تقدم «المصري اليوم» إجابات وفتاوى من أرشيف دار الإفتاء المصرية، عن الأسئلة التي تهم الصائمين في رمضان .
واحتوى أرشيف دار الإفتاء على إجابات صادرة من المفتي الجمهورية السابق، على جمعة، ولجنة الفتوى، على أسئلة الصائمين.
السؤال: كفارة من جامع في قضاء رمضان؟
الجواب: إذا جامع الرجل في نهار رمضان فعليه الكفارة العظمى مع قضاء اليوم الذي أفطره -أي يقضي اليوم- ثم عليه صيام ستين يومًا متتابعة، وعليه التوبة من هذا الإثم بالندم والعزم على عدم العودة إليه أبدًا.
هذا إذا كان هو صائمًا، أما إن كانت هي فقط الصائمة فلا كفارة عليه ولا قضاء.
أما المرأة فإن كانت صائمة وأفطرت بالجماع في صيام الفريضة فعليها القضاء فقط ولا كفارة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من جامع في رمضان بالكفارة عن نفسه، ولم يأمره أن يخبر زوجته أيضًا بأن عليها الكفارة، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، فعلم من ذلك أن عليها القضاء فقط مع التوبة، أما إن لم تكن صائمة فليس عليها قضاء ولا كفارة.
هذا حكم الجماع في نهار رمضان.
أما الجماع في قضاء رمضان فقد ذكر القرطبي في تفسيره أن جمهور العلماء ذهبوا إلى إثم فاعله، وأن عليه قضاء ذلك اليوم ولا كفارة عليه، واستدلوا لذلك بحديث أم هانئ -رضي الله عنها- يوم فتح مكة حيث شربت من سؤر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قالت: ((يا رسول الله إني كنت صائمة، فكرهت أن أرد فضل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال لها: أكنت تقضين عنك شيئًا؟ فقالت: لا. قال: فلا يضرك)). رواه أبوداود والبيهقي وغيرهما.
وفي رواية للنسائي في السنن الكبرى: ((إن كان من قضاء رمضان فاقضي يومًا مكانه، وإن كان من غير قضاء رمضان فإن شئت فاقضي، وإن شئت فلا تقضي)).
ولذلك قال ابن رشد في بداية المجتهد (1/ 224): «واتفق الجمهور على أنه ليس في الفطر عمدًا في قضاء رمضان كفارة؛ لأنه ليس له حرمة زمان الأداء، أعني رمضان». اهـ.
وعليه وفي واقعة السؤال: فيجب على السائل قضاء يومٍٍ مكان الذي أفطره بالجماع في قضاء رمضان، وليس عليه كفارة كما قال جمهور العلماء. والله سبحانه وتعالى أعلم.
السؤال: ما محذورات رمضان؟
الجواب: يجب على الصائم ألا يُعرض صيامه لما يفسده ويُضيع ثوابه؛ فيمسك أعضاءه وجوارحه عن كل ما يغضب الله تعالى ويضيع الصوم كالغيبة والنميمة، والقيل والقال، والنظر إلى ما حرمه الله تعالى، والخصام والشقاق، وقطع صلة الرحم، وغير ذلك من الأمور التي من شأنها ضياع ثواب الصوم؛ عملا بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
أو بعبارة أخرى أن يجتنب كل ما من شأنه أن يذهب التقوى أو يضعفها؛ لأن الصيام شُرع لتحصيلها، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]. والله سبحانه وتعالى أعلم.