المصريين الأحرار: الفرصة الأخيرة

عماد سيد أحمد الأربعاء 17-06-2015 21:31

يوم 19 مارس 2011، أو يوم غزوة الصناديق، بتعبير أحد عتاة السلفيين، الشيخ حسين يعقوب، يوم لا ينمحى من الذاكرة، يوم تحالفت القوى الدينية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، مع المجلس العسكرى الذى حل الحزب الوطنى والبرلمان وعلق العمل بالدستور، ودعا لاستفتاء 19 مارس وحُسم الأمر بـ«نعم». تلك الـ«نعم» التى نحصد ثمارها المُرة الآن وسنظل لسنوات.

ومع نهاية شهر مارس، وتحت سيف الـ«نعم»، انطلقت القوى المدنية لتأسيس أحزاب جديدة وبسرعة على طريقة إعداد وجبات الهوت دوج والهامبورجر.

خلال شهرين تقريباً ظهرت 3 أحزاب هى: المصريين الأحرار، والمصرى الديمقراطى الاجتماعى، والعدل.. كنت مؤسسا فى الأخير ضمن مجموعة من الأصدقاء تشرفت وسعدت بالعمل معهم.

ولأن الأحزاب تحتاج لثلاثة أشياء تقوم عليها، وهى: الفكرة والتنظيم والتمويل، فإن الأحزاب الثلاثة لم يتوفر لأى منها العناصر الثلاثة مجتمعة، وفى أحسن الأحوال قد تمتلك عنصرا أو اثنين. لكن بشكل أساسى فإن المصريين الأحرار استمر لقدرته على توفير الدعم المالى وكانت ومازالت هذه نقطة قوته، وفى الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى كان التنظيم هو الأفضل، مقارنة بالتنظيمات الحزبية الأخرى، وامتلك حزب العدل مشروعا فكريا واسما ميزه عن الآخرين.

قبيل التأسيس بُذلت محاولات محدودة من قبل البعض، وعلى رأسهم الدكتور محمد أبوالغار، لتكون الأحزاب الثلاثة حزبا واحدا لكن الفشل كان النتيجة المتوقعة. وفى مرحلة التأسيس، التى لم نغادرها حتى اللحظة، كنا أشبه بمن يسارع للدخول من البوابة قبل إغلاقها بثوان معدودة.

وسار كل حزب فى طريقه بمفرده، وكلما اجتازت المياه لتحفر مجرى النهر نقصت بشدة وأصبح التيار ضعيفا، والوصول للهدف بعيدا إن لم يكن مستحيلا.

فى منتصف الطريق وبحثا ولهثا وراء حصاد مثمر وسريع طفت على السطح مرة أخرى فكرة أن تتجمع الأحزاب الثلاثة فى كيان واحد. وكان حزب الدستور قد تأسس وانضم إلى الركب فانضم لهذه المناقشات، وانعقد اجتماع فى منزل الدكتور محمد البرادعى وفشلنا مرة تانية.. ولا أستطيع أن أفصح عن الأسباب خجلا.

تفتت حزب العدل بكل ما فيه من حيوية وهمة وشباب ناضج مثقف، وواجه المصريين الأحرار العثرات تلو العثرات، وهل هناك أكثر من أن المجلس الرئاسى الذى تولى الحزب فى مطلع تأسيسه استقال أعضاؤه الثلاثة ولم يتبق منهم أحد الآن. وتحول الحزب المصرى الديمقراطى إلى ما يشبه منتديات اجتماعية. ويستنزف طاقته فى الصراعات الجانبية.

ويظل السؤال: ما هو حصاد السنوات الأربع الماضية؟ إنه الفشل ثم الفشل ثم الفشل.

الأحزاب لا تتحمل الوضع الذى تعانيه كاملا، لكن المشكلة أنها تنتظر الحل من السلطة. وهذه خطيئتها الكبرى.

العمل هو أن تنتهج الأحزاب طريقة جديدة، وعصرية، وتغير من أساليبها، ويكون هدفها الناس وخدمتهم وليس السلطة، وعليها أن تحول نظرها من أعلى لأسفل.

وأدعو المهندس نجيب ساويرس، لأنه الأكثر جرأة فى الوسط السياسى، لخلق تكتل من شباب الأحزاب الثلاثة، ومن الذين استقالوا والذين فى طريقهم للاستقالة، ويساعدهم على العمل من خلال مؤسسة تنموية تنتشر فى ربوع مصر. وتقوم بتشبيك مؤسسات المجتمع المدنى المؤثرة التى تعمل فى مجالات الصحة والتعليم والنظافة، وما شابه ذلك. لأن الناس لا تريد حديثا فى السياسة لا من قريب ولا من بعيد.

ومن تلك اللحظة علينا أن نتمسك بالأمل من أجل القدرة على مواصلة العمل.