رد د. محمد إبراهيم سليمان على مقالة نيوتن «لأنه من هؤلاء»
أولاً. أود أن أشكرك على مقالتك المتميزة (لأنه من هؤلاء) يوم السبت 20/ يونيو- خصوصاً أنه ليست هناك أى علاقة بينى وبينك- وتركت المسؤولية منذ أكثر من عشرة أعوام.
ثانياً. أود أن أوضح بعض النقاط التى جاءت بمقالك الكريم:
١- سيدى الفاضل- كما تفضلت وذكرت فى مقالك- فإن جريمتى التى دفعت ثمنها- بمعنى أدق- هى المشاريع التى كنت أحلم بإنشائها. أقامت ضدى حرباً- أقوى وأعنف مما تتصور- اغتيال نفسى ومعنوى وعائلى وسياسى وشرفى وشخصى بكل الأسلحة غير الشرعية لى ولعائلتى- مع ذلك فعزائى هو فى ما تمكنت من تنفيذه خلال فترة تولى المسؤولية- أما ما لم أستطع تنفيذه فعزائى أننى كنت سأحارب من أجل تنفيذه- لآخر يوم من أيام مسؤوليتى. بالرغم من الطابور الخامس بالدولة الذى كان يعيقنى ويتعقبنى.
٢- سيدى الفاضل- ذكرت بمقالك مشروع الكورنيش الجديد- وللعلم طريق الكورنيش هذا هو قطر دائرة الطريق الدائرى الحالى ويمثله جسم نهر النيل- ولك أن تتصور سهولة الحركة المرورية دخولا وخروجا من وإلى إقليم القاهرة الكبرى فى حالة تنفيذه- بالإضافة لكونه محوراً استراتيجياً لأمن إقليم القاهرة الكبرى- وكيف كان سيلغى ازدحام وسط القاهرة تماما- ويخفف العبء الحالى الملقى على باقى المحاور الداخلة والخارجة لوسط القاهرة- حيث لا يوجد محور مباشر للخروج أو الدخول من تلك المنطقة لخارج كردون العاصمة إلا بذلك المشروع الحيوى- مع العلم بأن فكرة هذا المشروع موجودة بكثير من بلاد أوروبا- مثل باريس- وكيف أن هذا المشروع نجح فى تغيير الوجه الحضارى لكثير من عواصم تلك البلاد.
٣- هناك خطأ وخطر جسيم لجسم نهر النيل بوسط القاهرة- وهو ما نشاهده من نحر خطير بجانب جاردن سيتى وماسبيرو ووسط القاهرة- وإطماء شديد بناحية الزمالك- مما يؤكد تحرك جسم النهر ناحية جاردن سيتى مما يستدعى للأهمية القصوى تدخل الدولة لإصلاح هذا العيب الخطير حتى لا نفاجأ يوما بانهيار هذا الجانب- هذه حقيقة مؤكدة، وللأسف لم يلتفت إلينا أحد عند عرض المشروع. مع العلم بأن طريق الكورنيش الجديد هو الحل الأمثل والعلاج الوحيد لهذه المشكلة الخطيرة لجسم نهر النيل.
٤- بالعودة لمشروع تطوير جزيرتى الدهب والوراق- كما جاء بمقالتك الكريمة- فلقد كنت أحلم أن تكون هاتان الجزيرتان هما الزمالك الجديدة بجزيرة الدهب- وإمبابة الجديدة بجزيرة الوراق- ولا يخفى عليك كيف أن هذا المشروع كان سيغير الوجه الحضارى والعمرانى لإقليم القاهرة والجيزة- أعلم أن هذا الكلام قد يجعلك تضحك- وقد تظن أن الخيال هذه المرة قد شطح منى- ولكن أقسم لك أن هذا الحلم يمكن تحقيقه بعزيمة الرجال ومحاربة الطابور الخامس الذى ذكرناه سابقا.
٥- أما بالنسبة لمدينة القاهرة الجديدة- فهى عبارة عن قطعة أرض صحراوية كانت عبارة عن مقلب لقمامات القاهرة- ولإسكان النقابات والزلازل والعشوائيات ومحطات معالجة الصرف الصحى للقاهرة- وبفضل من الله وبالتخطيط والتنفيذ الجيد والسليم وبتوفير جميع عناصر المدن الجديدة أصبحت القاهرة الجديدة الآن تنافس كثيراً من مدن الخليج التى نتحدث عنها- لتصبح منطقة جاذبة للسكان كما هى الحال عليه الآن.
٦- ودعنى أوضح لسيادتك ولقرائك المحترمين أن هذا العمل وذاك الجهد قد تم أيضا فى كثير من المدن الجديدة من إعادة تخطيطها ومضاعفة مساحتها عدة مرات تصل لعشر مرات- فلا تنس أسوان الجديدة- وطيبة الجديدة بالأقصر- وسوهاج وأخميم- وأسيوط الجديدة- وقنا الجديدة- بالإضافة لمدينتى الشروق والعبور وغيرهما، وما تم فى إصلاح أخطاء إنشاء مدينتى بنى سويف الجديدة- والمنيا الجديدة- وما تم من تعديل وإصلاح تخطيط مدينتى 6 أكتوبر والشيخ زايد لتصبح كما هى عليه الآن- والآن وبفضل الله وتوفيقه أصبحت هذه المدن هى الأساس الذى تعتمد عليه هذه المحافظات فى التطوير والتنمية المتكاملة لها- وإيقاف هجرة مواطنيها لخارج محافظاتهم، وهو من أكبر المشاكل التى تواجهها الدولة.
٧- ولا ننسى حلم مشروع مترو المدن الجديدة الذى تم إعداده بالكامل فى أواخر التسعينيات، لربط المدن الجديدة بشبكة مترو الأنفاق الحالى، لربط جميع المدن الجديدة بجميع أنحاء العاصمة- هذا المشروع كانت تكلفته مقدرة بمبلغ 1.5 مليار جنيه، الآن تتعدى عشرة أضعاف التكلفة التى كانت مقدرة لها سابقا.
عزيزى نيوتن- أنا لا أكتب هذا الرد لاستعراض إنجازاتى- بل إنجازات وزارة كاملة بكل فرد فيها. هى لم تكن إنجازات شخصية. ولكنى من خلال ردى أدعو السيد الرئيس/ عبدالفتاح السيسى ومن خلال قواتنا المسلحة والهيئة الهندسية المتميزة- لتبنى إنشاء وتنفيذ هذه المشروعات- فهى الوحيدة القادرة على تحويل الحلم لحقيقة. وهى الوحيدة القادرة على العمل فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.
ويبقى أن هذه كلها مشاريع من حق مصر أن تقوم فيها. أيما كان المسؤول.
وفقنا الله لما فيه خير هذه البلاد.
أ.د/ محمد إبراهيم سليمان