رائحة الموت فى كل مكان.. فى الصنابير دم.. فى الهواء دم.. على الأرض دم.. حين نغسل وجوهنا فى الصباح تنزل المياه من الصنابير برائحة الموت.. لونها ورائحتها دم.. الراديو يذيع خبر عمليات انتحارية.. يتحدث عن أشلاء ودم هنا وهناك.. الفضائيات تبث صور عمليات تفجيرية.. تنشر الصور برائحة الدم.. داعش يبث مشاهد قتل برائحة الدم.. ماذا يحدث فى بلادنا؟.. الإجابة دم.. والجناة معندهمش دم!
الإرهاب ينشرُ فى المكان رائحة الدم.. لا أحد يأسى لحالنا من الغرب.. ينظرون إلينا كفئران تجارب.. الأمم المتحدة تدين وتشجب فقط.. والأمريكان يتحدثون عن حقوق الإنسان.. يتحدثون عن «جماعة الخير».. يتصورون أنها تكره الدم.. يعطونها السلاح لقتلنا، ثم يجهزون برقيات العزاء.. يقتلوننا فى المدن والمحافظات، وفى سيناء.. ويدّعون الوقوف معنا فى مواجهة الإرهاب.. هاهاها.. «لعبة استنزاف الجميع»!
لماذا الإرهاب فى بلادنا؟.. الإجابة لأنها رفضت خريطة التقسيم الغربية.. تصدت لخريطة الشر.. ونجحت فى إفشال المؤامرة.. ما لا يأتى بالتقسيم يأتى بالإرهاب.. يأتى بالتجسس على قصور الحكم.. هكذا يتعامل معنا الأمريكان.. لا مانع أن تتلقى دواوين الحكم برقية عزاء.. لا مانع أن يكون السفير الأمريكى ضمن وفود المعزّين.. يصرح بأنه لن يتركنا وحدنا فى مكافحة الإرهاب.. يذرف دموع التماسيح أيضاً!
منذ أيام بدأ مخطط الاغتيالات فى ذكرى 30 يونيو.. امتدت يد الغدر لتخطف النائب العام المحترم.. يخيم الحزن.. فى البيوت مآتم.. وفى الشوارع حزن.. حزن لا يكسرنا.. حزن إنسانى لا يعرفه المجرمون.. لا يعرفه من يسفكون الدماء.. وبالأمس تحولت سيناء إلى جحيم.. حرب بمعنى الكلمة.. كتائب مسلحة تهاجم أكمنة الجيش فى شهر رمضان.. تذكرنا بمذابح رفح.. تقتلنا بسلاح أمريكى غربى «يدعو للسلام»!
عدد الشهداء هذه المرة غير مسبوق.. نتعامل برحمة وشفقة ولين مع الإرهابيين.. هل نخشى التلويح بحقوق الإنسان؟.. هل تعامل الأمريكان بحقوق إنسان فى 11 سبتمبر؟.. ما معنى أن يتجرأ علينا المجرمون داخل الحدود؟.. هل جاءوا عبر «أنفاق غزة» من جديد؟.. هل الشريط الحدودى غير كاف؟.. هل قواتنا هناك لا تكفى؟.. أين كنا عندما يلُغّمون الطرق والمدقات، ويفخخون السيارات والمدرعات؟!
ما يحدث فى سيناء حرب حقيقية.. ينبغى أن تكون لنا اليد العليا فى هذه الحرب.. فلا يملك العدو طائرات ولا دبابات ولا مدرعات، ولا طائرات رؤية ليلية، ولا صواريخ.. لماذا لا نجعل سيناء جحيماً عليهم؟.. لماذا لا نبيد المجرمين؟.. لماذا لا ندفنهم فى الرمال؟.. ما معنى أن يسقط كل هذا العدد من الشهداء دفعة واحدة؟.. كيف نستيقظ كل يوم على مجزرة؟.. رائحة الدم تقتلنا.. سرينة الإسعاف تخرم أذنى!
ما جرى ليس «لعب عيال»، يضربون القنابل فى «مولد النبى».. إنها «لعب أمم».. يريدون إخلاء سيناء وتركيع مصر.. لا يدرون أننا سنموت دونها.. لا ترهبنا رائحة الدم، ولا رائحة الموت.. عندنا خبرة فى حروب الاستنزاف.. سننتصر فى النهاية.. سنحرر سيناء من دنس المجرمين.. مهما كلفنا ذلك من شهداء ودماء!