اندلعت الحرب الكورية بعد الحرب العالمية الثانية، واتسمت ببعد دولي وكانت إحدي النتائج المباشرة للحرب الباردة بين القطبين روسيا وأمريكا، وكانت الولايات المتحدة هي الطرف البارز فيها، وخرجت منها بعدما فقدت فيها آلاف الضحايا بين مفقود وقتيل وجريح، وهي أيضاً الحرب الغريبة التي لم يكن فيها غالب ولا مغلوب.
وكانت روسيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قد قامت باحتلال الجزء الشمالي من شبه الجزيرة الكورية، وأسست نظاماً شيوعياً، فيما كانت أمريكا تسيطر على الجزء الجنوبي حيث أقامت نظاماً ديمقراطياً، وكانت المواجهة بين هذين المعسكرين على الأرض الكورية، وفي ديسمبر عام ١٩٤٨، انسحبت روسيا من الجزء الشمالي مطالبة أمريكا بالانسحاب من الجنوب الكوري، وهو ما تم فعلاً، فانتهزت كوريا الشمالية التي كانت أكثر تسليحاً الفرصة فأطلقت العنان لقواتها «زي النهارده» في ٢٥يونيو ١٩٥٠، متجاوزة خط العرض ٣٨ في اعتداء على كوريا الجنوبية.
ويذكر أن أمريكا بعد يومين من بدء هذه الحرب، استصدرت قراراً من مجلس الأمن يقضي بتوقيع عقوبات عسكرية ضد كوريا الشمالية فتكونت قوة من ست عشرة دولة على رأسها أمريكا.
وفي أكتوبر ١٩٥٠ دخلت قوات التحالف كوريا الشمالية ووصلت إلى «بيونج يانج»، ومضي ماك أرثر قدماً حتي بلغ ضفاف نهر «يالو» الفاصل بين كوريا والصين، فواجهتم الصين بضراوة انسحب أمامها التحالف، واستغل الصينيون نجاحهم وهاجموا الأراضي الكورية، وعادت بيونج يانج للشيوعيين، ثم احتلوا «سول» وفي أكتوبر ١٩٥١ قامت قوات التحالف بهجوم كاسح على الصين في كوريا الجنوبية، وهو ما عرف باسم عملية كيلر التي أدت لاستعادة «سول».