فازت الأرجنتين بـ6 أهداف، ولكنها مع ذلك ليست أبداً الفريق الذي لا يقهر، مازال المنتخب يعاني من مشاكل ضخمة في نسخة المدرب تاتا مارتينو، وما حدث فقط أن اندفاع باراجواي سهل المباراة كثيراً على هجوم خارق كالذي يملكه الأرجنتين، حيث لا يمكن أن تترك لهم مساحات بهذا القدر دون أن تكون النتيجة كارثية.
الشوط الأول:
- المباراة بدأت متوازنة إلى حد كبير، الأرجنتين مستمرة بطريقة 4-3-3.. ذات المخاطرة الدفاعية الكبيرة، وباراجواي بصلابة دفاعية في 4-4-2.
الكرة تكون خطيرة دائماً وهي في حوزة الأرجنتين، 4 لاعبين في الأمام بقدرات هجومية خارقة، مع زيادة مستمرة سواء من «روخو» أو «زباليتا».
ولكن في المقابل أيضاً، فإن عدم التفاهم بين «أوتامندي» و«ديمكليس»، والمخاطرة باللعب بماسكيرانو فقط كلاعب وسط ذي مهام دفاعية، يجعل كل كرة لباراجواي في نصف ملعب الأرجنتين خطيرة.
- «أجويرو» يحاول إيجاد مساحة فيتحرك على الأطراف، «دي ماريا» لا يقدم أفضل مردود، الفارق الحقيقي في هذا الشوط تحقق بسبب (أولاً) ليونيل ميسي و(ثانياً) خافيير باستوري.
فبعيداً عن الهدف الأول الذي جاء من ارتباك لدفاعات باراجواي ورقابة سيئة جداً في كرة ثابتة، فإن الهدف الثاني هو (السهل الممتنع)، لا يوجد خطأ في التمركز أو الرقابة من لاعبي باراجواي، بقدر ما توجد قدرة تمرير مدهشة من قبل «ميسي»، واستلام وإنهاء عظيم من «باستوري». الفوارق الفردية التي تقهر أحياناً تنظيم وثبات وصلابة الفرق.
- السيئ الذي حدث لباراجواي ليس الهدفين فقط، ولكنْ أيضاً تغييران اضطراريان بعدها بدقائق، إصابة سانتا كروز و«جونزاليز» بعد نصف ساعة فقط كانت منذرة بيوم سيئ الطالع لمنتخب يحاول الكفاح ويلعب كرة قدم جيدة.
- ولكن، في مرة وحيدة، تبتسم المباراة لباراجواي.
لقطة بها كل مشاكل الأرجنتين الدفاعية، تباعد الخطوط، تباعد لاعبي الخط الواحد عن بعضهم، «أوتامندي» بعيد جداً عن المنطقة، و«ديمكليس» على الطرف بشكل مبالغ فيه، تشتيت ضعيف من «زباليتا»، وقلة عدد في نصف ملعب الأرجنتين.
كل شيء فعلاً عن دفاع الأرجنتين في لقطة الهدف الذي أعاد باراجواي للمباراة.
- المنتخب الصغير كان طموحاً بالفعل، كاد أن يتعادل بعد الهدف بدقيقتين، وفي مجمل المباراة عموماً، صوّب 14 كرة على مرمى «روميرو»، ربما ذلك الطموح والمغامرة الهجومية دون حساب هو ما قتل الفريق بعد ذلك.
الشوط الثاني:
- كل ما حدث في هذا الشوط يمكن تحليله بشكل نفسي أكثر منه فني.
باراجواي دخل اللقاء راغباً في التعادل، وواثقاً في قدرته على تحقيقه، مباراة الدور الأول مازالت للأذهان، كما أن الوصول لمرمى الأرجنتين ليس صعباً في حال ممارسة الضغط على خط وسطه.
المشكلة أن ذلك إن حدث بدفاعات مكشوفة فإن الهجمة المرتدة قد تضعك في موقف كارثي.
نوايا باراجواي كانت واضحة منذ أول دقيقة من الشوط، وبأسوأ سيناريو لهم صنع الأرجنتين هجمة مرتدة، مع استغلال لسرعات «ميسي».. «باستوري».. و«دي ماريا» الفائقة، وأحرز الهدف الثالث.
- حين تدخل الشوط بمعنويات عالية وفجأة يدخل فيك هدف، هذا مدمر تماماً لطموح ومعنويات الفريق، ولم يمتلك منتخب باراجواي القدرة على «لَمّ» شتاته، لتتكرر الكرة من جديد بعد دقائق، اندفاع هجومي أحمق لدرجة أن الهجمة في النهاية كانت لأربعة لاعبين من الأرجنتين ضد لاعبين من باراجواي. وحين يكون هؤلاء هو «ميسي» و«أجويرو» و«باستوري» و«دي ماريا».. فإن هدفًا أتى بالتأكيد.
- 4-1 في 7 دقائق بعد أن كنت مهيئاً لتحويلها إلى 2-2، باراجواي خرجت قبل انتهاء المباراة بـ38 دقيقة.
- كل ما حدث في بقية اللقاء هو تنويع على نفس الصورة، تشتت ذهني واندفاع هجومي غير محسوب أو منظم من باراجواي، في مقابل ثقة وتألق كل هجوم الأرجنتين بلا استثناء، وبالتحديد ليونيل ميسي.. الذي لم يسجل ولكنه صنع 3 أهداف وساهم في الـ3 الأخرى.
- باراجواي –مع منتحب بيرو- من أكثر فرق البطولة كفاحاً ومحاولة للعب كرة قدم جيدة قدر إمكانياتهم، نتيجة 6-1 كانت ثقيلة جداً، وغير مستحقة بالنظر لمشوار البطولة، غباء شوط واحد يضيع ما قدمه الفريق من قوة وجودة في 4 مباريات ونصف.
- النتيجة لا تعني أبداً أن حظوظ الأرجنتين في الفوز بالبطولة أعلى.
تشيلي منتخب قوي للغاية، هجومه سريع ومتفاهم في وجود «سانشيز» «فارجاس» «فالديفيا» ومهم «فيدال»، والأهم أن عنصر الجمهور، وطموح الفوز بالبطولة للمرة الأولى في تاريخهم سيكون مؤثراً بشدة.
صحيح أن هجوم الأرجنتين قادر على إنهاء أي مباراة إذا كان لاعبوه في يومهم، ولكن أيضاً دفاعه ومساحات نصف ملعبه يمكن أن تنهار أمام أي فريق قوي ويضغط بشكل منظم.
الحظوظ متساوية تقريباً، لأن نهائي كوبا أمريكا سيكون بين أفضل فريقين في البطولة فعلاً.