قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن «القاعدة العامة لمذهب أهل السنة والجماعة تقضي بأن جميع الصحابة عدول، وثبتت لهم العدالة، وسبب هذا التميز هو صحبتهم للنبي، فالصحبة تقتضي هذه العدالة».
وأضاف شيخ الأزهر، في تصريحات له، الثلاثاء، أن أهل الحديث يرون أن الصحبة تثبت بمجرد اللقاء بالنبي، قصر اللقاء أم طال، والأصوليون اشترطوا طول الصحبة كأن يروي عن النبي حديثًا أو يقاتل معه أو يمضي معه بعض الليالي، لافتًا إلى أن تأكيده مسألة عدالة الصحابة إنما كان للتفرقة بين السنة والشيعة في هذه النقطة، فالشيعة لا يرون هذا، أما أهل السنة جميعًا فيعتقدون أن جميع الصحابة عدول، وأن سبب هذه العدالة هو صحبتهم للنبي، ومعنى ذلك أن غير الصحابة لا تثبت لهم هذه العدالة بهذه الصورة، ولذلك هم في حاجة إلى شهادة حسن سير وسلوك، حتى تُقبل روايتهم أو شهادتهم.
وأوضح شيخ الأزهر أنه بفضل دقة علم مصطلح الحديث وما يتضمنه من جرح وتعديل يتم التأكد من أن رواة الحديث الذي يرويه راوٍ عن راو عن صحابي عن النبي، كلهم عدول، أي صادقون لا يكذبون، وإلا رفض الحديث، مشيرًا إلى أن الرواة قسمان: الصحابي وغير الصحابي، فالراوي غير الصحابي يجب البحث في تاريخه وحياته، من خلال كتب الجرح والتعديل وكتب التراجم المتخصصة في سرد تاريخ كل الرواة، لكي نصل في النهاية إلى أن هذا الراوي عدل تقبل روايته أو مجروح لا تقبل روايته.
وأكد أن هذه الإجراءات لابد منها فيما دون الصحابة، أما إذا كان الراوي من الصحابة فسلم بعدالته ولا تبحث في حياته ولا في تاريخه، لأن مجرد الصحبة للنبي تثبت عدالته، ولذلك فإن الكتب التي تترجم للصحابة تترجم لتاريخهم، ولا تترجم لهم باعتبارهم رواة أحاديث يخضعون للجرح والتعديل، وهذا ما يجب أن يتنبه له الشباب السني المسلم، موضحًا أن الشهادة أيضا تتطلب العدالة، وليست رواية الحديث فقط هي التي تتطلب ذلك، فالشاهد لا بد له من شهادة حسن سير وسلوك قبل أن تقبل شهادته، حتى يطمئن الناس أن حكم القضاء صحيح لأنه قام على شهادة صادقة.