أحلف بسماها وبترابها.. محمد مرسى اللى خربها

جيهان الغرباوي الخميس 25-06-2015 21:52

القلق البالغ الذى أعلنت عنه قطر بسبب الحكم بالإعدام على مرسى، يذكرنى بأيام لا تنسى: ليلة الثورة فى ٢٩ يونيو 2013 قرب منتصف الليل كنت أمام التليفزيون أتابع برنامجا حواريا على قناة التحرير، يظهر فيه المحامى المسبسب الشهير لجماعة الإخوان المسلمين، المدعو الدكتور أحمد أبوبركة، وقد غاظنى جداً وهو يتحدث عن قتلى وشهداء الإخوان ودمائهم الزكية التى تسيل فى الشوارع بعد كل مواجهة عنيفة مع المتظاهرين والشرطة والمتآمرين على نظام مرسى، وكان وقتها يرتدى قميصاً مخططاً بألوان ربيعية حالمة (لبنى، بمبى، موف لليلاه) فاتصلت وشاركت فى البرنامج بمداخلة تليفونية، وسمح لى المذيع فتوجهت بالسؤال مباشرة للسيد أبوبركة، وقلت له: كيف تتحدث عن قتلى وجرحى الإخوان وتتباكى عليهم وإنت لابس قميص وردى؟ وإمبارح فى برنامج تانى تكلمت عن شهداء الإخوان باكيا وإنت لابس قميص أحمر؟ إمتى ها تلبس قميص اسود؟؟!

- «بربش» بركة بعينيه أمام الكاميرا وكأنه لم يفكر فى سؤال مثل هذا أبدا.. ولأنه لم يكن قد تدرب على الإجابة سلفا أسعفته أنا وأكملت على الهواء أقول: عارف إنت ها تلبس اسود إمتى؟ بكرة.. وإحنا اللى هاننزل الثورة مخصوص عشان تلبس اسود على عمرك وعمر الجماعة والمرشد بتاعك!!!

- وقتها حدث هرج ومرج وانهار أبوبركة أمام الكاميرات وكاد ينزلق من فوق مقعده وهو يمطرنى بوابل من الشتائم وأنا أرد من جانبى، حتى تدخل الضيوف واضطر المذيع محمد الغيطى أن يطلب الخروج لفاصل كى ينقذ البرنامج، وحتى يهدأ أبوبركة ويعود لمكانه الذى كاد يغادره من فرط انفعاله وعصبيته.

انقطع طبعاً اتصالى التليفونى بالبرنامج، لكنى كنت سعيدة جداً أن أوصلت أحد قيادات الإخوان لهذه الحالة العصبية المزرية، وشعرت بأنى قمت بواجبى الوطنى والحمد لله، خاصة أنى تلقيت حينها بعض مكالمات التهنئة من أصدقاء وزملاء كانوا يتابعون البرنامج وسمعوا مداخلتى بالصدفة، وأغلبهم كان غارقاً فى الضحك وهو يسألنى: كيف فعلتِ ذلك؟ إن لم تنجح الثورة غداً لن يتنازل أبوبركة عن قتلك بيديه وهو يرتدى قميصا بنفسجيا!!!!

ربنا ستر والثورة نجحت وقُبض على مرسى وبعض أعوانه، وهرب عدد آخر من قيادات الجماعة، وكان من أوائل الذين بلغوا فرارا صديقى الدكتور أبوبركة!

برنامج قناة التحرير الذى سبق أن استقبل مداخلتى التليفونية ليلة الثورة دعانى للظهور ضيفة فى البرنامج تعليقا على اختفاء أبوبركة بعد الثورة والواقعة الشهيرة، وطبعا لم أكذب خبرا، فمن صفات الثائر الحق الصدق والوفاء بالوعد، لذا نفذت وعدى حرفيا وذهبت للبرنامج وفى يدى القميص الأسود إياه، أخرجته أمام الكاميرات على الهواء، ووجهت نداء إنسانيا: المحامى الكبير أبوبركة.. عد من حيث أنت.. فقد أتيت لك بالقميص الأسود يا عزيزى!

فجأة وجدت هذا المقطع منقولاً فى دقائق ومسجلا آلاف المشاهدات على شبكات التواصل الاجتماعى ومكتوباً عليه «شاهد الكاتبة الصحفية التى أخرجت قميصاً (حريمى) لقيادات الإخوان»! (المقطع بنفس العنوان حتى اليوم على اليوتيوب).

انتبهت لأول مرة أن القميص الذى كان بيدى لم يكن قميصاً (رجالى) والحقيقة أنه لم يكن لدى الوقت الكافى أثناء الأحداث للنزول لوسط البلد وشراء قميص رجالى أسود، كانت الدقائق المتاحة لى قبل ظهورى فى البرنامج لا تسمح إلا بأن أمد يدى فى دولابى وأبحث عن أى بلوزة سوداء تقوم بالغرض، ولم أتعمد أن يكون فى أطرافها كرانيش.

وصفتنى محطة «بى بى سى» وقتها بأنى رمز للعنف الإعلامى ضد الإخوان فى مصر، مع أنى مسالمة وأميرة، وكل ما تبقى لى من يوم الثورة يافطة كرتون مكتوب عليها (إوعى تغرك دقنك)!

gihanelgharabawy@yahoo.com