في واحدة من أفضل مباريات كوبا أمريكا استطاع تشيلي التأهل إلى النهائي، بعد معركة دامت لـ93 دقيقة أمام «الكلاب السفلية» والمفاجأة الحقيقية للبطولة.. بيرو.
استفاد تشيلي من طرد «زامبرانو» بعد 20 دقيقة، تمامًا كما استفاد في المباراة السابقة من طرد «كافاني» وفاز على أورجواي، ولكنه في كل الحالات هو أفضل منتخبات البطولة في الـ5 مباريات التي لعبها حتى الآن، ويستحق جيله التاريخي الذي يمثله «سانشيز» «فيدال» «فالدفيا»«فارجاس»«برافو» أن يحقق إنجاز الفوز بالكوبا أمريكا للمرة الأولى في تاريخ المنتخب.
الشوط الأول:
- ينقسم الشوط لجزئين: الأول قبل الدقيقة 20 والنصف الآخر بعدها.
قبل الدقيقة 20 كان الاستحواذ لتشيلي ولكن الخطورة الحقيقية لبيرو، كرة في العرضة، وأخرى هجمة خطيرة، 11 لاعب من بيرو يقاتلون على كل كرة، ينظمون أنفسهم دفاعيًا، ويرتدون للهجوم مع استغلال سرعة فائقة للمهاجم باولو جويرورو والظهير لويز أدفينكيولا تحديدًا.
تشيلي كانت تهاجم، كالعادة، بأربعة وخمسة لاعبين، ولكن تنظيم بيرو منعهم من خلق أي كرات خطيرة.
- في الدقيقة 20 يطرد اللاعب كارلوس زامبرانو بسبب تدخل عنيف دون أي مبرر، ليتغير شكل اللقاء.
ظلت بيرو تحاول الثبات، ولكن النقص العدد أدى لازدياد شراسة هجوم تشيلي، تحويل طريقة اللعب لـ4-3-3، والهجوم –تقريبًا- بـ8 لاعبين.
«فيدال» بذل مجهودًا فائقًا لإبقاء الكرة بحوزه تشيلي بشكل دائم، «فالدفيا» يصنع اللعب من منتصف الملعب بذكاء دائم، و«سانشيز» تحول لجناح لا يهدأ.. يسقط لاستلام الكرة من وسط الملعب.. ويتحول أحيانًا للمنطق لخلق زيادة عددية.
- هدف «فارجاس»، رغم غرابة الكرة كلها، ولكنه كان منطقيًا للضغط العنيف الذي مارسه تشيلي على منتخب بيرو، الذي ظل يحاول القتال على فرصته في التأهل للنهائي، تمامًا مثلما قاتل في مبارياته الأربعة الماضية ولعب مباريات كبيرة ضد البرازيل وفنزويلا وكولومبيا وبوليفيا.
الشوط الثاني:
- لم تستسلم «بيرو» أو تتعامل باعتبار المباراة انتهت، المهاجم «جيوريرو» واحد من أفضل لاعبي البطولة، ظل يقاتل على كل كرة للأمام ضد مدافعين وأحيانًا ثلاثة.
خطة «بيرو» كانت بسيطة: طالما ظلت النتيجة 1-0 فلدينا فرصة.
- تشيلي أيضًا كانت تدرك ذلك، واتساقًا مع الشكل الهجومي العظيم الذي لعب به الفريق منذ بداية البطولة، وإحرازه 12 هدف في 4 مباريات ونصف.. كان يحاول إحراز هدف ثاني واستغلال قوته الهجومية الضاربة.
وإلى جانب مجهود «فيدال» «سانشيز» «فالدفيا»، والتحولات المستمرة في مراكزهم داخل الملعب، فإن «فارجاس» أيضًا تحسن مستواه كثيرًا هذا الشوط على مستوى الحركة، أحرز هدفًا صحيحًا ألغاه الحكم بداعي التسلل وبدا أن منطق الأمور هو هدف آخر يأتي.
- بيرو تقلب الطاولة بشكل غير متوقع، في الدقيقة 60 يقوم الظهير الأيمن، وثاني أفضل لاعبي بيرو في اللقاء، «أدفنكيولا» بهجمة من الناحية اليمنى مستغلًا سرعته، كرة عرضية جيدة يدخلها «ميديل»، مدافع تشيلي، في مرماه.
- 50% من أهمية هدف «فارجاس» هي توقيته، بعد 4 دقائق فقط من هدف بيرو.
مهم لأن مرور الوقت كان سيوتر جماهير ولاعبي تشيلي كثيرًا، ويمنح بيرو ثقة أكبر وقدرة على التنظيم الدفاعي من أجل الوصول لضربات الجزاء بعد نصف ساعة.
ثم، وبكرة غير متوقعة يصوبها «فارجاس»، تذهب بشكل عظيم إلى المرمى.. الـ50% الأخرى من أهمية الهدف هي قيمته الجمالية.. أجمل أهداف البطولة ربما.
- بيرو لم يستسلم على الإطلاق، ظل يفاوض على الأمل ذو النسبة الضئيلة في أن يحول دفة المباراة ناحية ضربات الجزاء على الأقل.
ينزل كلاوديو بيزارو، لاعب بايرن ميونيخ، وفي نفس اللحظة يوشيمار يوتيون، في نية واضحة لتحويل اللعب نحو كرات طولية استغلالًا لقدرة «بيزارو» على اللعب برأسه، أو محاولة استغلال الكرات الثابتة التي يجيدها الفريق، رهان كاد يحقق هدفه في هجمة مرتدة احتسبت أوفسايد، وبفاول على حدود المنطقة انتهى برأسية خارج المرمى.
- اندفاع الدقائق الأخيرة كاد يمنح تشيلي فرصة تسجيل هدف ثالث، «سانشيز» كاد يفعلها مرة، و«فيدال» مرتين، قبل أن تنتهي الأمور بشكل متوقع.. تشيلي في النهائي وبيرو ينال تحية وتصفيق الجماهير المتواجدة في الملعب كمفاجأة البطولة وحصانها الأسود.