من أسوأ التصريحات التي قيلت مؤخرا ذلك التصريح بأنه تم الانتهاء من تجهيز استاد شرم الشيخ ليكون جاهزا لاستضافة مباراتى الأهلى والمصرى ثم الأهلى والزمالك.. وأن هذا الاستاد سيصبح البديل لاستاد الجونة في استضافة مباريات الدورى العام أو مباريات المنتخب.. ويعكس هذا التصريح واقعا رياضيا وسياسيا هزيلا ومرتبكا ومؤسفا أيضا.. فهو أولا قد يعنى أن هؤلاء المسؤولين عن الرياضة يبيعون لنا الوهم طول الوقت ويخدعوننا بوعود كاذبة عن استقرار الأحوال وعودة الجماهير لمدرجاتها وانتظام المسابقات الكروية بشكل طبيعى وحقيقى..
بينما هم في الحقيقة يعرفون أن الوضع الحالى ليس مؤقتا وإنما سيطول ويدوم.. واستسلموا لذلك.. ولهذا راحوا يعدون ملاعب بديلة من باب الاحتياط وبدأوا تجهيز استاد شرم الشيخ بديلا استراتيجيا لاستاد الجونة.. ويعكس هذا التصريح أيضا عشوائية الفكر والتخطيط.. فمصر تحتاج بالفعل لاستاد في شرم الشيخ.. لكنها لا تحتاج إليه بديلاً لاستاد الجونة أو لاستضافة مباريات الأهلى والزمالك.. إنما تحتاج مصر لهذا الاستاد من باب السياحة الرياضية لتصبح شرم الشيخ خيارا مهما للمنتخبات والفرق الأوروبية في معسكرات استعداداتها.. فشرم الشيخ مدينة جميلة ومثالية موقعا ومناخا وتملك الاستعدادات السياحية والفندقية والخدمية لتنافس أي مدينة أخرى في الشرق الأوسط لاستضافة تلك المعسكرات بكل ما تعنيه من دعاية وشهرة ورواج وتألق إعلامى حقيقى.. وكنت أتخيل ومازلت أتمنى أن يكون هذا هو دافع المسؤولين لامتلاك شرم الشيخ ملعب كرة حقيقيا.. كما أنه فارق كبير جدا وهائل بين إعداد ملعب يستضيف مباريات للأهلى والزمالك انتظارا لعودة مباريات الناديين لمكانها الطبيعى في استاد القاهرة.. وملعب تنافس به شرم الشيخ دبى وأبوظبى وتل أبيب وتونس والدار البيضاء لاستضافة المعسكرات الكروية الأوروبية.. فالملعب هنا لابد أن يكون مثاليا في كل شىء وألا يبقى مجرد ملعب.. إنما لابد أن يكون قريبا منه مستشفى مجهز وصالات للتدريبات الرياضية والعلاج الطبيعى.. وطالما أن القوات المسلحة هي التي ستقوم بإعداد هذا الملعب فليكن واضحا لها منذ البداية أنها تجهز ملعبا بمواصفات أوروبية وليس ملعبا سينال إعجاب المصريين كما صرح بذلك المسؤولون الرياضيون.. وأتمنى أن يدرك ذلك اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء.. وأدعوه أيضا لئلا يستسلم للفكر التقليدى والقديم جدا.. فشرم الشيخ ونويبع وطابا ودهب لا تحتاج لمراكز شباب.. لا تحتاج أصلا لفكر لا يجيد التفرقة بين الرياضة في واد مزدحم لابد من احترام الحقوق الرياضية للناس فيه.. ومدن سياحية تحتاج فكرا متطورا تمتزج فيه الرياضة بالمقومات واللوازم السياحية.. فكر غير تقليدى يحترم الإمكانات الطبيعية لتلك المدن التي لا تفتش عن صالات رياضية، إنما تحتاج لإمكانات رياضية بمستويات راقية تناسب رياضات الغوص وسباقات اليخوت.. ويستطيع اللواء خالد فودة، حين يخاصم هذا الفكر التقليدى العقيم، أن يحيل الرياضة إلى مصدر دخل حقيقى وهائل لكل المدن المسؤول عن تنميتها في محافظته.. وأظن أن الرجل يملك العلاقات والقوة والقدرة على أن يقوم بذلك، وأن ينجح فيه أيضا.