كشف أحمد سيفر، مستشار الرئيس التركى السابق، عبدالله جول، للمرة الأولى، عن المشاجرات والخلافات الشخصية الكبيرة بين مؤسسى حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وقال، في كتابه الجديد: «12 عاماً مع عبدالله جول»، إن جول «كان يريد العودة إلى السياسة في الخطوط الأمامية، بعد انتهاء ولايته، لكنه لم يفعل لسبب واحد، وهو الرئيس الحالى، رجب طيب أردوغان».
ونقل سيفر، في كتابه عن جول، قوله: «طيب بيك سيعارض ذلك»، مستخدمًا النموذج التركى للألقاب، وأضاف: «سيؤدى ذلك إلى نزاع بيننا، ولن يكون مفيداً للبلاد، فلا يستطيع بهلوانيان اللعب على الحبل ذاته».
وحسب الكتاب، الذي نُشر بعد الانتخابات التركية، في 7 يونيو الجارى، فإن جول تبنى موقفا معتدلاً حيال المظاهرات المعادية للحكومة، في 2013، وأنه حض أردوغان على إقالة 4 وزراء متورطين في قضية فساد، لكن أردوغان رفض عندما كان رئيسا للحكومة.
ورأى مراقبون أن الكتاب حول فترة حزب «العدالة والتنمية» في السلطة يشكل منجما من ذهب، لكن الموالين لأردوغان عبروا عن سخريتهم، وأكد مؤلف الكتاب أنه «ببساطة كتب ما اختبره»، مشيراً إلى أن جول طلب منه تأجيل نشره إلى ما بعد الانتخابات، تجنباً لأى شعور بالتدخل.
وقال بيرات البيرق، صهر أردوغان: «لم أقرأه أو أتفحصه، ولا أعتقد أنه كتاب مهم جدا»، فيما قال النائب إسماعيل الطيار، من حزب «العدالة والتنمية»: «نعتبر ذلك محاولة لرمى حزبنا بقنبلة».
وفى مواجهة معارضة المتشددين في «العدالة والتنمية»، نفى جول أن يكون قد أمر بكتابة الكتاب، وقال إنه لم يكن متحمساً لنشره، لكنه يعارض أي نوع من أنواع الرقابة، وحذر من «اختلاق حسابات مختلفة» من الكتاب.
يأتى الكتاب بعد خسارة «العدالة والتنمية» الغالبية المطلقة، للمرة الأولى منذ وصوله للسلطة، ما أثار تكهنات بأن جول يخوض حملة ليحل محل رئيس الحكومة أحمد داوود أوغلو على رأس الحزب.