نجحت النجمة نيللى كريم فى أن تثبت أقدامها وبقوة بين نجمات الصف الأول فى رمضان وذلك بعد أن حصدت المراكز الأولى خلال العامين الماضيين بمسلسلى «ذات» وسجن النساء، وفى الموسم الدرامى الحالى تخوض نيللى السباق بمسلسل «تحت السيطرة» والذى تسعى من خلاله إلى تأكيد نجاحها وتثبيت أقدامها بعمل تراه الأصعب والأقوى بالنسبة لها بسبب المجهود الذى بذلته والموضوع الذى يطرحه والمتعلق بالتسامح مع الآخرين وعن تفاصيل هذه التجربة كان لنا معها هذا الحوار:
■ لماذا يسيطر عليك القلق رغم نجاح الحلقات الأولى من المسلسل؟
- أنا بطبعى شخصية «قلوقة» والقلق أصبح شيئا عاديا بالنسبة لى، وبصراحة عندما تقدم بعض الأعمال الناجحة يكون من الصعب أن تقدم أى عمل للجمهور دون المستوى أو حتى ليس بالنجاح المتوقع، وفى مسلسل «تحت السيطرة» تعرضنا لصعوبات كثيرة وأنا شخصيا أعتبره من أصعب الأعمال الذى قدمتها بسبب المجهود الكبير الذى بذلته فيه، ولكن فى النهاية أرى أن التوفيق من عند الله وحده لأننى فعلت أقصى ما عندى وأخلصت للمسلسل وهذا ينطبق على فريق المسلسل بالكامل لأنهم بذلوا أقصى مجهود لديهم للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة.
■ وما هى طبيعة المشاهد الصعبة فى هذا العمل؟
- المسلسل يتعرض لأكثر من قضية ومن بينها الإدمان، وأصعب شىء أننى ليس لدى أى خبرة فى هذا الموضوع ولم أمر بمشاعر المدمن من قبل، لذلك فكانت المهمة صعبة واضطررت إلى عقد العديد من اللقاءات مع بعض الأطباء ومدمنين سابقين للتعرف على تفاصيل الشخصية، وهذا النوع من التعب مختلف تماما عن الذى عشته فى مسلسل «سجن النسا»، ولكن الأحاسيس فى مسلسل «تحت السيطرة» جديدة على ولم أعرفها فكيف استطيع أن أنقلها للمشاهد خاصة أن تعب الإدمان يختلف عن أى مشاعر أخرى، لذلك كنت «مخضوضة» من التجربة بعد أن عرضت على ولكنى حبى للمغامرات الفنية والبحث عن أعمال مختلفة عنى تماما كان سبب إقبالى على هذا المسلسل.
■ ولكن ملامحك ظهر عليها الاختلاف فى هذا العمل؟
- هذا حقيقى أنا شخصيا كنت أتعجب من شكلى أثناء التصوير، فكنت أصور بعض المشاهد بمظهر وعندما أنام وأقوم أجد أن ملامحى اختلفت عن قبل، أعتقد أن ذلك مرتبط بالتركيز فى المشاهد والحالة النفسية التى تضعنى فيها هذه المشاهد، ولكنى سعيدة برد الفعل الذى حققه المسلسل.
■ البعض توقع أن المسلسل يستعرض قضية الإدمان؟
- هذا ليس حقيقيا ولكن الجمهور توقع ذلك من خلال تركيز بروموهات القنوات على هذه المشاهد، ولكن المسلسل يقدم قصة حب وقضايا اجتماعية أخرى عديدة ليس لها علاقة بالإدمان، ومن وجهة نظرى أرى أن القضية الأعمق فى هذا المسلسل متعلقة بالتسامح وهل نحن كمجتمع مصرى نستطيع بسهولة أن نتسامح مع الآخرين حتى لو اكتشفنا خطا لهذه الشخصية أم لا؟ أعتقد أن الأزمة ليست سهلة لأننا كمجتمع شرقى نميل إلى المظاهر فى علاقتنا أكثر من أى شىء آخر.
■ ولماذا رفضت تقديم أى مشاهد تتعلق بطريقة الإدمان فى المسلسل؟
- لم أقبل ذلك إطلاقا، وكان هذا اتفاق بين أسرة المسلسل بالكامل لأن ليس قضيتنا أن نقدم للناس طرق وأشكال الإدمان لأننا فى الأساس نقدم مسلسلا اجتماعيا لكل الفئات فى المنازل ولسنا معنيين بتقديم أى شىء من الممكن أن يستفز أحدا خلال هذا الشهر الكريم، وبصراحة أحاول دائما أن أستعرض قضيتى دون أى مبالغة أو استفزاز، وأعتقد أن تقديم أى معلومة بالإحساس ستصل مهما كان قوتها وأتذكر عندما كنا نصور بعض المشاهد فى مصحة للإدمان بعد تصوير المشهد فوجئت بأن هناك شبابا من المصحة كان يجلس بجانب «المونيتور» وشاهد المشهد ثم قام بالبكاء أثناء التصوير وهذا عندى أهم من أى شىء لأننى استطعت أن أقدم المشهد بمشاعر صادقة.
■ وما هو رد فعلك عندما يقال بأن نيللى تخصصت فى النكد؟
- هذا لا يغضبنى إطلاقا بل أكون سعيدة بكل ردود الفعل لأن هذا يعنى أننى تميزت فى هذا النوع من الدراما، ويؤكد أننى استطعت أن أؤثر فى مشاعر المشاهدين، وبصراحة أنا شخصيا أحب المشاهد التى تعتمد على الإحساس وأسعى دائما لأن أكون صادقة مع مشاعرى حتى يصدقها الجمهور، وهذه المهمة صعبة جدا بالنسبة لى وأحيانا كثيرة تعرضنى لتوتر نفسى وعصبى كبير وهذا ما تعرضت له بقوة خلال مسلسلى «سجن النسا» و«تحت السيطرة».
■ وهذا لا يعنى أنك تفضلين المشاهد الدرامية الحزينة عن أى أنواع درامية أخرى؟
- أنا كممثلة أحب كل المشاهد التى تقنعنى كممثلة وأنا شخصيا أحب الدراما الكوميدية وأتمنى أن أعود للسينما من خلال عمل كوميدى مختلف لأننى أيضا أحب هذه النوعية من الأفلام ولكن أن تقدم فى إطار كوميدى لايت ونستعرض من خلاله حدوته لطيفة دون أى ابتذال، وليس لدى أى مشكلة فى تقديم أى نوع درامى فى التليفزيون ولكن ذلك يتوقف دائما على شكل الأعمال الذى تعرض على، لأنه يعرض على العديد من السيناريوهات بعضها تقليدى والبعض الآخر مختلف وهذا ما أبحث عنه ولكنى دائما أتجه إلى العمل الأكثر اكتمالا من حيث السيناريو والإخراج والإنتاج لأن العملية الإنتاجية لا تتوقف عند مرحلة واحدة.
■ وبمناسبة الإخراج كيف ترين التجربة الأولى مع تامر محسن؟
- بصراحة تامر بالنسبة لى اكتشاف حقيقى وأعتبر نفسى محظوظة بالعمل معه فى هذه التجربة لأنه مخرج متميز ولديه قدرة على الابتكار والإبداع والبحث دائما عن حلول لكل المشكلات، بالإضافة إلى أنه شخص هادئ الطباع لا يركز إلا فى تقديم المشهد فى أفضل صورة ولا يسبب أى توتر للممثل بل يسعى دائما لإخراج أفضل ما لديك ولذلك فإن الجمهور سيكتشف ذلك مع عرض الحلقات الأولى ستجد أداء مختلفا لكل المشاركين فى العمل، وأعتقد أن تامر سيكون له شأن كبير فى السينما والتليفزيون خلال الفترة المقبلة.
■ وماذا عن مريم نعوم رفيقة الكفاح فى معظم أعمالك؟
- مريم صديقة وأخت قبل أى شىء آخر، ومريم من أفضل الكتاب الموجودين على الساحة ولديها قدرة كبيرة على التقاط القضايا التى تهم الشارع وتقدمها فى قالب سهل وممتع ومسل، كما أن قربها منى يجعلها تفهم الكثير عن شخصيتى وإفكارى، ولذلك تجد أن هناك توافقا فكريا سريعا ما يحدث بيننا فى أى سيناريو تعرضه على.
■ وكيف ترين المنافسة وعرض المسلسل بشكل متزامن على العديد من القنوات خلال الموسم؟
أرى أن المنافسة دائما تنصب فى صالح المشاهد لأن النجوم تسعى لتقديم أفضل ما لديها، أما بالنسبة لى فلا أركز فى المنافسة إطلاقا ولكن أركز فى تقديم عملى فى أفضل صورة لأن هذه هى المنافسة الحقيقية بالنسبة لى وأترك الحكم للجمهور لأننى إذا ركزت فى المنافسة لن أقدم شيئا، أما بخصوص العرض الحصرى والمتزامن فانا شخصيا لا أحب العروض الحصرية وأرى أنها دائما لا تنصب فى صالح المسلسل وفريق العمل لأنها تفرض عليك أسلوب مشاهدة محدد ولكن دائما نحن كممثلين لا نتدخل فى ذلك ونترك هذه الأمور لشركة الإنتاج وتتوقف مهمتنا بعد تصوير المشاهد الأخيرة للعمل.