موقع سعودى لتوظيف النساء: المرأة العاملة تنتصر

كتب: اخبار الأحد 21-06-2015 11:33

من رحم المعاناة تولد الأفكار، وتأتى الحلول لتساعد الكثير على نيل آلاف الفرص. فى قصة الشاب السعودى خالد الخضيرى أكبر مثال على ذلك، فمعاناة شقيقته بعد تخرجها وحصولها على شهادة عالية، وعدم مقدرتها على تقديم شهادتها إلى الجهات الحكومية أو الخاصة- قادت شقيقها إلى ابتكار حل بسيط، يجمع صاحب العمل بطالب العمل، من خلال موقع إلكترونى على شبكة الإنترنت.

سرعان ما تطور الموقع إلى أن أًصبح شركة يشار لها عند الحديث عن عمل المرأة فى السعودية بمسمى «جلوورك» (Glowork).

انطلق خالد الخضيرى الذى التقته «الحياة» للحديث عن شركته التى أسسها، من مكتب صغير بعدد محدود من الموظفين فى العام 2011 إلى مكتب كبير فى أحد أفخم شوارع العاصمة السعودية الرياض، يضم عشرات الموظفين، تشكل النساء 85 فى المائة منهم.

لم يكن الرئيس التنفيذى للعمليات فى إحدى الشركات العملاقة فى السعودية لديه القدرة على المغامرة بترك وظيفته التى كان يعمل فيها والدخل الثابت والأجر العالى، لولا مساعدة جمعية أشوكا العالمية التى تقدم دعماً للراغبين فى تأسيس مشاريع تعنى بريادة الأعمال، إذ تعمل على توفير جميع التكاليف التى يحتاجها الشخص للعيش بنفس وضعه السابق، فى حال قرر ترك الوظيفة ليؤسس عمله الخاص، وذلك لمدة ثلاثة أعوام.

يرى خالد الخضيرى أن الفجوة التى كانت بين طالبى العمل وشركات القطاع الخاص وعدم وصول الطرفين إلى بعضهم- هى الفرصة التى سنحت له، واستغلها بشكل أمثل ليضع حلاً من خلال إيجاد وسيط يربط هذين الطرفين مع بعضهم البعض. تم ذلك من خلال موقع إلكترونى تضع فيه طالبة العمل سيرتها الذاتية، ومن ثم يأتى صاحب العمل، ويختار الموظفة التى تناسب الوظيفة الموجودة لديه.

سُرعان ما تطورت الشركة، وأصبحت تخلق وظائف تناسب طالبى العمل من جهة وأصحاب العمل من جهة أخرى، من خلال تشجيع الشركات على توظيف النساء للعمل عن بعد عن طريق نظام يستطيع فيه رب العمل مراقبة الموظفات بشكل آلى، وهذا ما سيوفر على الشركة مصاريف تدفعها للموظفين كبدل للنقل. وهذا ما يعتبره خالد أنه حل كثر من المشكلات التى واجهت النساء للحصول على وسيلة نقل تساعدها فى الاستمرار فى الوظيفة من دون عناء، الأمر الذى كان من شأنه أن يكون فتحاً كبيراً فى عمل الشركة. ساهمت القوانين التى اعتمدتها السعودية بهدف مساعدة النساء اللاتى يشكلن الغالبية العظمى من العاطلين على العمل، فى تقديم الدعم بشكل غير مباشر إلى «جلوورك» وحقق لها التطور السريع وتحقيق قفزات ربحية كبيرة للشركة زادت من إيمان خالد وفريقه بنجاح الشركة.

مع مضى الوقت، استطاع خالد الخضيرى استقطاب مستثمرين لزيادة رأس مال الشركة لاستغلال أفضل للأوضاع التى تشجع على توظيف المرأة، وللتوسع الكبير فى المشاريع التى تراها «جلوورك» فرصاً ذهبية، خصوصاً مع رؤية الدولة التوسعية فى زيادة دعم الشركات التى تساندها فى توظيف المرأة، إذا ما علمنا أن معدل توظيف النساء عن طريق الشركة يصل إلى 25 عاملة يومياً، حيث تقام المقابلات الشخصية واختيار الموظفة المناسبة للوظيفة المتاحة. لا ينكر خالد الخضيرى أنه استفاد كثيراً من تشجيع الدولة له، لكنه يرى أن تركيزه على إيجاد وظائف للمرأة فى السعودية بالتحديد من دون الرجال- أسهم فى زيادة خبرته التى نقلها إلى القطاعات الحكومية المعنية بإيجاد الوظائف للنساء، وذلك من خلال القيام بدراسات وأبحاث واستطلاع لآراء المتقدمات لطلب العمل، وأيضاً للشروط التى قد يضعها رب العمل.

حتى إن «جلوورك» كانت تقدم الحلول للشركات التى تريد المساهمة فى توظيف المرأة، ولكن لا يوجد لديها الخبرة الكافية فى تأهيل المكان أو العقود أو وضع الأجور المناسبة لها. يقول خالد: «لم يكن من السهل إقناع الشركات فى توظيف المرأة، لكن بناء قصص نجاح لموظفات سعوديات أسهم فى تحسين صورة عمل المرأة، إضافة إلى توجه الدولة العام فى دعم توظيف المرأة».

كان من أبرز الأعمال التى أطلقها خالد عبر شركته هى معرض توظيف للنساء بعنوان «خطوة قبل التوظيف»، والذى تقيمه الشركة كل عام فى أكثر من منطقة بالمملكة، ويحضره عشرات آلاف الراغبات فى العمل، ومئات الشركات، ويحظى برعاية من قبل أمراء المناطق. ويهدف للتركيز على السعوديات الخريجات، ومن هن فى السنوات الأخيرة من مرحلة الدراسة الجامعية.

يساهم المعرض فى تعريف المرأة بأهمية العمل لها، وكيفية التغلب على الصعوبات التى قد تواجهها.