شهود عيان عملية اغتيال النائب العام: ظننا أن دوي الانفجارات «توابع زلزال»

كتب: عزة مغازي, عصام أبو سديرة, عاطف بدر الثلاثاء 30-06-2015 10:46

رسمت روايات شهود العيان الذين تحدثت إليهم «المصرى اليوم» فى موقع التفجير الذى استهدف موكب النائب العام، وأسفر عن استشهاده وإصابة عدد من حراسه ومواطنين تصادف مرورهم بشارع مصطفى مختار، بمنطقة مصر الجديدة، الذى وقع فيه الحادث.

فى تمام التاسعة والنصف صباحا، تحرك موكب المستشار هشام بركات المؤلف من سيارتى حراسة وسيارة مصفحة يستقلها النائب العام من شارع مصطفى مختار المتفرع من عمار بن ياسر، وبعد دقائق معدودة، استيقظ سكان المنطقة على دوى انفجار هائل فى موعد تحرك النائب العام إلى مكتبه.

تقول حارسة أحد العقارات المطلة على شارع عمار بن ياسر، حيث وقع الانفجار، رفضت ذكر اسمها، إنها استيقظت على صوت ثلاثة انفجارات متتابعة أقواها الانفجار الأخير، وإنها وسكان العمارة ظنوا أن العمارة تنهار من توابع الزلزال الذى ضرب مصر، مساء السبت الماضى، لكنهم فوجئوا بالدخان والحريق المتصاعد من شارع مصطفى مختار، حيث انفجرت سيارة النائب العام.

محمود عبدالله، وصل إلى عمله الكائن بالشارع نفسه قبل دقائق من الانفجار، يقول: «الشارع كان هادى جدًا ومفيش أى حاجة غريبة، وصلت الشغل الساعة 9.15 صباحا، مكانش فى وشوش غريبة ولا ناس شكلهم إرهابيين، بعد نصف ساعة أو أقل شوية سمعت صوت فرقعة، صوت الانفجار كان قوى جدًا فكرت العمارة بتقع، العمارة اتهزت فعلا، لما فهمت إنه مش زلزال جريت على الشباك لقيت عربيتين بيتحرقوا، عربية مش باين منها حاجة خالص، وعربية تانية الناس ابتدت تتلم عليها وبيحاولوا يكسروا الأبواب عشان يخرجوا الناس اللى جوا. عرفت بعدها إن دى عربية النائب العام، والعربية اللى مش باين منها حاجة هى العربية اللى انفجرت بتاعة الإرهابيين، النار كانت ابتدت تمسك فى عربيات تانية مركونة بتاعة السكان ونزلت أجرى أساعد الناس ننقل العربيات القريبة من الحريق بعيد، ومن قوة الانفجار فى شبابيك وزجاج محلات وقع من الصوت واتكسر ألف حتة».

وليد النيبى، عامل ديلفرى فى سوبر ماركت، يبعد أمتاراً قليلة عن موقع الانفجار، كان فى طريقه لتوصيل طلبية فى عمارة قريبة بالشارع نفسه، فى الطريق اهتزت عجلته البخارية بدوى الانفجار، توقف لدقائق ليتفهم ما يحدث، وقال: «لقيت دخان أسود كتير جاى عليا وريحة حريق جامدة، أترددت شوية وبعدين قربت ولقيت عربيات بتولع على اليمين والشمال والناس بتكسر زجاج العربيات عشان تلحق تحركها بعيد عن الحريق بس عربيات كتير اتحرقت حوال 7، ماشفتش النائب العام، لكن عربيته كانت محروقة والناس كانت خرجته لما وصلت له».

عادل محمد، موظف بشركة تتخذ من شارع مصطفى مختار، مقراً لها، يقول: «وصلت قبل العاشرة بقليل لأجد الشارع مغلقاً، وكان الحريق مشتعلا فى عدة سيارات»، يشير إلى سيارة دفع رباعى سوداء متوقفة عند الجزيرة الوسطى لعمار بن ياسر: «دى عربية الحراسة اللى كانت قدام زجاجها كله مكسر، والعربية اللى ورا كانت مخبوطة وزجاجها مكسر برضه، لكن عربية النائب العام هى اللى كانت مولعة نار، لما وصلت كانت لسة الإسعاف مجتش، الناس كانت بتنقذ النائب العام وتخرجه من العربية، ربنا ستر إن المطافى قريبة ووصلت عربية واحدة على طول، باقى عربيات المطافى وصلت متأخر شوية».

يضيف محمد: «لولا الناس وقفت تطفى الحريقة قبل ما المطافى توصل كانت الحريقة كبرت، الناس عملت مجهود كبير عشان تبعد العربيات اللى ماتحرقتش وتطفى العربيات اللى اتحرقت».

أحمد محمد، بائع فى سوبر ماركت، قال لـ«المصرى اليوم»: «قبل ما المطافى تيجى الجيش راح من الكلية الحربية يلحق الحريق وفى طيارتين طلعوا من الكلية يطفوا الحريق». لكن باقى شهود العيان الذين تحدثت إليهم «المصرى اليوم»، لم يؤكدوا تدخل طائرات الإنقاذ التابعة للقوات المسلحة فى السيطرة على الحريق المتخلف عن الانفجار.

محمود عبدالله، أكد أن سيارات الإسعاف لم تصل إلا بعد ثلث ساعة تقريباً من وقوع التفجير، وأنه علم أن حارس أحد العقارات الموجودة فى موقع الانفجار أصيب ونقل للمستشفى، مضيفا: «كان فى إصابات كتير مش النائب العام بس تقريبا السواق بتاعه كمان إتصاب وشفنا الحراس بتوعه متصابين وكلهم أخدتهم الإسعاف بس كان فى ناس ماشيين فى الشارع عادى راحوا فى الرجلين».

حارس أمن ببنك عمان الوطنى الواقع على بعد كيلو متر تقريباً من مكان الانفجار بالقرب من شارع صلاح سالم، أكد أن دوى الانفجار كان قوياً لدرجة أن العاملين فى شارع صلاح سالم سمعوه، ولكن لم يتصور هو وزملاؤه أن يكون الانفجار قد استهدف «شخصية مهمة فى البلد، فكرناها قنبلة من بتوع التليفزيون».

وصلت قوات الشرطة للموقع بعد ثلث ساعة تقريباً بحسب شهادات متعددة جمعتها «المصرى اليوم»، وقامت قوات الشرطة بغلق الشارع أمام المارة والسيارات لحين السيطرة على الحريق وتمشيط الموقع للتأكد من عدم وجود سيارات مفخخة أو عبوات ناسفة أخرى. ولم تسمح سوى لقوات الحماية المدنية والإسعاف بالدخول لحين وصول اللواء مجدى عبدالغفار، لتفقد موقع الحادث بعد ساعتين تقريباً.

وقالت فاطمة، نجلة أحد حراس العقارات، إنها تقطن بشارع مصطفى مختار، الذى وقع فيه الانفجار على بعد أمتار من مدخل العقار الذى تتواجد فيه، وإنها هلعت من صوت الانفجار الذى وقع قبل العاشرة صباحا بدقائق معدودة، مشيرة إلى أن الدخان الكثيف غطى المنطقة كلها وانعدمت الرؤية.

وأضافت فاطمة أنها رأت سيارتين فى موكب النائب العام، اندلعت فيهما نيران شديدة جراء الانفجار، الذى وقع على ناصية الشارع، أثناء دوران الموكب، وامتدت تلك النيران إلى سيارات أخرى ملك سكان الشارع، وأن عددا من أهالى المنطقة والمارة أخرجوا النائب العام وحراسه من سياراتهم المشتعلة ونقلوهم إلى المستشفيات.

وقال مصطفى، حارس عقار، إنه هلع من شدة الانفجار واعتقد فى البداية أنه صوت لانفجار أنبوبة، إلا أنه تسارع إلى ذهنه أن هذا تفجير استهدف موكب النائب العام، الذى يقطن فى الشارع الخلفى له.

وأكد مصطفى أن خط سير موكب النائب العام معروف تماماً للقاصى والدانى، حيث إنه يخرج من منزله من ناحية شارع مصطفى مختار، إلى شارع عمار بين ياسر، ثم إلى طريق صلاح سالم، وذلك كل صباح، قائلا: «كان من المفترض أن تكون هناك حراسة مشددة على منزله وفى طريق خروجه».

وقال محمد عبدالعزيز، أحد شهود العيان، إنه فى تمام العاشرة إلا ربع، فوجئ بانفجار شديد عند بداية شارع سلمان الفارسى، أثناء مرور موكب النائب العام، وهرع عدد من المتواجدين بمحيط الانفجار وقاموا بإخراجه قبل اشتعال النيران فى السيارة.

وأضاف الشاهد: «كان هناك شخص آخر مصاب بإصابات خطيرة داخل سيارة النائب العام، وأصيب عدد من السكان وأصحاب المحال بإصابات طفيفة فى أنحاء مختلفة من الجسد، وتم نقل المصابين إلى مستشفى النزهة لتلقى العلاج».

وأكد شريف سليم، أحد الشهود، أن منفذ الانفجار كان موجودا بالقرب من موقع الحادث، حيث إن الانفجار وقع أثناء مرور سيارة النائب العام بجوار السيارة المفخخة، مشيراً إلى أن الذى فجر القنبلة بالريموت كان يرى الموكب، إما من أحد العقارات أو أنه كان متواجدا بالشارع.

وقال سيد محمود إنه أثناء وجوده داخل محله التجارى، فوجئ بانفجار شديد، وعند خروجه وجد حارس العقار المجاور لمكان الانفجار ملقى على الأرض وشخصين مصابين فى سيارة رصاصى اللون، وعرف بعدها أنها سيارة النائب العام، مؤكدا أن الانفجار كان شديدا وأدى إلى تهدم جزء من حوائط المحل.