قصة حائط بُني لصد العدوان الثلاثي في شبرا ولايزال قائماً

كتب: ميلاد حنا زكي السبت 20-06-2015 19:56

حائط لم يبلغ ارتفاعه مترين وعرضه ثلاثة أمتار أمام بوابات ضخمة تكاد تكون أكبر من مساحته وبيوت بارتفاعات تصل إلى عشرات الأمتار، يقف أمامها الحائط لحمايتها من أي اعتداء.

في 79 شارع الجسر بمنطقة شبرا مصر، يقف ساتر صغير، مبنى من الطوب الأحمر والأسمنت، أمام مبنى ضخم، مكون من ثمانية طوابق، يشبه حوائط أخرى في المنطقة نفسها، وفى منطقة الظاهر، يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1956، وقت العدوان الثلاثى على مصر.

«شحتة»، بواب العقار، يقول: «الحائط موجود من زمان، وماحدش يعرف حاجة عنه من سكان العمارة، عشان كلهم جداد، وأنا من حوالى 40 سنة في المكان، وجيت لقيته كدة».

وقال مايكل جرجس، من سكان شبرا: «الأهالى قاموا ببناء حوائط أمام المنازل، بعد قرار جمال عبدالناصر وقتها ببناء ساتر لحماية السكان، ولم يكن لدينا فلوس للبناء»، وتابع: «جدى قام ببناء الساتر، خوفاً من الغرامة التي قررها عبدالناصر وقتها، ولم يكن لديه مال لتأجير شخص يبنى له الحائط، ولهذا بناه بنفسه، وكان ذلك السائد في ذلك الوقت، خوفا من الغرامة والحبس».

واستشهد «مايكل» بمشهد من الحلقة الأولى من مسلسل العائلة، الذي سخر من هذا القرار، وفيه تعلق الفنانة «خيرية أحمد» على السواتر التي كانت تبنى، وقالت: «همه ناويين يسدوا العمارة ولا إيه؟»، وكان الرد: «بانفذ تعليمات الدفاع المدنى ببناء ساتر، عشان الغارات الجوية»، فكان ردها بسخرية: «يعنى الساتر ده هو اللى هيمنع القنابل، قول لبتوع الدفاع المدنى يعملوا خندق أحسن، سور متر ونص هيحمى من القنبلة اللى هتقع عليك؟!».

وأوضح الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة حلوان، أن القرار كان في سنة 1956 من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان ذلك لمواجهة أي عملية إنزال من قوات العدوان في الشوارع، لافتاً إلى أنه كان متوقعا وقوع حرب شوارع، في ذلك الوقت، وكان عبدالناصر يحاول أن يتصدى لهذه الحرب بأى وسيلة. وتابع: «البيوت في الخمسينيات كانت بلا بوابات، وكان سهلا لأى شخص الهجوم على الشقق مباشرة، كما تضمن القرار دهان زجاج الشبابيك باللون الأزرق، حتى لا يُرَى من يضىء النور، ويحدث قصف عليه».