جريمة الفاطميين.. من الياميش إلى التشيع

رجب جلال الأربعاء 24-06-2015 21:25

تضاعفت أسعار الياميش هذا العام مرتين على الأقل عن ذى قبل، بسبب الأوضاع فى سوريا، فتضاءلت معدلات الشراء بوضوح، وسط خجل من أرباب الأسر لأنهم لم يشتروا ياميش رمضان.

الياميش يذكرنى دائماً بالجريمة التى ارتكبها الفاطميون فى حق هذا الشعب بتحويلهم الصيام إلى مولد، والعبادة إلى طعام، والمنازل إلى موائد كبيرة لا تنفض إلا لتنصب، ولا تنتهى إلا لتبدأ، ورغم مرور أكثر من 10 قرون على نهاية حكمهم إلا أن كوارثهم مازالت مستمرة حتى اليوم، فهم المسؤولون عن كل الحوادث الرمضانية، لأن كل زوج أو رب أسرة يحزن أو يكتئب بسبب عدم قدرته على شراء الياميش أو الفوانيس ذنبه فى رقبتهم، وكل زوجة ينهرها زوجها أو يضربها أو حتى يقتلها لأنها لم تعد له الكنافة أو القطايف على الإفطار هو برىء تماماً، والمفروض أن الذى يحاكم بتهمة قتلها هو المعز لدين الله الفاطمى.

أخطاء الحكم الفاطمى فى مصر لا تتوقف عند بضعة أفعال تافهة كالياميش والفوانيس، تحولت من عادة إلى عرف ثم لقانون، لكنها خطايا فى حق العقيدة نفسها، لأن الفاطميين هم الذين نشروا المذهب الشيعى بين أبناء هذا الشعب السنى الطيب، فظهرت الفرق ووقعت الفتن والحروب الفقهية والعقائدية التى لم تهدأ حتى الآن، فما كاد الأمر يستقر للقائد جوهر الصقلى حتى ألغى ارتداء الملابس السوداء - شعار العباسيين - وأضاف إلى الأذان عبارة «حى على خير العمل» وأمر بالجهر بالبسملة فى قراءة القرآن أثناء الصلاة، وزيادة القنوت فى الركعة الثانية من صلاة الجمعة، وكأن وحياً جديداً نزل عليه، كما أمر بأن يقال فى خطبة الجمعة «اللهم صلِّ على محمد المصطفى وعلىّ المرتضى وفاطمة البتول والحسن والحسين الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا».

هذه التدخلات بالحذف والإضافة من الصقلى وهو قائد عسكرى وليس فقيهاً دينياً، كانت بداية القضاء على المذهب السنى فى مصر، وهى ليست أفكاره، وإنما أوامر قائده المعز لدين الله الذى تأكدت رغبته فى القضاء على المذهب السنى بإنشاء الجامع الأزهر ليثبت المذهب الشيعى خاصة فى رمضان حيث كان يعهد للقضاة بزيارة المساجد لتفقد ما تم فيها من إصلاح وفرش وتعليق المسارج والقناديل وشراء البخور والكافور والمسك، ولكى يفسدوا صيام المصريين شغلوهم بطعام الإفطار، وكانت الحركة التجارية تنشط فى الأسواق بسبب كثرة أصناف الطعام المعروضة، وربطوا كل مناسبة دينية بالطعام، فإلى جانب ياميش رمضان، هناك حلاوة المولد، وعاشوراء، وكعك العيد، وفتة عيد الأضحى، وموسم نصف شعبان، و27 رجب، وغيرها من المناسبات.

أكثر من ألف عام مضت ومازالت التشوهات التى أصاب بها الفاطميون مصر ماثلة، دون أن يصلحها أحد وكأنها قضاء وقدر، فقوافل الفوانيس القادمة من بكين تجهد الاقتصاد المصرى - المجهد فى الأساس - وتحمله مليارات الجنيهات كل عام دون أى فائدة، وجحافل المشمشية والتين وعين الجمل وقمر الدين والبلح والقراصيا والبندق والفستق والزبيب وجوز الهند والتمر هندى والخروب والعرقسوس والكاجو، تهاجمنا مثل التتار، فى الوقت الذى لا يجد فيه المصريون الخبز والسكر والأرز والعدس والفول المدمس، وهى السلع التى يسبب اختفاؤها كارثة ومجاعة، فيما لو اختفت السلع الأولى أو صدر قرار بمنع استيرادها سيكون ذلك بمثابة خطوة شديدة الأهمية على طريق نهضة الاقتصاد وإخراجه من غرفة الإنعاش الميت فيها إكلينيكياً منذ سنوات طويلة.

Ragab26@yahoo.com