«أليس» فى شوارع القاهرة..!

عبدالعظيم درويش الجمعة 26-06-2015 21:06

وكأنها هبطت من عالمها الخيالى لتجد «أليس» نفسها فى شوارع القاهرة تعيش واقعا «عجيبا».. فللشوارع فى مصر– وتحديدا «القاهرية» منها سمات تميزها عن غيرها من شوارع دول العالم.. وربما تكون السمة الغالبة عليها أنها بلا أسماء وأن بناياتها وعماراتها دون أرقام وكأن السادة المحافظين الذين تتابعوا عليها قد اعتقدوا أن مهمتهم هى الحفاظ على القيم والتقاليد لأنهم «محافظين» وبالتالى لم يعترفوا بهذه الشوارع أو الطرق التى يرونها «أبناء سفاح» ومجهولى نسب!!

وفيما عدا السفن والمراكب الشراعية فإن شوارع العاصمة تعج بكل أنواع وسائل النقل المختلفة اعتبارا من ذلك القادم على «سهوة» وهو «التوك توك» إلى سيارات النقل بمقطورتها التى تبصم بـ«عجلاتها العملاقة» على الأسفلت بدماء ضحاياها.. ومرورا بالسيارات الخاصة والميكروباصات وأتوبيسات النقل العام التى تحمل خارج هياكلها المعدنية عشرات الركاب - الذين يفضلون «الهواء الطلق» - وليس على مقاعدها التى عادة ما تكون قد اختفت تماما تحت أجساد من أسعده الحظ منهم..!

الأمر لا يقف عند هذا الحد فالمسؤولون عن الشوارع قد شكلوا فيما بينهم «لجانا» لإجراء اختبارات لقادة السيارات على صعود «التلال والمرتفعات»، فنصبوا كل عشرة أمتار على الأكثر حاجزا أطلقوا عليه تدليلا «حاجز خفض السرعة» يفتقد أى ملامح قد تكشف عن شخصيته وكأنه «كمين» أو فخ لاصطياد ضحاياه، ومن ينجو منها بنفسه وببقايا سيارته يكتشف فى نهاية المسافة التى قطعها أنه قد أصيب بـ«ارتجاج فى المخ» أو بـ«شلل رعاش» نتيجة رجرجته طوال الطريق..!

عن كبارى العاصمة يطول الحديث، فعلى الرغم من أن قواعد المرور تحظر على الأتوبيسات وسيارات النقل ارتيادها إلا أنه يبدو أن هذه «القواعد» قد اكتفت بأن تضمها سطور القانون دون أن تخرج إلى حيز التنفيذ.. هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنه إذا كان لهذه الكبارى «مطالع ومنازل محددة» فإن من قام بتصميمها قد أتاح كامل الحرية لمن يرتادها بسيارته لأن يهبط منها من أى نقطة يختارها هو بنفسه دون أن يضع فى اعتباره على من أو أى شىء سيهبط بسيارته، وتكفى هنا الإشارة إلى كوبرى السيدة عائشة الشهير الذى يعد أبرز مثال لمراعاة البيئة التى تحيط به.. فهناك «المسجد» وفى مواجهته المقابر، وبالتالى فإنه ليس على كل من يسير فوقه إلا أن يقرر نقطة «السقوط» ووقتها سيُنقل إلى المسجد لأداء صلاة الجنازة على جثمانه ثم ينتقل «مشيعوه» إلى الجانب الآخر من الطريق لدفنه!!.. وبقى أن تسمح الأجهزة المحلية بإقامة «كنيسة» للضحايا من الإخوة المسيحيين وافتتاح مطحن للبن لزوم قهوة «العزاء»..!!

آخر مشاهد ما يحدث فى شوارع القاهرة هو ما يتعلق بهؤلاء الرجال الذين أوكلهم مسؤولو المحافظة فى إسناد حوائط المبانى وأعمدة الكبارى بـ «رؤوسهم»، إذ سرعان ما يكتشف كل من يمر بجانبهم أن هناك فرعا صغيرا لـ «النيل» ينساب من تحت أرجلهم.. ولا عزاء للسيدات وكبار السن ومرضى «السكرى».. !!

darwishabdelazim@gmail.com