«زي النهارده».. وفاة إلياس سركيس الرئيس السادس للبنان بعد الاستقلال 27 يونيو 1985

كتب: ماهر حسن السبت 27-06-2015 00:38

بين الرؤساء الذين تعاقبوا على لبنان بعد استقلالها كان ترتيب الرئيس إلياس سركيس هو الرئيس السادس، وقد شغل هذا المنصب في الفترة من ٢٣ سبتمبر ١٩٧٦ إلى ٢٢ سبتمبر ١٩٨٢، وقد جاء إلى سدة الرئاسة خلفًا للرئيس سليمان.

وجرى انتخاب الرئيس إلياس سركيس في ظروف صعبة خيمت عليها أجواء الحرب والانقسام السياسى في الأيام الأخيرة لعهد الرئيس سليمان فرنجية، وهو ابن المدرسة الشهابية، وكان موظفًا في الدولة اختاره الرئيس فؤاد شهاب، ليكون في عداد معاونيه نظرًا لنظافة يده واستقامته لم يسعفه الحظ كى يصل إلى الرئاسة في انتخابات عام ١٩٧٠، وتطلب الأمر انتظارًا دام ست سنوات ليتسلم هذا المنصب وفى ظروف صعبة وحرجة، وهو ابن عائلة متواضعة من الشبانية لم ترث جاهًا ولا مالًا وكان من الرؤساء الذين تولوا مقاليد الأمور من دون خلفية عائلية أو حزبية تدعمه.

ولد الرئيس إلياس يوسف سركيس في العام ١٩٢٤ درس الحقوق ونال الإجازة في العام ١٩٤٨ من جامعة القديس يوسف في بيروت كان من رفاقه فيها رينيه معوض وميشال اده.

التحق بسلك القضاء وعين قاضيًا في «ديوان المحاسبة» عام ١٩٥٣ وفى أثناء هذه الفترة توطدت علاقته بالرئيس فؤاد شهاب بعد تولى شهاب رئاسة الدولة فعينه مديرًا للشؤون القانونية في القصر الجمهورى عام ١٩٥٩ ثم مديرًا لرئاسة الجمهورية عام ١٩٦٢ تولى حاكمية مصرف لبنان عام ١٩٦٧ بعد أزمة بنك انترا وفى العام ١٩٧١ رشحه الشهابيون لمنصب رئيس الجمهورية في مواجهة سليمان فرنجية إلا أنه فشل بفارق صوت واحد، إذ نال ٤٩ صوتًا في حين نال منافسه ٥٠ صوتًا وفى ٨ مايو ١٩٧٦ انتخب رئيسًا للجمهورية وتسلم مهامه الدستورية في ٢٣ سبتمبر من العام نفسه وأقسم اليمين الدستورية في شتورة، وشهد يوم انتخابه معارك ضارية كان التحدى فيها هو تأمين نصاب لجلسة انتخابه.

كما شهد يوم مغادرته السلطة في ٢٣ سبتمبر١٩٨٢ معارك ودخول القوات الإسرائيلية إلى بيروت الغربية على إثر مقتل الرئيس المنتخب الشيخ بشير الجميل في١٤ سبتمبر١٩٨٢لدى انتخابه في تلك الظروف الصعبة قال في خطاب القسم: «لا أملك شيئًا أقدمه للبنان واللبنانيين سوى الإيمان بالوطن»، وقبل انتهاء فترته الرئاسية وقعت أحداث غزو لبنان ١٩٨٢ إلى أن توفى «زي النهارده» في ٢٧ يونيو ١٩٨٥عن عمر يناهز ٦١ عامًا في سويسرا، ودفن في مسقط رأسه «الشبانية».