مع اقتراب تعامد قرص الشمس على الأرض كانت أسرة أحمد سمير، الموظف بجامعة أسوان، تبدأ تعديل وضع الشمسية والمقاعد المواجهة للبحر بأحد شواطئ منطقة سيدى بشر بالإسكندرية.
بشرتهم السمراء التى لا تخطئها العين ولهجتهم الجنوبية تكشفان عن أنهم من سكان جنوب مصر، وبابتسامة عريضة وترحيب شديد أحضر أحمد المزيد من المقاعد، وشمسية إضافية لتتسع الدائرة، وتشمل كل أفراد الأسرة «الزوجة والأولاد والجد والجدة».
وبعد أن فرغ من ترتيب المكان جلسنا معهم، وبادرنا أحمد قائلاً إنها المرة الأولى التى يحضر فيها وأسرته إلى الإسكندرية للهروب من قيظ الصيف وصعوبة الحر الشديد بأسوان.
وأضاف: «كل أفراد العائلة تقريباً غادروا أسوان لقضاء شهر رمضان فى القاهرة لدى أقاربنا، لكنى فضلت المجىء إلى الإسكندرية، حيث يمكننا الاستمتاع بالبحر، فضلاً عن فرصة وجود مصيف تابع لجهة عملى بسعر معقول لمدة 15 يوماً بمنطقة المندرة».
وتابع أحمد: «نستيقظ حوالى الساعة العاشرة صباحاً، ثم نبدأ تجهيز احتياجاتنا ونتوجه إلى الشاطئ، ثم نبدأ نزول البحر بعد صلاة الظهر وحقيقى إحنا هنا فى جنة».
وبادرنا والد أحمد بقوله: «مفيش أحسن من جو إسكندرية بالذات فى رمضان، والشاطئ كمان ما بيكونشى زحمة، والمصيف فى رمضان ليه مميزات كتيرة أولها الهدوء والسعر المعقول لكل حاجة، وتصور إحنا واخدين 15 يوم فى شقة المصيف بـ 1500 جنيه فقط وده سعر طبعا مش ممكن نلاقيه فى شهور الصيف العادية وكمان خدمات الشاطئ أحسن وأرخص».
وعلى بعد خطوات من موقع أسرة أحمد، كان «إسلام» يجلس تحت إحدى الشماسى المتقدمة جهة مياه البحر وأمامه منضدة.
عامل إنقاذ كانت الصفارة معلقة فى يده، سألناه عن الفرق بين يوم العمل فى رمضان عن الأيام العادية فأجاب: «فيه اختلاف كبير الشغل بيكون مريح والأعداد قليلة، وبالنسبة للشاطئ ده هو بيبقى مزدحم شوية لأنه من أحسن شواطئ إسكندرية والميه بتاعته هادية علشان كده المصيفين بيفضلوه».
يضيف «إسلام»: «فى الأيام العادية إحنا لازم نكون على الشاطئ من 8 صباحاً وبنشتغل لحد 8 مساء، ويا ريت توصّل صوتنا للمسؤولين، إحنا بنشتغل باليومية من غير تعيين وبناخد 40 جنيه، ولو واحد غرق هو ملهوش أى معاش ولا أى مستحقات وأرواحنا شايلينها على كفوفنا».