً كبيراً فى أداء العدو مقابل غياب الاستراتيجية القوية لمواجهة الإرهاب، وإذا كانت رئاسة الجمهورية قد شكلت مجالس متخصصة فى الاقتصاد والاجتماع والتعليم، فإنها تقاعست عن تشكيل مجلس قومى لمكافحة الإرهاب فى هذا التوقيت الحرج، تستطيع من خلاله وضع رؤية واضحة للمواجهة الآن وفى المستقبل، ليس أمنياً فقط ولكن فكرياً وإعلامياً ودينياً وتعليمياً، وتستطيع أن تقدم حلولاً جادة سواء فى اقتراح تشريعات جديدة أو فى نقل خبرات خارجية. وبالمناسبة فقد استطاع الإرهابيون نقل خبرة استخدام السيارات المفخخة من سوريا والعراق وغيرهما، بينما مصر تواجه الإرهاب بنفس طريقة التسعينيات، بدليل صفحات الإخوان وعملائهم على الإنترنت والفيسبوك، بينما وزير الاتصالات يحارب طواحين الهواء فى الشركة المصرية للاتصالات.
السيد الرئيس.. التاريخ يكتب الثورات باسم الشعوب لكنه يسجل طفرات بناء وتطور الدول باسم الحكام، وإذا كنت تطلب المشاركة من الشعب، فيجب أن تخلق الآليات لاستيعاب الأفكار من ناحية وتكلف بمهام محددة بعيداً عن الكلام العاطفى، فالأمور لم تعد تحتمل، وكل المشروعات التى أعلم كم بذلت من جهد لإتمامها فى قناة السويس والطرق والكبارى والمصانع وغيرها ستنهار إذا لم تنجح فى القضاء على الإرهاب، وبالتالى فإن الدولة المصرية بحاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتها ويكون الأمر معلناً والأدوار محددة، والعقاب جاهزاً، والتغيير سريعاً بما يتناسب مع الخطأ دون أى حسابات أو مواءمات.
السيد الرئيس.. لقد نجحت زياراتك الخارجية بدرجة لم تكن متوقعة وحققت طفرات فى جذب الاستثمارات الأجنبية، وفى إقناع الغرب بثورة 30 يونيو وإرادة الشعب المصرى، لكن كل ذلك أيضاً سينهار إذا لم تقض على الإرهاب، وبالتالى مصر كلها يجب أن تحشد كل طاقاتها لمواجهة هذا السرطان أولاً، وفى القلب منها جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة، والتى تعلم أنت جيداً كم الجرائم التى ارتكبتها فى حق مصر كما أنك تملك الأدلة على أنها ثغرة فى جسد الوطن، بينما مازال هناك أعضاء فى حكومتك لا يقدرون حكم خطورتها إما عن جهل وهذا مسؤوليتك، وإما عن غرض وهذا مسؤوليتك أيضاً.
السيد الرئيس.. يجب استثمار الكفاءات فلا يمكن أن يكون قانون الإجراءات الجنائية يحتاج إلى تعديل وهناك خبراء مثل رجائى عطية، المستشار عدلى حسين، د. محمود كبيش، المستشار المحمدى قنصوة، المستشار رفعت السيد، علاء الدين عبدالمنعم، بهاء أبوشقة، وغيرهم من القضاة السابقين وضباط الشرطة الذين واجهوا الإرهاب فى التسعينيات ولم يجدوا وعاء أو كياناً يقدمون فيه أفكارهم يما يفيد البلاد.. حتى الآخرون من الشعب لا يجدون من يتلقون أفكارهم فقد أرسل لى قارئ تعقيباً على مقال الأمس يقترح إقرار قانون للتعاون الأمنى يتضمن السماح للمتعاون أمنياً بتقاضى مبالغ ممن يحرضه تصبح ملكاً له إذا بلّغ وتحديد نقاط اتصال أرضية بمكاتب البريد لتقديم البلاغات وتقديم مكافآت مالية لمن يقدم معلومات والمؤكد أن هناك مئات الأفكار تذوب فى حبر الصحف والقنوات لا تجد من يناقشها لعلها تساهم فى مواجهة هذا الخطر الداهم.
السيد الرئيس.. هل وصل إليك أن شاباً رفع علامة رابعة على سور مسجد المشير فى توقيت جنازة الشهيد النائب العام المستشار هشام بركات.. ألم يترك لديك انطباعاً بجرأة الإخوان مقابل رخاوة الدولة.. ألا يستدعى ذلك إدارة نقاش متعدد حول استراتيجية قوية لمواجهة جادة للإرهاب ابتداءً بتشكيل مجلس قومى بعيداً عن زيارات الـ«شو» الحكومية وترهل الجهاز الإدارى.. فالدم يزداد.. والجنازات أصبحت مشهداً يومياً.. وأسر الشهداء لا تجد حتى الآن من يرعاها.. وكل يوم يتأكد للجميع أن المعركة صفرية إما مصر وإما الإخوان وعملاؤهم..
السيد الرئيس.. خلص الكلام.. هل تسمعنى؟!