قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن الجدل الدائر حول دور الأزهر ومدى وفائه بحق رسالته التاريخية العظيمة، وقيامه بواجبه تجاه تجديد الخطاب الديني، ازداد في الآونة الأخيرة لعوامل عديدة، يأتي في مقدمتها استشراء ظواهر التشدد والتطرف والإرهاب العالمي، خاصة المتستر بعباءة الإسلام كذبًا وزورًا وافتراء.
وأضاف «جمعة»، في بيان، السبت، أن هناك من يبحث عن شماعة يعلق عليها الأخطاء والخطايا، لينفضوا أيديهم من التقصير، رأى بعض الناس أن يلقوا بالتبعة على الأزهر، تلك المؤسسة العريقة لما عرف عنها أنها كانت دائمًا في مقدمة الصفوف، وموضع الثقة، وأنها متى تحركت تحركًا إيجابيًا أثرت في الأحداث وغيرت مجراها.
وتابع الوزير، أن الأزهر كان ومازال وسيظل بإذن الله صمام الأمان ورمانة الميزان في الفكر الإسلامي ونشر المنهج الوسطي، وأن الآراء الفردية أو الشاذة لبعض المحسوبين عليه أو المنتسبين إليه لا يعتد بها، ولا يقاس عليها، ولا يمكن أن تشكل قاعدة أو أصلاً .
واستطرد جمعة، «أرى أن إصلاح الأزهر قادم، ويسير في الاتجاه الصحيح، وإن كنا نؤمن ونقر أننا في حاجة إلى خطى أسرع وأكثر تقدمًا، وأكثر شجاعة، بما يتواكب مع الرؤية التي يسعى ويتطلع لها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إذ يتطلب الأمر أن نعمل معًا كفريق واحد، ليل نهار، ليس أمامنا سوى هدف واحد، هو: الدين والوطن والأزهر الشريف».
واستنكر وزير الأوقاف، محاولات اختطاف دور الأزهر في الداخل والخارج، فالمد الشيعي بإنفاقه الباذخ، وتلك الدول التي تريد أن توظف الإنفاق على الدعوة لبناء أمجاد سياسية على حساب الدور التاريخي للأزهر، من خلال إنفاق مالي باهظ على بناء المساجد والمراكز والمجمعات الإسلامية المذهبية أو السياسية وتمويلها واستخدامها فكريًا وثقافيًا لخدمة أهدافها وأغراضها السياسية، وعلى وجه التحديد الدور التركي، ودول أخرى تحاول، وما لم تكن لنا خطة سريعة وعاجلة ومدروسة وجماعية فإن دور هذه الدول يتنامى، على أننا نملك من الرصيد والثقة والاسم التاريخي ما يؤهلنا للعودة بسرعة شديدة لو أحسنّا التنظيم والتحرك، من خلال الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتا، بالتنسيق والترتيب مع وزارة الخارجية وأجهزة الدولة المعنية.
ولفت جمعة، إلى أنه في داخل مصر حاول كثير من الإخوان وغيرهم من الجماعات والتنظيمات اختراق الأزهر والسيطرة عليه، وتوظيفه لأفكارهم، أو العمل على إضعافه، لأنه يمثل العقبة الكأداء أمام مشروعاتهم الفكرية، ورؤاهم، سواء تلك التي تعمل على توظيف الدين لأغراض سياسية، أم تلك التي تتبنى أفكارًا متشددة أو تخدم جهات داعمة لأجل مصالحها حتى لو كان على حساب المصلحة الوطنية.
وشدد وزير الأوقاف على أن هناك من يحاولون إضعاف الأزهر من خلال محاولات الهدم بالتطاول السافر على ثوابت الدين واتهام الأزهر بأنه سبب الكوارث والتشدد، دون أن تكون لهم أي خبرة لا بالأزهر ولا بالمناهج، ولا بالثابت ولا بالمتغير، في خروج تام عن الموضوعية والمنهجية العلمية في النقد.